أكلما فكر المفكر لاح له سيف الرقيب وسجانه العتيد وباب السجن والنفى والأعدام أكلما اراد فنان أن يرسم لوحة جديدة جفت الصحف وكسرت الأقلام أكلما هم أن يكتب شاعر عن حبه الجميل وعن هديل الحمام رشقوه بالحجارة ووصفوه بالعمالة وأمطروه بالسهام اكلما اراد أن يغنى لنفسه عن يومه وأمسه فى سره أو جهره أو داخل الحمام لابد فى البدء والختام أن يمجد الخليفة قبل تكبيرة الأحرام أكلما أراد أن ينثر القصيدة فى الهواء الطلق عليه أن يؤدى التشهد قبل التحية والسلام . . . أكلما اراد أن يقرأ كلمتين التفت نحو اليسار مرة ونحو اليمين مرتين من اليسار نال صفعة ووخذتين وذاك فى اليمين قد دس خنجرين يموت فى بلادى النخيل واقفا لا مرة بل أثنتين . . لكنهم لو كمموا فمى أو اعلنوا موتى فلن يكسروا قلمى أو يقمعوا صوتى فطالما غرد عصفور على الشجر وطالما أشرقت شمس الصباح وأنبعث ضوء من القمر وطالما كنت مؤمنا بالقضاء والقدر وطالما الحياة تمضى كرحلة أومحطة من محطات السفر فمهما تكاثر المغول والغجر فلن تهزنى صيحات الخوارج والتتر . . ولن أحنى هامتى لملك أو حاكم او لشيخ الغفر بين الضلوع اضمها قضيتى وفى جيبى هنا تنام دائما وصيتى فربما اكون ناعيا لشاعر لمفكر أو كنت انا الخبر وهذا حال كل شاعر وكل حر فى بلادنا حتى يعود أبن مريم او يظهر المهدى المنتظر. _________________
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة