|
ميتينك يا عثمان يا ميرغني
|
مع إنك برضو بتاع كلام لكن أهو
Quote: حديث المدينة سادتي.. الثلاثة..!!
عثمان ميرغني كُتب في: 2006-12-26 بريد إلكتروني: [email protected]
سادتي الثلاثة؛ السيد الإمام الصادق المهدي.. والدكتور الشيخ حسن الترابي.. والأستاذ محمد إبراهيم نقد.. سيتحدثون في ندوة جماهيرية بدار حزب الأمة مساء غد (الأربعاء 27 ديسمبر 2006). الأسماء الثلاثة رنانة بما يكفي لجلب أكبر عدد من الجمهور، وهم كلهم متفردون في جاذبيتهم الخطابية.. ولكل منهم أنصاره الأفذاذ.. لكن هل يا ترى لدى أى منهم ما لم يقله بعد ليقوله لشعب السودان الذي على الرصيف.. ينتظر المهدي المنتظر؟.. سيتحدث الثلاثة ـ وأراهنكم على ذلك ـ عن قبول الحكومة بالقوات الدولية، ويلعنون الحكومة.. ومشكلة دارفور، ويلعنون الحكومة.. وعن الموازنة، ويلعنون الحكومة.. وعن الانتخابات القادمة، ويلعنون المؤتمر الوطني.. وربما يستحدِث السيد الصادق المهدي مصطلحاً جديداً يرسم به صورة الوضع الحالي.. ستضحك الجماهير من بلاغة المصطلح.. وتنتهي الندوة ويخرج جمهور السينما الى الشارع.. ويكتشف أن.. لا شيء جديد!!. وحتى لا تتجدد أحزان الشعب السوداني كلما جدّد السادة خطابهم الجماهيري وندواتهم أقدم لهم مقترحاً عملياً يخرجهم من دائرة القول.. إلى الفعل.. لا شيء يغير الحال سوى الحركة.. وحركة الرمال الهادئة تدفن مدناً بأكملها.. والزمن المتبقي من عمر المباراة بالكاد يكفي للعمل.. أقترح عليهم أن يؤسسوا تحالفا انتخابيا وطنيا يضم كل الأحزاب والفعاليات، بما فيها الأغلبية الصامتة في حزب المؤتمر الوطني نفسه.. هذه التحالف يشكل حكومة وحدة وطنية لما بعد الانتخابات... تجمع الطيف السوداني بأكمله.. في قائمة انتخابية واحدة فقط.. بشرط واحد مهم للغاية.. الشرط هو: أن لا تحمل الحكومة الجديدة تكرارا لأى شخصية قيادية شاركت في العمل السياسي في السابق.. والسابق هذه تعني كل الفضاء التاريخي للخمسين سنة الماضية كلها.. بعبارة أخرى إتاحة فرصة جديدة نضرة.. لجيل جديد من الساسة ينال ثقة الشعب السوداني لقيادة مرحلة جديدة ليس فيها من رواسب الماضي شيء. جيل جديد من التكنوقراط الذين اكتسبوا خبرات في الإدارة والعمل العام.. تترك لهم دفة ادارة البلاد بكل حرية.. بدون أي حساسيات سياسية أو حزبية.. جيل من الساسة الجدد الذين يعملون أكثر مما يتحدثون.. لدينا خبرات سودانية سامقة في الداخل وأكثر منها في الخارج.. سودانيون مشتتون في المنافي والمهاجر لا يمنعهم من العودة الا الإحباط الكبير وإحساسهم أن بلدهم (أكثر من مستغني عنهم).. وطن ضد النجاح.. يحتفي بالفشل ومتعة الخطب والشعارات.. والهتاف.. وطن يسأل قبل الفكرة.. عن لون البطاقة السياسية.. كأنما (البطاقة)، وليس الحكمة، ضالة المؤمن!. إذا اتفقت كلمة السادة الثلاثة على مثل هذا التحالف لن يستطيع حزب، مهما بلغ، أن يقف أمامهم في الانتخابات القادمة.. وسيدفع الشعب السوداني عن قناعة تكاليف كل الحملة الانتخابية.. وستنهمر الأصوات الانتخابية بلا حاجة الى دعاية نحو هذا البديل المنطقي الإيجابي الذكي. لكن.. وبكل أسف ممطوط بالحزن..!! السادة الساسة لن يفعلوا ذلك.. لأنهم لا يفكرون في غفلة عن ذاتهم، ولأن في قلب كل رجل منهم.. وطناً ليس فيه الآخرون.. سادتي الثلاثة، انتهى زمن الخطب والهتافات والشعارات.. هل لديكم جديد؟؟ أم ستفاجئون الشعب السوداني بأنكم اكتشفتم أن الحكومة هي الشيطان الذي ارتكب كل شيء؟؟ حسنا، الشعب يعلم ذلك. لكن ماذا لديكم أنتم بعد (لعن الحكومة)؟؟.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|