|
السودان الجديد ... مقارنة بين مطالبات الماضي وممارسات الحاضر وتوقعات المستقبل!!!
|
مما لا شك فيه ان مفهوم السودان الذي تغنت بها الحركة الشعبية في سعيها الدؤوب من اجل سودان يسع الجميع ... سودان العدل والمساواة ... سودان الديمقراطية ، قد وجدت قبولاً منقطع النظير لدي غالبية الشعب السوداني الذي تمت تجربة كافة انواع واشكال الحكم عليه وإتضحت ذلك جلياً في الإستقبال الحافل الذي إستقبل به الراحل المناضل د. جون قرنق دي مبيور أتيم حينما خرج كل الوان الطيف السوداني في إستقباله الحاشد بالساحة الخضراء. خرج ذلكم الحشد لملاقاة قائد ثورة التحرير ومبتكر برنامج السودان لإقتناعهم ببرنامج السودان الجديد ... خرج الحشد لملاقاة قائد ثورة الهامش لإعلامه بان يسير علي درب السودان الجديد وكلهم مساندين له... خرج الحشد لملاقاة القائد لان الحركة الشعبية قادت حربها ضد المركز بندية وبموضوعية وبعقلانية وبطرح جاد (برنامج السودان الجديد) ... لكن ايمكن لاحدكم ان يقول لي ما الذي حدث بعد ذلك حتي اصبح برنامج السودان الجديد هكذا؟؟؟ ... سودان الامل ... سودان الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية ... ليصير هلامية الشكل ... خاوية المضمون!!! ماذا حدث لقادة السودان الجديد بعد رحيل الدكتور المناضل جون قرنق دي مبيور اتيم؟؟؟ ... لماذا يستشري الفساد والمحسوبية ... لماذا يكثر التطبيل الذي إتفقنا علي انه ظاهرة من ظواهر السودان القديم الذي حاربته الحركة الشعبية من اجل تغييره وتجديده... عزيزي القارئ ... ليس هذا هو السودان الذي نتمناه والذي حلم به الشعب السودان ... هذه ظاهرة من ظواهر السودان القديم ... السودان الذي لا يعترف بالكفاءة ولكنها يعترف بالعرقية والجهوية والمصالح الاسرية والشخصية الضيقة... السودان الذي يتيح للمطبلاتي الغير عارف بان يكون جراحاً ليشرح في جسد البلاد كيفما شاء... هذا هو وضع السودان الحالي شئنا ام ابينا ... لكن ما العمل؟؟؟!!! هل يمكن السكوت علي هذا الوضع المتردي اكثر من هذا؟؟؟!!! الإنزعاج من الوضع المتردي لبعض قيادات الحركة الذين ضاقت بهم السياسات الغير معلنة لا يجب ان يصل مرحلة تقديم الإستقالة لانه بذلك تفتح للإنتهازية اوسع الابواب للتحكم في شئون الشعب السوداني ... تقديم الإستقالات سلاح ذو حدين يكون فعالاً في حالة ان يكون هناك من يفهم سبب الإستقالة ويحاول بقدر الإمكان إصلاحه ويكون ضاراً عندما يتم تشخيص شخص يخدم المشروع الإنتهازي الساري ليكون البديل بعد قبول الإستقالة غير ماسوف عليك. لا يمكن السكوت علي سياسات اللت والعجن الذي يمارس من قيادات الحركة الشعبية بدرايتها او عدمها ... مضي وقت التهريج وجاء وقت الجد والكد. فليمضي برنامج السودان الجديد مع عملنا علي إزالة الاجسام الطفيلية التي تحاول التغطية علي هذا البرنامج العظيم عظمة مفكره ومهندسه الراحل د. جون قرنق د مبيور اتيم وحتماً .... سوف تشرق شمس فجر جديد
شول اشوانق دينق
|
|
|
|
|
|
|
|
|