الـصـور لا تــكـذب أبــــداً .....(الجزء الثاني)...

Quote: علاقة الزوجة مع أسرة الزوج : هي علاقة دقيقة بعض الشيء إذ أن الزوجة تنتقل من بيت أهلها إلى بيت الزوجية حيث تصبح علاقتها مع بيتأهل زوجها علاقة مباشرة واحتكاكها معهم شبه يومي ، لذلك لا بد أن تكون الزوجة حكيمة في علاقتها معهم ، دقيقة الملاحظة لتصرفاتها ، سريعة البديهة لتجاوز الأخطاء إن وقعت .وهذه العلاقة أيضا علاقة ترك الإسلام فيها حرية التصرف للطرفين بما يحقق أهدافه السامية ويزيد ترابط العلاقة بين جميع الأطراف ومن هذه الضوابط 1- احترام أهل الزوج ، فأم الزوج كالأم فهي أم أهدت للزوجة فلذة كبدها ، وهذه الهدية هي أغلى هدية للزوجة فلا بد من احترام مهديها وتقديره ومراعاة شعوره وتقديمه في المناسبات والمحافل واستخدام اللباقة وحسن الكلام معه .2- تشجيع الزوج على بر والديه وأشقائه ، فليست أم الزوج منافسة للزوجة في زوجها ، ولكنها أم فقدت ولدها الذي كان بين يديها ليكون بين يد امرأة أخرى ، فقد تشعر بفراغ وفقد كبيرين في حياتها ولا سيما إن كانت الأم نرجسية بعض الشيء في حبها لولدها ، وهنا تأتي حكمة الزوجة في إزالة هذه الفكرة من الذهن أي من ذهن الأم بتشجيع زوجها على بر والدته وإظهار رغبتها بذلك أمامها بحب ولطف وأن تذكرها بخير أمام الناس وتذكر حب زوجها لأهله فهذه السيدة عائشة رضي الله عنها تتعامل مع السيدة فاطمة رضي الله عنها بحكمة وهي ( ابنة زوجها ) وتذكرها بخير فقد روى الترمذي عن عمير التميمي قال : ( دخلت مع عمتي عائشة فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة : قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب .فعندما تسمع فاطمة بهذا الكلام الذي ذكرته زوجة أبيها ( عائشة ) لن يكون منها إلا المبادلة بالمثل من ذكر المعروف والخير .3- زيارتهم والتودد لهم ، الزيارة بلسم من بلاسم الشفاء للأمراض الاجتماعية فهي بمثابة رأب للصدع ، وتقريب القلوب ، ومسح للآلام المختلفة ، وإزالة للفجوة وتخفيف للآلام وتعبيد للطرق الوعرة . ولقد حث الإسلام على الزيارات وخاصة زيارة " الكنة " لأهل زوجها ، حث على الزيارات بين الناس لا سيما إذا كان الرابط لهذه الزيارة مرضاة لله وتحقيق أهداف الإسلام فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل : ( وجبت محبتي للمتحابين في المتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في المتزاورون في سبيل الله ) أحمد ومالك . 4- الحياد الإيجابي ما بين الأطراف ، العلاقات الخارجية في الأسرة كأي علاقة يصيبها أمراض وأعراض مختلفة ، والمسلم تجاه هذه الأعراض ليس سلبيا إلى درجة مقيتة بل هو يتعامل مع الأطراف المختلفة تعاملا حياديا ولكنه حياد إيجابي بحيث لا ينقل إلا خيرا ولا يقول إلا خيرا ، ويبعد عن التحزب ضد أحد في محيط الأسرة ويأخذ دور المصلح الذي تهفوا إليه القلوب وتطمئن له النفوس وتودع عنده الأسرار ، فإذا وقعت قطعية بين بعض الأطراف في الأسرة فواجب الزوجة مثلا أن تكون حيادية ما استطاعت ولا تتحزب لأحد وتحاول الإصلاح مضيقة شقة الخلاف .