Quote: ليس بوسع احدما ان يتجاوز تأثير الحزب الشيوعى على الاستاذ الخاتم عدلان...وتاثير المدارس الماركسية والاشتراكية والمقايسات التاريخية الملازمة لهذه المسيرة على نضوج اداة النقد والتفكير,أضافة الى بنية شخصيتة التى منحته الجراة الكافية لسلوك مسلكا أقل مواطن الوعورة فيه انه فارق فيه من كان قد لازم لعدة عقود , بل.. لعله كان من الضرورى دروج هذه المدارج لرجل كالخاتم عدلان حتى تنضج مواقيت التغيير ومواطنها فىذهنه الى حد الجراة ووأطلاق دعواه( آن اوان التغيير ) والتى كان من شانها ان تغير ليس من مسيرة الحزب الشيوعى فحسب بل من مسيرة البلاد وقتها.
عبارة الدكتور محجوب بخصوص نقده لحركة حق تستبطن فى نهاياتهاأن الفلسفة الجوهرية لنشوء حركة حق تتمثل فى اصلاح الحزب الشيوعى كغاية . والسؤال هنا: الم يكن اجدى لرجل عرف بحججه القوية وبراهينه الساطعة ان يقود حملات الاصلاح من داخل الحزب الشيوعى؟ ويجنب نفسه وعورة ما سلك واحتمالاته ؟؟ ترى ما الذى دفع برجل كالاستاذ الخاتم عدلان...ليترك ارث ثلاثين عاما من التنظيم ويزهد فى اصلاح منظومة التقطته مذ كان يافعا؟ اتساءل سؤلى هذا....وفى ذهنى جزئية ذات صبغة عامة تخص حركة ( حق ) - موضوع المداخلة هنا - وهى انها كقوة جديدة تعنى بعملية الاصلاح الحزبى والضغط ( الفكرى ) ايضا! لدعم مسيرة الاستنارة والتغيير داخل المنظومات التى اثقلتها الايدولوجيات منتهية الصلاحية كما فى داخل تلك التى اثقلتها الطائفية والانغلاق . وهنا أتمنى ان توضح فكرتى .. حركة ( حق ) تتبنى مشاريع الاصلاح الحزبى فى المنظومات العتيقة , ولكن هذا المشروع ليس غاية وجودها, وذلك لبروز قوى أخرى , وثقت حق فى ضرورتها و جعلت غايتها دعمها وتجميعها, لتخلق النموذج الآخرالذى من شانه ان ينجز ما عجز عنه حُمّال الآيدولوجيا و الطائفية ودعاة الحداثة . أستبطن مشروع الاصلاح فى حديثى تجاه الحزب الشيوعى بصفة خاصة لخصوصية تكوينه الفكرى والثقافى , و لما تكفل به التاريخ والذكاء الانسانى من فضح للمشروع الشيوعى والمدارس الماركسية , تلك معارك ادارها التاريخ وانتصر فيها لمعادلات لم تدر بخلد اصحابها . وكذلك تختص دعاوى الاصلاح بالحزب الشيوعى , ليقينى من احتوائه على جماهير مقدرة من المثقفين وحملة الآراء الناضجة والمهام الاصلاحية الواضحة فى خرطة اليسار . ( حق ) تدعم كل هؤلاء كما وتدعم الجيوب الديمقراطية التي تتمرد على كهنة الطائفية وتقود حملات اصلاحية تتقدم حينا وتتعثر فى احايين اكثر .. الا اننى بالطبع ارى شيئا اخر ابعد من هذا الهدف
( حق ) ورثت من الاستاذ الخاتم نضجه الفكرى وعبقريته السياسية , ولكن من الخطا بمكان توريثها تاريخه فى الحزب الشيوعى والماركسية , والتعامل معها كمنقسمة عنه , فى دعوى دحضهاالاستاذ الخاتم نفسه فى الكثير من الحوارات . الشاهد ان الحديث عن الخروج من الشرنقة التى تلف بلادنا مرهون بعمليات الاصلاح الحزبى , ولكنها عمليات معقدة ذات كلفة عظيمة فى ظل عثرات الديمقراطية . و ( حركة حق ) كمنظومة تثق فى القوى الجديدة فهى التى حملت شهادة ميلادها مهام توحيدها, وسيكون من الاحرى بها ان تيمم نفسها ومجهودها شطر هذا الهدف الواضح البين بعيدا عن تعقيدات المناورة والأساطين الذين يقولون ما لا يفعلون , والذين خبرهم التاريخ فى مزالقه الكثيرة ورمم كيانهم ليبدو من الوضوح بحيث انه ليس بوسع ( حق ) ان تزعم انها تثق فى مصير متزن لاحزابهم تحت امرتهم المتمكنة فيها , بيد انها تغتبط اغتباطة زعيمها تلك ازاء بوادر التغيير الرشيد وتدعمها وتشد من ازرها كما اسفلت فى الاعلى
الفترة التى تحدث فيهاالاستاذ الخاتم بهذه الطريقة فى الاقتباس اعلاه عن حركة حق اتضحت معالمها باكثر مما كانت عليه بعد ان استبان ضعف التجمع الوطنى , وشهدت مظاهرات زيادة الاسعار والمواقف النقدية العلمية لاتفاقية ابوجا وسواها . ان حركة حق آخذة فى النمو على سند من قاعدتها الفلسفية الرامية للاستنارة , كما ان الاستاذ الخاتم فى ذكاء يشهد به هذا البوست وصاحبيه , كان قد استدل بمقولة شوين لاى وزير خارجية الصين الاشهر حين سئل عن تقييم الثورة الفرنسية بعد مئتى عام بان : الوقت لا زال مبكرا للتقييم أنا ازعم ان حركة ( حق ) والقوى الجديدة فى مجملها ليست بحاجة لكل هذا الوقت لتستبين جدواها وان أستنفد الحزب الشيوعى ريعه حتى الآن .
الرفيقة شذى .. لقد أبنت ولا أوضح .. و وضعتي الحصان تماما امام عربة السؤال الذي يحاول الآخرين الإلتفاف على إجابته . ليس إلا تحية كبيرة تليق بك و بهذا الطرح الكثيف و الحصيف .
الشكر للأخ محمد القاضي على إيراده هذا العرض الشيق .. و للدكتور محجوب , و للأخوة المتداخلين مثله .
و التحايا لـ ( حق ) .. و من قبل السلام على الخاتم في عليائه المجيدة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة