|
ماذا يجب ان تفعلها الحركة الشعبية؟؟؟!!!
|
Quote: باقان اموم.. لماذا لا يجدد خطابه؟ كيمى جيمس اواى * ربما لم يثر شخص زوبعة طوال سنوات الحرب بين الشمال والجنوب كالتي اثارها باقان اموم بتصريحاته النارية وخطبه الملتهبة وهو الثائر الشاب الذي ترك مقاعد الدراسة والتحق مبكراً بصفوف الحركة الشعبية وجيشها وتتلمذ في مدرستها الحربية والسياسية، واثبت جدارته حتى صار مقرَّباً جداً من قائد الحركة الزعيم الخالد دكتور جون قرنق وأرملته ربيكا، حتى أطلق عليه البعض لقب الابن المدلل لعائلة قرنق! باقام اليوم لا يزال حقاً يتمتع بمزايا هذا اللقب فهو كاتم أسرار الحركة الخطيرة ومطلع على معظم التفاصيل الدقيقة لكل المنعطفات الحرجة التي مرت بها الحركة الشعبية منذ تأسيسها حتى يوم رحيل قرنق الكارثي في اغسطس من العام الماضي، وأسهم بشكل اساسي في المفاوضات التي انتجت نيفاشا، كما إنه شخصية على ما يبدو غير خلافية داخل الحركة على خلاف بعض الشخصيات من الديناصورات القديمة التي يعج بها مكتب الحركة السياسي، وهو مقرَّب من الشباب بالقدر ذاته الذي يهابونه ويهابهم.. وباقان بلا شك مؤهل للمكانة التي يحتلها الآن داخل الحركة وقد يصير في المستقبل قائداً ذا شأن كبير في قيادتها اذا سارت الرياح بما تشتهيه سفنه، لقد كانت لثورية باقان ما يبررها إبان سنوات النضال المسلَّح ألا وهى التعبئة والدعاية الحربية والسعي الدائم من الخصم الى تعرية نده بكل الوسائل، ولم يعد هذا المبرر قائماً اليوم بعد ان وقعت الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني اتفاقاً كان اهم مبادئه الاساسية ان يصيرا صديقين ودودين وان ينسيا سنوات الحرب وما علق من خلالها من غيوم ملبدة سماء الوطن وان يتفرغا لقيادة السودان الى آفاق ارحب ينعم فيها الجميع بالسلام ويمارسوا حياتهم الطبيعية التي حرموا منها طوال عقود الاقتتال. لكن يبدو ان الرفيق باقان اموم لم يتحرر بعد من خطاب الماضي الملتهب حتى وهو يتولى الامانة العامة للحركة الشعبية، وهو بجد منصب خطير ومسؤولية جسيمة، ومن يتصدى له لا بد ان تتسع آفاقه ليستوعب التناقضات الكثيرة في ساحتنا السياسية والثقافية والاجتماعية. إن معنى ذلك ليس القول إن السيد باقان غير اهل لهذه المهمة التاريخية، مهمة الانتقال بالحركة من خانة الحرب الى خانة حزب سياسي وهي خانة مختلفة تماماً عن الاولى وقوانين لعبتها المختلفة، ولكن بالطبع ليس من بينها الهياج والاسراف في الوعود والهاب مشاعر المواطنين. هذه الطريقة إن كانت في سنوات الحرب تأتي اُكلها فإنها بالتأكيد بالية ولا تفيد في زمن السلم، ولقد زاد الطين بلة ان الحركة الشعبية انتقلت مباشرة من حركة مقاتلة الى حزب سياسي حاكم في الجنوب، وهذه هي النقطة التي تبدو مفقودة بشكل اساسي في خطابات باقان الى الشعب فهو ما زال مؤغلاً في سرديات التاريخ النضالي للحركة والغارقة في التباهي بانتصاراتها في ميادين القتال. لقد تابعت بتروٍ خطبة باقان التي ألقاها في ميدان المولد بعد إنتهاء الاجتماع المشترك بين الحركة والمؤتمر الوطني وتوقعت كما الكثيرين أن يجاوب الرجل -كأمين عام للحركة- اولاً وبصورة واضحة على اسئلة ملحة تواجه الحركة حالياً في الجنوب وهى اسئلة الفساد السياسي والمالي وسط قياداتها، الصرف البذخي على مسؤولي الحركة والسيارات التي تتكسَّر كل يوم ويتم صيانتها من حر مال بترول أبناء الجنوب الذين لم يروا حتى الآن اي بارقة أمل تبشرهم بالخروج من الفاقة والمسغبة. وثانياً وددت لو أنه تحدث كشريك لا كمعارض، فقد هاجم الامين العام الحكومة والذي هو جزء منها ولعن حزب المؤتمر الوطني بألفاظ ثورية وهو الحزب الذي يشاركه كيكة نيفاشا. إننا نريد من الحركة أن تتحرر من العقلية القديمة وتستوعب المرحلة الجديدة وأن الاتكاءة على الماضي وحده لا تكفي. لقد سقط تشرشل في اول انتخابات جرت في بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية رغم انه بطل تلك الحرب ولولاه لزالت بريطانيا، ولكنه سقط عندما فشل في الاجابة على اسئلة المواطن البسيط المتعلقة بالخبز والمواصلات والتعليم، وكذلك ديجول سقط في مظاهرات مماثلة في بلاده فرنسا لنفس الاسباب، واتمنى ان يستفيد رفاقنا في قيادة الحركة من هذه الدروس ويتركوا الحديث عن تاريخ الحركة ويجاوبوا على اسئلة الفساد فى الجنوب. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|