|
Re: إنتقال النقاش حول ( شريف نيجيريا ) إلى دوائر الأكاديميين .. مقالات ساخنة (Re: السيد أحمد إبراهيم)
|
آدناه ماكتبه الأستاذ / محمد عثمان إبراهيم رداًً على مقال أبومنقة .. وهو بلاشك رد بالغ القسوة
Quote: تسمع بأبي منقة! يوم 30 مايو الماضي نشرت الزميلة الأحداث خبراً بعنوان (إجراءات صارمة للحد من سفر المطربين عشوائياً) جاء في متنه أن الشرطة توعدت بإجراءات صارمة للحد من سفر بعض الفنانين للخارج في إشارة لسفر بعض المطربات إلى بلدان غرب إفريقيا، وتعهدت الشرطة –وفق الخبر- بحسم هذه الظاهرة عبر سلسلة إجراءات يمكن ان تصل لحد الحرمان من السفر. لم تحدد الشرطة كيف ستنفذ وعيدها هذا ثم إن الغناء والرقص في الخارج –مثلما هما في الداخل- غير ممنوعين و لا تستطيع الشرطة التعرف على ما إذا كان هذا المواطن أو تلك المواطنة سيغنيان في الخارج وسيرقصان أم لا. يمكن لفنانة معروفة ان تسافر للعلاج في الأردن او في لندن ثم تعرج على تونس أو القاهرة او مايدوغري وتغني ما شاءت لها الظروف ثم تعود دون أن يظهر لها تسجيل على يوتيوب، فهل ستعاقبها الشرطة بحكم أنها شوهت سمعة الوطن؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تعاقب الشرطة مروجي المخدرات وبائعي الخمور وغيرهم من السودانيين في الخارج؟ هل الرقص والغناء اشد فتكاً يسمعة البلاد من الأنواع الأخرى للجريمة؟ ثم هب أن مواطنة سودانية جاءت إلى مطار الخرطوم مسافرة إلى السعودية ثم حصلت من جدة على تأشيرة لنيجيريا وذهبت إلى ولاية برنو وغنت هناك ورقصت ثم عادت إلى أرض الوطن فبأي جريمة ستعاقبها الشرطة ووفق أي قانون؟ من الطبيع أن تكون هناك ضوابط لسفر الفرق الفنية في الرحلات الرسمية لتمثيل البلاد لكن لا يمكن منع مواطن من السفر بحجة أنه ينتوي الغناء والرقص في الخارج أو بسبب أنه فنان. مثل هذه الأمور لا يمكن ان تترك في يد الشرطة لوحدها لتتصرف دون تشريعات محددة ودون قوانين. الشرطة تنفذ القوانين أما سك القوانين ذاته او وضع الضوابط فهو شأن جهات أخرى. *** لكن هذا كله شأن ومقالة البروفيسور الأمين أبومنقة على صفحات هذه الصحيفة يوم 2 من الشهر الجاري ولولا بؤس المقالة جوهراً ومبنى لقلنا فيها حديثاً كثيراً لكن أهم ما كشفته لي هذه المقالة أن تدهور التعليم العالي في السودان ليس مسئولية هذه الحكومة وحدها والدليل على ذلك أن البروفيسور المعروف، والذي مهر مقالته بصفته كنائب لرئيس جمعية الصداقة السودانية النيجيرية، هو أحد علماء هذا الوطن و تولى فيه مناصب أكاديمية رفيعة وشكل حضوراً في الفضاء العام وفي الوسط الثقافي والأكاديمي. تعج مقالة البروفيسور بحشد من الكلام غير المفيد بدأه بإشارته لإستياء الصحافي والأكاديمي –على حد وصفه- مصعب الصاوي من الصورة المشينة التي ترسمها بعض الصحف للسيناتور الدكتور –وهذه أيضاً من لدن البروفيسور- على مدو شريف. ومن نافلة القول إن الأستاذ الصاوي وهو قلم حاضر يسهم في بعض الصحف بين الحين والآخر ليس في حاجة لنقل آرائه عن طريق البروفيسور فالطرق أمامه للصحف مفتوحة دون معوقات ولو شاء الكتابة في هذا الأمر لفعل. *** من الواضح أن البروفيسور كان يريد الدفاع