العلم ما حيضيع

Quote: انعزال الطفل - الانطواء على الذات عند الطفل Infantile Autism يبدأ هذا المرض قبل عمر 30 شهراً عادةً ، و يتميز بعدم قدرة الطفل على تطوير علاقات اجتماعية طبيعية ، و بعدم استخدامه للغة أو باستخدام اللغة بشكلٍ غير عادي ، و بتصرف الطفل بطريقةٍ انفعالية و عدم قدرته على تطوير الذكاء. كيف يتظاهر انعزال الطفل المصاب بالتوحد ؟ المظاهر السريرية : يشكل تدني أو انعدام تطور مهارات التواصل اللفظي واللالفظي أكثر الأعراض والعلامات ملاحظةً، وتشاهد عيوب في طراز الكلام وتدني القدرة على احتمال المناقشات، والتصرف الاجتماعي الشاذ، وغياب التقمص العاطفي، وفقدان القدرة على تكوين الصداقات، ووجود حركات بدنية نمطية، ووجود حاجة واضحة للرتابة و التكرار، وتكون ااهتمامات الطفل ضيقة الأفق جداً، ومن الشائع ملاحظة الانشغال التام بأجزاء الجسم. و يميل الطفل المنطوي على ذاته إلى الانسحاب الاجتماعي وغالباً ما يقضي عدة ساعات باللعب بمفرده ، وتسود لديه مظاهر سلوكية طقسية تعكس حاجته للعيش في محيط متناغم وقابل لأن يتنبأ به، وقد تنشأ لديه نوب غضب حادة مرافقة لاختراق ما هو مألوف لديه ، ولا يركز الطفل نظره على الأشياء إلا قليلاً أو لا يكاد يركزه على الإطلاق، وقد يعكس الإمعان في حركات اليدين والأصابع ولعق الأشياء وحك السطوح إدراكاً عالياً وحساسية من منبهٍ ما، فيما يشير تدني الاستجابة للألم وغياب الإجفال نتيجة الأصوات العالية المباغتة إلى تراجع الحساسية لمنبهٍ آخر، و قد يقوم الطفل بتكرار ما يسمعه ( الصدى اللفظي ) وقد يقلب الضمائر عند التحدث أو يستخدم أنماطاً غير مألوفة من اللغة. هل يكون الطفل المصاب بالإنطواء أو التوحد الطفلي سوي الذكاء ؟ يقع فحص الذكاء باستخدام الاختبارات النفسية التقليدية في المجال المتدني عند هؤلاء الأطفال ، ولا بد من الإشارة إلى أن عيوب اللغة والتعامل الاجتماعي تجعل تقييم الإمكانية العقلية للطفل المصاب بالانطواء على الذات بشكل دقيق أمراً صعباً وقد يقدم البعض منهم أداء جيداً في الاختبارات غير اللفظية، وعند تطور الكلام تظهر سعة عقلية معقولة لدى البعض الآخر. يبدي الطفل المصاب بالانطواء على الذات أحياناً موهبةً واضحةً منعزلة . هل الإنطواء و التوحد الطفلي هو مرضٌ منتشر ؟ يختلف انتشار المرض من دولةٍ لأخرى ، و يعتقد أن نسبة حدوث الانطواء هي 5 أطفال من بين كل 10000 طفل في الولايات المتحدة الأمريكية، والاضطراب أكثر شيوعاً لدى الذكور منه لدى الإناث 3-4:1 وهناك العديد من الأمراض العصبية والجهازية والخمجية المنتجة لأعراض انطوائية الطابع ، وربما أهبت المرضى المصابين بها لتتطور أعراض انطوائية لديهم، كما لوحظ ازدياد ترافق الحالة مع وجود النوب الصرعية. ما هي أسباب انطواء الطفل و التوحد الطفلي ؟ لا زال سبب الانطواء أمراً افتراضياً إذ طرحت الأسباب الجينية بملاحظة وجود توافق مقداره 80% لدى التوائم وحيدة البيضة مقارنةً مع 20% لدى تلك ثنائية البيضة، ولا زال تحديد ما يورث في سياقه غامضاً فعيوب اللغة والشذوذات الاستعرافية أكثر شيوعاً في أقارب المصابين مقارنةً مع عموم الناس، كما لوحظ أن الشذوذات الصبغية وخاصة متلازمة الصبغي x الهش أكثر تواردا في عائلة الانطوائيين. و ترافق الانطواء مع موجودات كيميائية – عصبية شاذة إذ تبين حديثاً وجود شذوذات في العديد من سبل الكاتيكولامينات بعد أن ساد الاعتقاد بسلامة الوظيفة