لا يا بيروت، لا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 04:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-21-2010, 02:37 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا يا بيروت، لا

    «القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، والخرطوم تقرأ» هذه العبارة الشهيرة التي جمعت ثلاث عواصم عربية، وكانت فيما مضى رمزاً لتنوّع وحدوي من نوع شديد الخصوصية، يتم عبره تبادل الاحترام، والاعتراف بحق وفضل كل شعب من الشعوب الثلاثة التي احتوتها العبارة، ولسخرية الأقدار فإن التاريخ لا يدع لنا فرصة للاتكاء على هذا الحلم الجميل، الذي أتى –على ما يبدو- خبط عشواء، دون أن نتجرأ ونقول أن أحد رجالات هذه الشعوب هو قائل العبارة أعلاه. ففي الوقت الذي لا تزال فيه هذه العبارة تتردد على أفواه وأفئدة الكثيرين، يُعاني بعض السودانيون من حماقات بعض شعوب العاصمتين «بيروت» و «القاهرة» ليعيدونا إلى عصور العنصرية المظلمة التي ظننا أن التاريخ قد طواها في صفحاته السوداء السابقة، منذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقرارات المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية والتمييز والذي أنعقد في مدينة دربان بجنوب أفريقيا. ربما هي الصدفة المحضة التي جعلتنا نتذكر هذه العاصمة الجنوب أفريقية وهي تجمع أهم حدث كروي يتابعه الملايين حول العالم في مناسبة كهذه، لنجدد التحية لكل محاربي العنصرية والتمييز عبر التاريخ.

    «القاهرة والخرطوم»
    في أواخر شهر ديسمبر من العام 2005م، تعرّض اللاجئون السودانيون بالقاهرة إلى أعمال عنف دامية راح ضحيتها قرابة 27 قتيلاً، ولم تخل من دوافع عنصرية بغيضة؛ إذ أقدمت قوات الأمن المصرية على محاصرة اللاجئين الذين اعتصموا أمام المفوضية العليا للاجئين، واضطروا إلى البقاء في عراء حديقة مصطفى محمود بحي المهندسين في قلب القاهرة، فما كان من قوات الأمن المصرية -التي صدرت لها أوامر عليا بتفريق المعتصمين- إلا انهالت عليهم بالضرب ومجابهتهم بخراطيم المياه في شتاء القاهرة القارس، غير آبهين بالأطفال الرُضع والنساء والشيوخ العُزل، ضاربة بذلك كل المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان واللاجئين. والمسألة هنا لم تكن في الطريقة الوحشية التي تعاملت بها قوات الأمن المصرية مع هؤلاء اللاجئين، ولكن في نبرة العنصرية التي اتسمت بها لغتهم ضد هؤلاء اللاجئين، ولربما كان ذلك العنف اللفظي والعنصرية الشفاهية أقسى وأشد نكالاً عليهم من خراطيم المياه التي نزلت على ظهورهم في تلك الليلة شديدة البرودة.

    «بيروت والخرطوم»
    في السادس من يونيو/حزيران 2010م تعرضت مجموعة من اللاجئين السودانيين في العاصمة اللبنانية بيروت بمعاملة غير إنسانية إثر مداهمة لحفل خيري أقيم خصيصاً بغرض جمع التبرعات لعلاج طفل مصاب بالسرطان، ورغم أنه لم تشر أية مصادر عن وقوع أية وفيات؛ إلا أن اللاجئين تعرضوا لمعاملة مهينة، وإساءات لفظية تنضح هي الأخرى بالعنصرية، علماً بأن وضع اللاجئين السودانيين في بيروت لم يُعتبر وضعاً إنسانياً في أيّ وقت مضى، ولقد تعالت نداءات اللاجئين منذرة بخطورة الوضع الذي يُعانون منه من قبل، ولم تجد هذه النداءات آذان صاغية من أية جهة رسمية أو غير رسمية.

