هروب قتلة الامريكى غرانفيل الاربعة من سجن كوبر مساء الامس !!!!

Quote: بعد صدور الحكم على الشبان الأربعة الذين ادينوا باغتيال الدبلوماسي الأمريكي في الخرطوم في ليلة رأس السنة الماضية .. بعد صدور الحكم نزل الشبان مع حراسهم. والحقيقة أن الحراس يتلخصون في حارس واحد أو حارسين. إذا قلنا حارساً واحداً ففي الصورة ظهر شرطي واحد في زي الشرطة الرسمي يسير خلف الشبان المدانين. أما إذ قلنا حارسين فهناك شاب يرتدي زياً مدنياً ممتلىء الجسم يسير وسط الشبان المدانين الاربعة : اثنان أمامه واثنان خلفه. وهو يبدو في غفلة تامة عما حوله. الشاب الذي خلفه مباشرة رافع يديه المزدانة (بكلابش) الحديد. إذا أخذت الأمر بسوء نية لقلت إنه على وشك أن يسقطهما على رأس الحارس الذي أمامه، أو من افترضنا أنه حارس. بالمناسبة الحارس، إذا اعتبرناه حارسا، في زي مدني، يتحدث في موبايل يبدو أن المحادثة (شاغلاه) لحد كبير. هي نفس الطريقة السودانية العادية. لا حساب لأي شيء. مثلا هؤلاء الشبان حكم عليهم بالاعدام قبل دقائق. ماهو رد الفعل الذي نتوقعه منهم؟. هل تتوقع أن تكون تصرفاتهم عادية وهادئة وعاقلة؟. ثم الصورة التي تقدمهم تقول إنهم يهللون ويكبرون بأصوات عالية. هذا ما قالته الصورة والتعليق المصاحب للصورة. ألم يكن من الممكن أن يفكر هؤلاء الشبان في الهرب؟. الهرب لا يحمل دائما معنى الهروب خوفا من الموت. فقد يكون معناه أن يهربوا ليستعدوا لجولة جديدة من (الجهاد). فكيف يضع رجل الأمن نفسه بلا مبالاة وسط أربعة شبان حكم عليهم بالاعدام، وهم في صحة جيدة، وأقوياء، ومدربون على القتال؟. تراوحت أعمار الشبان بين (21 و29) سنة. وهي سنوات لا تبعدهم من عواصف الشباب وعواطفه. فكما دبروا قتل جرانفيل من قبل يمكنهم أن يدبروا مقاومة هذين الحارسين والافلات منهما خاصة إذا كان أحد هذين الحارسين غافلاً عما حوله ولا يبدو أنه مسلح بسلاح ناري، ومحادثة الموبايل تمنعه من التفكير في أي شيء آخر. كل هذا الكلام أقوله والصورة أمامي. الصورة نشرت في صحيفة (الرأي العام)، عدد أمس الأول الخميس (25 يونيو). أتمنى أن يعود القراء لهذه الصورة ويقرأونها جيدا ويحاولوا أن يضعوا بعض السيناريوهات لما يمكن أن يحدث من خلالها. قد يقول البعض إن الصورة لا تعكس أي نوع من اليأس أو الاحباط. وهذا صحيح. ولكنها تعكس عواطف أخرى : الحماس المندفع والتكبير والتهليل. وكلتا العاطفتين يمكن أن تدفع صاحبها لفعل الخوارق. وبعـــد .. الصورة في الصحيفة دائما معبرة، وهي تعطي قراءة ربما تجعل فهم الخبر أوضح. لكننا في العادة نعبر الصورة عبوراً سريعاً ولا نتوقف عندها طويلا. الصورة السابقة يمكن أن تعطي قراءات كثيرة ومعبرة. ويمكن أن تعطي قراءات في اتجاهات متعددة .. وهذه الاشارات تكفيني الآن. الراي العام نشر بتاريخ 27-06-2009