عن الرجل الثري لكنه تعثر في الطريق إذ حاول حشر الإسلام في ثنايا المقال والدين الحنيف براء من الأمر كله فقال «في كتابه «نظام الحكم في الخلافة الصكتية» أشار البروفسير السر سيد أحمد العراقي (جامعة أمدرمان الإسلامية)، الى أن نظام الحكم الإسلامي الذي أسسه الشيخ عثمان دانفوديو في شمال نيجيريا وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، يقوم في كثير من أوجهه على نظام الحكم في العصر العباسي فيبدو أن هذا النظام ينطبق أيضاً على العلاقة التي تربط بين الحكام وطبقة الأثرياء من جهة، والشعراء والمغنين من جهة أخرى» لكن ألم يعلم البروفيسور إن النظام العباسي نفسه لا يصلح للقياس عليه كنموذج للحكم الإسلامي. الإسلام شيء ونظام الحكم العباسي شيء آخر والمعيار بينهما هو الكتاب والسنة فقط لا غير، فهل جوّز القرآن الكريم أو الحديث النبوي –تنزّها عن ذلك وتعاليا- قيام الحاكم المسلم بالرقص و(تشتيت) الأموال على رؤوس المغنيات؟ وذكر البروفيسور قصة عن استئجار الحاكم شريف لطائرة لنقل حجاج بيت الله الحرام ثم أعقب هذه المقدمة التي أراد فيها إظهار ممدوحه بمظهر الحاكم المسلم التقي «مخطئ من يظن أن للشريف كثير وقت للراحة والاستمتاع بمباهج الحياة، إلاَّ وكيف نجح في إدارة ولايته بحيث نال ثقة جمهوره لفترة ولائية ثانية؟» مال هذا وذاك ؟ يمكن للشخص أن يستأجر طائرة للحجاج وأن يوزع الآلاف من الدولارات وسيارات اللكزس على المغنيات وأن يشتري ستة وسبعين سيارة جيب جديدة لحملته الإنتخابية كما فعل الشريف. كل هذا ممكن ولا يحتاج لكثير وقت وإقامة حجج والدليل على ذلك هو عبارة البروفيسور نفسه «فما العيب في أن يسعى بما لديه من مال إلى كسب حب جماهيره، كل فئة بما يدخل البهجة في نفسها؟ فيبني المساجد للمصلين، ويعين الحجاج على السفر إلى بيت الله الحرام، وينفق على إقامة الحفلات الغنائية للترويح عن عامة الشعب». *** المقال كله-للأسف- يمضي على هذا النسق لكن أشد فقراته بؤساً هو «إن السيناتور الدكتور علي مدو شريف شاب في مقتبل الخمسينات من عمره» ولعلم البروفيسور فإن من بلغ الخمسين هو شيخ تجاوز الرشد ناهيك عن الشباب فكيف وقد تجاوز الخمسينات وصار في مقتبلها. قبل أن يختتم البروفيسور مقاله بوعظ الصحفيين وإرشادهم كتب في الفقرة قبل الأخيرة «على أية حال، من يحظى برؤية سيدة برنو الأولى سيقتنع بأن زوجها الشريف ليس في حاجة إلى النظر لغيرها» وهذه عبارة غير لائقة ووصف نساء الغير تلميحاً أو تصريحاً بهذا الشكل السافر لا ينبغي أن يصدر من عالم في مقام البروفيسور العلمي الرفيع، ثم إن الحديث بهذا الشكل عن شخصية عامة مثل السيدة الفاضلة حرم حاكم ولاية برنو لا يخدم قضية الصداقة بين نيجيريا والسودان خصوصاً وإن السيدة حرم السيد الحاكم هي ناشطة معروفة وابنة عالم وأكاديمي بارز في بلادها هو الدكتور الراحل محمد لوّن، تجد كثيراً من التكريم والتقدير لأسباب من نشاطها الإجتماعي والخيري وليس لشكلها. لم يكن بوسعي قول شيء بعد قراءة المقال سوى «تسمع بأبي منقة ولا تقرأ له» بعد تحريف القول الشهير عن المعيدي.
|
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|