القرط النشوان، قصيدة قديمة

الأخ أبوبكر
تمنيت لو أنني صمتُ ؛ فلا أجيب. بل أنت من أذابني من (الخجل). أما أكبر ذنوبي في هذا المنبر أنني لم أقرأ تعليقك هذا إلا بعد رجوعي من السفر. فاغفر لي، أنني لن أعلق على ما سمعت، وأتمنى أن أقابلك قريبا إن شاء الله.
دخل إبراهيم بن أدهم المدينةالمنورة، على ساكنها الصلاة والسلام، وأراد زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمنعه الحراس وألقوه خارج المسجد وأغلقوا المسجد. مر به رجل صاحب مخبز قريب من الحرم النبوي، فرق للشيخ الكبير وسأله عن حاله وقصته ....
قال له الرجل صاحب المخبز :
أيها الشيخ البرد قارس والسماء ممطرة وأنت مرهق، فلتدخل معي إلى مخبزي، علك تصيب رغيفا يذهب عنك ما أنت فيه، وأعدك عند الفجر أن تزور قبر الرسول صلى الله عليه وسلم معي.
قبل ابن أدهم الدعوة ولكنه ذهل بتقوى الرجل الذاكر، فلا يفتر لسانه عن ذكر الله يعجن الدقيق بماء الذكر ويقطعه بالحوقلة ويقطعه بالبسملة ويدخله إلى النار ، يخرجه والقرآن يجري على لسانه عذبا.
سأل إبراهيم بن أدهم الرجل وهو يتناول معه الرغيف ، فقال للرجل أنت رجل مستجاب الدعاء فاسأل الله لي المغفرة.
ابتسم الرجل وقال لابن أدهم:
بلغ بي الغرور مرة مبلغا فظننت أنني مستجاب الدعاء، ولكني تبينت خطئي .
قال له ابن ادهم:

"وكيف ثبت لك ذلك؟"
قال الرجل الصالح:
" سألت الله مرارا ومرارا أن أرى الرجل الصالح إبراهيم بن أدهم، فلم يستجب لي.
بكى ابن أدهم وقال للرجل:
"ابشر والله لقد استجاب الله دعاءك ، فأنا إبراهيم ابن أدهم ولا أستحق دعوتك ولا ثناءك فأنا عبد خطاء، غير راض عن نفسي.

Quote: ولا أستحق دعوتك ولا ثناءك فأنا عبد خطاء، غير راض عن نفسي.