    «الخرطوم والخرطوم»
    يتعرّض السودانيون داخل السودان وخارجه إلى أسوأ أنواع المعاملات من قبل الحكومة السودانية في الخرطوم، بل ويتعرض بعضهم إلى اعتقالات غير قانونية، ويتفاقم وضع سودانيو الداخل ليصل حد التعذيب القمعي، والاغتيال، والوحشية كما حدث من قبل في مجزرة كلما، وكما حدث في دارفور من تصفيات جسدية وإبادات جماعية، واغتصابات مؤسسة ومنظمة، وتشريد كما حدث في المناصير وفي القرى النوبية الشمالية، وهنالك الكثير من الشواهد التي تدل على قمعية حكومة الخرطوم ضد الإنسان السوداني سواء في الداخل أول الخارج. إضافة إلى كل هذا، فإن الحكومة السودانية سجّلت مواقف مخزية تجاه قضايا رعاياها في دول العالم، ولم نشهد لها موقفاً شجاعاً يحملنا على القول بأن لنا حكومة تدافع عن قضايانا يُمكننا أن نلجأ إليها كما يفعل رعايا الدول الأخرى، فالإنسان السوداني هو آخر ما يشغل بال الحكومة السودانية على مختلف مذاهبها ونحلها ومشاربها. وإذا كنا نلوم الحكومة المصرية والحكومة اللبنانية على ما أقدمت عليه بعض قوات أمنها سواء بصورة فردية (كما يُشاع) أو بصورة منهجية مؤسسة، فإننا نلوم فوق كل ذلك الحكومة السودانية التي ساعدت بمواقفها المتخاذلة والضعيفة على تكريس صورة سيئة ومشينة للشعب السوداني لدى بقية الدول، العربية وغير العربية.

    إنه لا يُمكننا مُسائلة الشعوب العربية على مهانة الشعب السوداني داخل أراضيها، بقدر ما نسائل الحكومة السودانية التي لم تقم وزناً لمواطنيها، فهانوا في نظر الآخرين. نسائلها لأنها لم تتخذ أية مواقف مُشرفة تجاه قضايا رعاياها في دول العالم، ولم تقدم للتاريخ شيئاً يُمكننا أن نذكرها به، فأصبحنا أذلة في أعين الناس، تصيّد في بركة هذه المذلة بعض اللمحات الأخلاقية الفردية التي تبرق هنا تارة، وهناك تارة أخرى، وكأننا نحاول أن نعوّض بها عيبنا الشنيع، فأصبحنا كائنات مشوّهة، تقتات على الأوهام المتمثلة في عبارات مثل: السودانيون أمناء، السودانيون طيّبون، السودانيون عباقرة، السودانيون لا يرضون الضيم ... إلخ، دون أن ندري بأن هذا لا يعدو كونه محاولة لتعويض نقصنا المُعيب، وهو أننا شعب بلاد حكومة تحميه ولا قانون ينصفه.

    إذا كان الآخرون قد آذونا جسدياً، فإننا نقتل كل يوم من بني جلدتنا قمعاً وقهراً وتنكيلاً إما في السجون أو في مخافر الشرطة، دون أن يرمش لهم جفن. وإذا كان الآخرون يُمارسون علينا نوعاً من العنصرية، فإننا نمارس العنصرية مع بعضنا البعض، وما حادثة الترابي وما نقله عن البشير عنا ببعيد. إنه لمن المُؤسف فعلاً أن نشعر بهذا الشعور المُخزي، وألا نكون قادرين فعلاً أن نرفع رؤوسنا بوقفة شجاعة خوف أن نفسد مصالحنا مع الآخرين! أية مصالح؟ وفي لُجج المهزلة البغيضة يخرج علينا البعض مطالبين أن نحافظ العلاقات الدبلوماسية، فلا ننسى أن للآخرين تاريخاً وأمجاداً وحضارة يجب أن نطأطئ لها، دون أن نعلم أننا بالمقابل نملك الشيء ذاته الذي يجعلنا أكفاء لهم. فهل تساءل هؤلاء إن كان الآخرون يعرفون عن أمجادنا وتاريخنا وحضارتنا شيئاً؟ الآن بإمكاني القول إننا لم نعد موجودين؛ إلا في أذهاننا نحن.
                  

العنوان الكاتب Date
لا يا بيروت، لا هشام آدم06-21-10, 02:37 PM
  Re: لا يا بيروت، لا Mohamed E. Seliaman06-21-10, 02:52 PM
  Re: لا يا بيروت، لا محمد المختار الزيادى06-21-10, 02:56 PM
  Re: لا يا بيروت، لا أحمد ابن عوف06-21-10, 02:58 PM
    Re: لا يا بيروت، لا هشام آدم06-21-10, 03:21 PM
    Re: لا يا بيروت، لا هشام آدم06-21-10, 03:22 PM
      Re: لا يا بيروت، لا هشام آدم06-22-10, 07:17 AM
        Re: لا يا بيروت، لا أحمد ابن عوف06-22-10, 07:51 AM
        Re: لا يا بيروت، لا أحمد ابن عوف06-22-10, 07:52 AM
  Re: لا يا بيروت، لا Hassan Bakri Nugud06-22-10, 07:58 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de