القرط النشوان، قصيدة قديمة

الأخ إسحق
صبرا فلا زلت في ذكر شعر الصبا والشباب الأول.
وهذا العمل في خريف عام 1979
مقدمة لابد منها:
كان مازن الفلسطيني يقيم بالأردن وكانت رفيقة الصبا وحلم شبابه إيمان معه في نفس القطر. كانا يذكران أيام الصبا دوما ، في فلسطين، ويمنيان نفسيهما بالعودة. بلغ الحب منهما كل مبلغ وتمكن من فؤاديهما وظهر في جسديهما ، فكساهما بهجة ونورا. تعاهدا على الزواج واغترب مازن في أوروبا ووعدها بالعودة بعد سنتين، يحمل معه مهرة ، وما يكفيهما للعيش طوال الدهر. كانت فرصة العمر بالنسبة لهما ، فسيعمل براتب يربو على الثلاثة ألف دولار.
وأثناء سفره سمعت إيمان بأن العدو الإسرائيلي قد هاجم ضيعتهم وقتل أباها وأخاها الوحيد وهو في عمر الزهور، وتعافت أمها ، ولكنها فقدت رجليها.
تغيرت إيمان من يومها وبقيت تبحث عن معسكرات التدريب . وتدربت أحسن تدريب على أيدي أعظم المجاهدين، وصار كل همها أن تذيق اليهود لعنة سلاحها وتثأر لأهلها جميعا. نسي الناس إيمان التي جعلت كل وقتها للجهاد.
رجع مازن من سفره وبحث عنها في كل مكان، حتى علم بأنها ستحضر بعد سبع ليال، فانتظرها في شوق عظيم. ولما قابلها، كان سعيدا بأن يزف لها الخبر بأنهما يملكان الآن ثروة عظيمة. ووعدها بأن يكون الزواج في أقرب وقت. وقدم لها ما أحضره من هدايا . حقيبة مكياج مليئة بالأمشاط والأصباغ، مكحلة من الذهب الخالص، وهنالك سواران من الذهب مطعمان بالياقوت، ومزهرية من الفضة الخالصة ، و...
كانت إيمان تبتسم بسخرية والدمعة في عينيها، فحسبه الفرح. فراح يحمد الله أنهما التقيا أخيرا وأنهما لن يفترقا طوال العمر وسيكونان أسعد زوجين في الدنيا. ولكنه بهت لما سمع قولها وعرف أنها قد عافت الأزواج وكرهت حياة الطيب والمكياج وتبدلت أنثى مترجلة . كل همها النضال من أجل الوطن، وهمها الأكبر تحرير القدس.
سألها : ألا زلت على عهودنا وفية؟
ثم قالت ما سأرويه عنها شعرا.
والقصة حقيقية.
فإلى القصيدة ، بعنوان (فدائية).