|
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل (Re: الطيب شيقوق)
|
وردي: برحيله.. إنطوت نسخة كاملة من الوطن! Updated On Feb 20th, 2012
أحمد عبد المكرم
وعينا بالوطن وبالوطنية، نحن أبناء الجيل الذي ولد ورأى، النور تحت شمس الإستقلال الساطعة (ولم يعش يوماً، تحت سطوة المستعمر) لم يكن له، أن يكتمل أو تتبلور حقيقته، لولا أناشيد الفنان وردي وهو يترنم بصوته الملحمي القوي، ممجداً، الإستقلال، كما لم يمجده فنان آخر. واليوم بعد رحيله. تتضارب الأحاسيس في نفسي وأنا أتساءل: هل كان حدث الإستقلال، قضية “شخصية” لهذا الفنان العظيم؟ وهل تراث وردي المجيد من الأناشيد والأغنيات، التي ظل يترنم بها في كل منعطف تاريخي، من إنتصارات الشعب الثورية. وفي كل إنتفاضة، من إنتفاضاته المخضبة بدماء الشرفاء من أبنائه، ضد الظلم والهوان والدكتاتوريات وإغتصاب الحريات، كانت تكملة لوعى وردي السياسي النابه بمنقصة “الإستقلال” أو تلك الفريضة الغائبة، التي لم تكتمل؟ يقال أن الفنان، ضمير شعبه. وهي مقولة، راكزة في نظريات الفن ومدارسه. ولكن لهذا الدور متطلبات، لابد من الإيفاء بها. فكل المبدعين من أصحاب المشروعات الفنية الكبيرة، صاغوا من وعيهم الذاتي، وعيا تجاوز، تجاربهم الشخصية، بالإندماج الخلاق، في روح أمتهم وجتمعاتهم التي ينتمون إليها. فتصبح، قضاياها، هي قضيتهم. وأشواقها، هي أشواقهم. وبهذا الفهم. نرى أن وردي، لم يكن مطرباً فحسب. بل كان، مطربا وزيادة. وهذه الزيادة التي نتحدث عنها. هي التي جعلت من إسم وردي، صفة كونه، فناناً لكل الشعب وفنانا لكل الأجيال. بل تخطى، وردي بتراثه الإبداعي الفني في الأُغنيات [عاطفية كانت أم وطنية] حدود، الريادة؛ ليُصعد إسمه في مقام العبقريات الفنية/الإبداعية، مقام الرموز الخالدة. وتلك هي مرحلة، الأشواق الكبرى التي يتشهاها، كل مبدع خلاق. أن يصير بإبداعه، الصوت المعبِّر الكامل، عن الوجدان الجمعي، لمجتمعه أو أمته. ويبقى مثل هذا الدور، أكثر تعقيداً. عندما يكون، هذا الوجدان الجمعي المنشود، تعتوره، مصاعب التعدد والإنقسام الثقافي والعرقي، كما هي حقائق الأمور في، بلادنا السودان. وتلك لعمرى، هي معضلة المبدعين السودانيين الكبرى. حيث، لم تكتمل بعد ملمح أمتهم، التي هي مازالت في طور، التشكل والتكوين. وبمثلما عبرَّ مرة الشاعر محمد عبد الحي، صاحب قصيد (العودة الى سنار) الملحمة الشعرية، الكاشفة عن مأزقية صراع الإنتماء والهوية، في التكوين الحضارى للشعب السوداني. بأن النموذج المكتمل للشخصية السودانية، مازال إحتمالاً معلقاً في أفق المستقبل الآتي! و دلل على ملامحها المنتظرة أو المتوقعة. بشخصية إنتزعها من التراث الصوفي، القار في المأثور القصصي الذي جمعه وسجله (ابن ضيف الله) في كتابه الفريد ، المعروف بالطبقات، حين قال: إن شخصية (سليمان الزغراد)، ذلك الدرويش الملاماتي الذي ترجم له ولحياته، ود ضيف الله. يمثل الصورة الأسطورية الممثال، لشخصية الشاعر السوداني التي لم تتحقق بعد. وبذات المنهج. فإننا، نقول: بأن (وردي) بتجربته الإبداعية، ورؤيته ومواقفه النضالية، ووعيه المتقدم، بخصائص التركيبه التعددية للوطن والشخصية السودانية. يمثل، بإمتياز. النموذج المستقبلي والمثال الأعلى لـ”الشخصية السودانية” بكافة مكوناتها الحضارية التي لم، تتجسد بعد، في أفق الحراك، النضالي الماثل، للتجربة السياسية السودانية. والتي قصرت حتي الآن، عن إدراك. خصائص الشعب وطبيعة تنوعه وتعدديته، التي لا تقبل النكران.
وإن أنسى، لا أنسى، ذلك الموقف النبيل، في شأن وحدة السودان، الذي كان الراحل المقيم، وردي، لا يقبل فيه، أية مساومة. عندما وقف مخاطباً العقيد جون قرنق دي مابيور. في اللقاء الذي جمعه مع الكتاب والفنانين والصحفيين، بالقاهرة. إبان زيارة الأخير التاريخية لها عام 1998م. حيث وقف وردي أمام العقيد وهو بكامل شموخه، ليقول له: لابد أن تحافظوا على وحدة السودان. فانا ولله الا أحتمل ان أنقسم لإتنين!.. ومن أسف فقد وقع المحظور. وأصبح الآن السودان سودانيين. لذلك، يا ترى ألم يحتمل مبدعنا أكثر.. ففضل الرحيل؟ نعم، لم يكن وردي، فناناً عادياً. فقد كان أمة بحالها. وبرحيله، قد انطوت نسخة كاملة من السودان الذي كنا نعرفه. فهل يا ترى، يعيد وردي بتراثه الإبداعي الخالد، الذي تركه فينا، ذاك التراث المترع بحب المليون ميل مربع، لحمة الوطن الموؤد من جديد؟ ذاك هو رهاننا. وكذلك رهان وردي للمستقبل، حين أبدع، ما أبدع. فرهانات المبدعين من أمثال وردي [دائماً] هي أصدق، بما لا يقاس، برهانات السياسيين الخاسرة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 05:02 AM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 05:05 AM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 05:11 AM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 05:14 AM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 05:17 AM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 09:27 AM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | الطيب شيقوق | 02-21-12, 06:15 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 07:39 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | خالد علي محجوب المنسي | 02-21-12, 07:55 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | الطيب شيقوق | 02-21-12, 08:06 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 08:58 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 09:01 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 09:08 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 09:17 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 09:20 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | الطيب شيقوق | 02-21-12, 09:17 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | الطيب شيقوق | 02-21-12, 09:24 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-21-12, 09:37 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | الطيب شيقوق | 02-21-12, 10:36 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-22-12, 10:13 AM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-22-12, 10:15 AM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-23-12, 11:54 AM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | omer abdelsalam | 02-23-12, 06:23 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-23-12, 08:34 PM |
Re: اشـعــل الـتـأريــخ نــارا و اشـتـعـــل | فيصل محمد خليل | 02-23-12, 11:03 PM |
|
|
|