|
Re: صدرت اليوم صفحة دنقلا الكبرى بجريدة الخرطوم وهي تحمل موضوعات تستحق القراءة (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
وهذا مقال الصحفي حاتم حسن محجوب ===================================
العفش داخل البص على مسئولية أصحابه ( 3 )
حاتم حسن محجوب : أستعير من الأخ الأستاذ / محمد يوسف محمد أحمد عنوان مقاله الذى سطره قبل أيام بهذه الصفحة لأنه يعبر إلى حد كبير عن حال دنقلا وأهلها فإذا كان البص هنا هو أرض دنقلا فالعفش هو مؤسساتها ومشاريعها . وكما هو معلوم فإن أهل هذه المنطقة ولظروف مختلفة تركوا أرضها وهاجروا فى بلاد الدنيا يبحثون عن كل ما فقدوه من تعليم وصحة وعمل يتناسب مع طموحاتهم واستجاروا بالرمضاء من النار إلا من حنين حملوه فى القلوب . حينما أدارت كل الحكومات السابقة ظهرها لدنقلا بعد أن أمنوا جانبها سلما وسماحة كان لزاما على أبنائها أن تتولى شئون دفع عجلة الحياة فيها حتى لا يجف الدم فى شرايينها فمن داخل جمعياتها التى أصبحت لهم ملاذا وسلوى من مآلات الغربة وأوجاعها حملوا من تركوهم ورائهم فى الحيشان الواسعة دون أنيس على أكف الراحة وبذلوا لهم من المال والمتاع ما يكفى حاجتهم وحاجة من جاؤوا لخدمتهم فى تلقيح النخل وحصاده واستشعروا بمسئولية الانتماء فشهدت كل قرية قيام المدارس والمراكز الصحية والمساجد وميادين كرة القدم وامتدت أياديهم بيضاء من غير سوء لكل صاحب حاجة من علاج بالداخل أو الخارج وكسوة أطفال الأعياد وجبر كسر الملهوفين والثكلى والأرامل . والحصر لهذه المؤسسات والمشاريع التى قامت بالعون الذاتى وكان من واجب الدولة القيام بها ورعايتها يبقى ضربا من المستحيل إلا أننى أذكر هنا مثالاً كآخر الإشرافات للعمل الاجتماعي والتكافلي ( فى نطاق معرفتى ) الذى دأبت عليه هذه الجمعيات والأفراد من أبناء دنقلا وهو وصول سيارة إسعاف طبى مجهزة تجهيزا كاملا إلى مستشفى ( مشو) العام قام بشرائها وتجهيزها وإرسالها نفر كريم من أبناء هذه القرية الذين جبلوا على يثار العمل العام مستصحبين معهم قول الحق عز وجل ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة) . وجود هذه الإسعاف سوف يرفع عناءا كبيرا كان يتكبده أهل هذه القرى فى الحالات الطارئة خاصة إذا استدعت الحالة الذهاب بالمريض إلى دنقلا على ظهر البكاسى دون عناية طبية عبر طريق ترابى غير معبد . ولا ننسى ذلك الرجل الجواد الكريم الذى أهدى ذات المستشفى سرير خاص العمليات . وهكذا ينداح عطاء أبناء دنقلا فى المهجر خيرا وبركة فى ظل الترابط والتآخى الذى يميزهم عن الآخرين . والسؤال : إلى متى تظل مقولة العفش داخل البص على مسئولية أصحابه سارية المفعول فى منطقة دنقلا ؟ .
|
|
|
|
|
|
|
|
|