|
Re: كلام فى الادب...فلسفة فلسفة فلسفة (Re: abuguta)
|
______________
عزيزنا أبوقوته
أشكرك على هذا الموضوع الجميل الذي لربما فتح أمامنا باباً لنقاش مطول وجميل حول إمكانية إحياء الفلسفة العربية أو ربما نقول إعادة صياغة الوعي والفكر العربيين تمهيداً لذلك.
كما قلت - أو قال الشخص الذي اقتبست منه هذه المقالة- فإن حركة الفلسفة في المجتمعات العربية توقفت تماماً مع نهايات حرق كتب ابن رشد واللاحقين له. ولا شك أن هذا الموضوع - أي موضوع توقف حركة الفلسفة - له علاقة كبيرة جداً بالحركة التاريخية للفكر البشري الذي انتقل ثقله إلى الغرب لا سيما بعد ثورتهم على الكنائس. وهنالك العديد من الثورات التي مهدت الأجواء أمام العقول الغربية التي كانت تشكوا مما يشكو منه العقل العربي الآن فالثورة الفرنسية والثورة الصناعية وغيرهما فتحتا الباب على مصراعيه لتلك العقول للنهم من المتوفر ترجمات وللبحث والمواصلة من حيث انتهى الآخرون.
نحن الآن بحاجة إلى ثورات مثل تلك الثورات التي تجعلنا نتحرر من قيود البحث والمعرفة لأن الحرية الفكرية - كما ذكرت - شرط أساسي في التطور. والاكتفاء بتمثيل دور المستهلك هو ما يجعلنا نشعر بالإحباط. وللأسف الشديد فإن المفكرين والمثقفين العربين يشغلون بالهم في البحث حول مسائل ليست ذات جدوى على المستويين البعيد والقريب فما زلنا نبحث في مسائل الحداثة أو العصرانية ومسألة الأصالة في الفكر وهذا المخرج الفكري المشوهنتيجة طبيعة لتحول معايير القوى إلى المعسكر الغربي فنحن الآن نعيش على هامش ثقافتهم وما ينتجونه للبشرية من ثقافة ومن فكر وفلسفة. ولا نملك تلك الآلية الفاعلة لمقارعتهم أو حتى تفنيد ما يأتينا منهم.
مما لا شك فيه أن محاولات ابن رشد وابن سينا والفارابي وابن حزم والكندي والغزالي وابن باجه وابن طفيل (حي بن يقظان) والرازي وابن خلدون والشيرازي ومحاولات الأشاعرة الفلسفية كلها محاولات مقدرة وجادة في المنحى الفلسفي الذي استفاد كثيراً من حركة الترجمة عندما كانت السلطة تشجع العلم والترجمة وتعمل على دعمها. حركة الترجمة الآن يا عزيزي ضعيفة جداً وهذا - في اعتقادي - هو أس المشكلة فمن غير البحث في إشكالية الترجمة نفسها لا يمكن أن نضمن نقل الفكر بشكله السليم الذي يمكن أن نستفيد منه في وضع أساس جيد يمكن الاستناد عليه للبدء من حيث وصل الآخرون.
ولي عودة مجدداً
|
|
|
|
|
|
|
|
|