الدوبامينية في الانطواء سابقاً، كما لوحظ أيضا وجود زيادة في مستويات السيروتونين و هذه المواد هو من الوسائط الكيماوية في الجهاز العصبي. و ركزت النظريات الباحثة عن السبب في الانطواء على احتمالات أخرى، بما فيها أذية الدماغ والاستعداد البنيوي والحبسة التطورية والعيوب في عمل الجهاز المفعل للتشكلات الشبكية، والتداخلات غير المتناسقة بين عوامل نفسية وعصبية تطورية، والتبدلات الدماغية البنيوية، والآفات في الدماغ الأمامي الحصيني. و لا يوجد دليل على دور العائلة و الوالدين في حدوث الانطواء على الذات أو التوحد . كيف يتم تشخيص التوحد و الانطواء الطفلي ؟ يتم تشخيص انطواء الطفل الذاتي أو التوحد من خلال المراقبة الدقيقة للطفل ، في البيت و غرفة اللعب ، و من خلال الاستجواب الدقيق للأهل و مدرسي الطفل ، و يفيد استخدام مقياس كشف التوحد و الانطواء عند الطفل في كشف المرض ، و قد يحتاج الطبيب للجوء لبعض التحاليل لكشف بعض الأمراض التي قد تلتبس مع التوحد مثل أمراض الاستقلاب الخلقية و متلازمة الصبغي X الهش . ما هو علاج الإنطواء و التوحد عند الطفل ؟ هناك الكثير من المقاربات العلاجية لتدبير الانطواء على الذات و لكن نصيبها من النجاح محدود ، إذ حققت مكاسب على صعيد اكتساب المعارف الكلامية باستخدام المعالجة السلوكية بواسطة التكييف الفعال، وكان للتدبير السلوكي دور في لجم العدوانية والسلوك المدمر، وقدمت مضادات الذهان وعوداً في تعديل السلوك المؤذي للذات والعدوانية تجاه الآخرين وأنماط السلوك النمطية، والانسحاب الاجتماعي. وحديثا قدمت مضادات التقاط السيروتونين بعض الفائدة . وهنالك أمل في نماذج المعالجة السائدة اليوم كاللعب والمعالجة اللغوية وتمارين بناء العلاقات الشخصية. و الدواء الوحيد المفيد في معالجة نوب الهياج و الغضب و إيذاء الذات عند الطفل المصاب بالتوحد هو الـ ريسبيريدون. و لا يوجد أي دليل حول فائدة الحميات الغذائية و الفيتامينات في علاج التوحد. ما هو مستقبل الطفل المصاب بالإنطواء و التوحد ؟ لا يمكن التنبوء بذلك !، فبعض الأطفال، خاصةً أولئك الذين يملكون ملكة الكلام، يترعرعون ليحيوا أنماطاً من المعيشة القريبة من الحد الأدنى للقبولية والتي ترضي ذاتهم على الرغم من العزلة، فيما يكون مصير البعض الآخر الإقامة في المصحات العقلية . و لم تتحدد العلاقة بين الانطواء على الذات والفصام وعلى الرغم من تطور الأخير لدى بعض الأطفال لم يتبين أن الحالة شائعة، ويمكن القول أن إنذاراً أفضل ينتظر أصحاب الذكاء الأعلى درجة وذوي الكلام الوظيفي ومن تكون شذوذات السلوك والأعراض في حدها الأدنى لديهم، وعادة ما تتبدل الأعراض مع تقدم السن، إذ تصبح النوب الصرعية والسلوك الضار بالذات أكثر شيوعا مع تقدم السن. Pervasive Developmental Disorder و هي حالة اخف من التوحد ، و يعاني بعض الأطفال هنا من عجز كيفي في تطور التفاعل الاجتماعي المتبادل والتواصل اللفظي واللالفظي دون أن يتوفر العدد الكافي من الأعراض لاعتبار الحالة انطواء على الذات وعلى الرغم من وجود درجة ما من الإدراك الاجتماعي لديهم يبدون للآخرين أشخاصاً غريبي الأطوار، وقيل أن نسبة حدوث هذا الاضطراب 2/10000 طفل، وقد يشخص هؤلاء المرضى على أنهم مصابون باضطراب الشخصية الفصامي أو متلازمة aspagerاسبرجر التي تعد الشكل المتقدم على الصعيد الوظيفي لحالة الانطواء على الذات، ولا زال هذا التحديد مثار جدل إلى حد ما