|
Re: صدرت اليوم صفحة دنقلا الكبرى بجريدة الخرطوم وهي تحمل موضوعات تستحق القراءة (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
الصمد/ أحمد شرفي ، أمين الجمعيات، يقف كعادته على حافة المهجر ينظر الى المنطقة بكاملها ثم يتساءل عن طريق دنقلا أردوان
================================
دنقلا أردوان لتكتمل الصورة احمد محمد شرفي : عندما أطفأ جواز سفرى الأول شمعته العاشرة فى المملكة العربية السعودية كانت السفارة والقنصليات تمارس ابشع صنوف النهب المصلح مع المغتربين بكافة قطاعاتهم أذ كانت تعج بشبابيك الجبايات. الضريبة والزكاة زى العنب والتين أينما قصدت من قنصلية وتحفها رسوم أخرى من شاكلة كنانة والرهد حفر ثم ردم دمغة دفاع دمغة جريح الفضائية جهاز المغتربين طريق الأنقاذ الغربى وبين هذا وذاك مصاحف مهترئة أوراقها تقطع الطريق على كل من تسول له نفسه الأستعانة بكذبة صفراء تنجيه من جحيم السفارة المظلم ولا يجد بين تلك الشبابيك شباك منور فى ظلام الليل بل وأختصوا أهل دنقلا بشباك أضافى لشريان الشمال ومن عجب الكل يدفع للأنقاذ الغربى والتحدى وغيره ونحن معهم وفى الشريان لا شريك لنا وفى هذه الأجواء البائسة كان أيقاد الشمعة حداشر يستوجب المرور عبر السفارة وهناك وأنا أقوم بتعبئة أستمارة جواز جديد نصحنى صديق خبير بأن أكتب مكان الميلاد الخرطوم حتى تسقط عنى رسوم شريان الشمال فتذكرت عندها أيليا أبوماضى ووطن الجدود أنا هنا حدق أتذكر من أنا فقلت لصديقى معاتبا والله لوطلبت منى السفارة تحويل راتبى لما تنازلت عن تسجيل دنقلا فى جواز سفرى وللأوطان فى دم كل حر يد سلفت ودين مستحق وتوكلت على الحى الدائم وأكملت أجراءاتى ودفعت ما علي صاغرا وكنت سعيدا وأنا أدفع للشريان مبلغ حسرتى لما دفعت على أخريات لا تثمن ولا تغنى من جوع ومصدر سعادتى أن دعم الشريان شعبيا أنطلق من الجمعيات قبل أن يصبح رسميا فى السفارات اذ قام نفر كريم من أبناء دنقلا بالطواف على جمعيات وفعاليات دنقلا وجمعوا مبالغ مقدرة وأرسلوا سيارة هايلوكس جديدة 28 ألف ريال نقدا وبعض معينات العمل وقطع غيار المعدات والآليات وبدأ العمل فعليا وكانت ضربة البداية قطاع الباجة ثم قطاع أبوضلوع الذى أنجز فى وقت وجيز بجهود الشهيد المشير الزبير محمد صالح وعدنا نتابع مسيرة الشريان من أم درمان الذى أكثر من التوقف بعد أستشهاد المشير ونحن ندفع وعرج شرقا من الملتقى ليصل مروى وما حولها والدفع مستمر وعاد ليكمل المسير ويصل دنقلا بعد سنوات من التوقف والأنتظار وبما أن القرى الواقعة شمال مدينة دنقلا على الضفة الغربية كانت صاحبة النصيب الأوفر فى المساهمة لكثرة جمعياتها وأبنائها المغتربين المساهمين فى بناء الطريق فقد كان العشم أن يتواصل المسير لينعموا بتلك الخدمة ولكن للأسف توقف الطريق تماما فى دنقلا ليعبر بعد سنوات الى الضفة الشرقية ومن ثم الى حلفا متجاهلا قطاعا عريضا فى منطقة لايتجاوز طولها 50 كلم الى أن لاحت بارقة أمل عند زيارة الفريق بكرى حسن صالح وزير شئون الرئاسة للمنطقة أذ اعلن ضربة البداية ووعد بأنجاز العمل فى 70 يوم وبالفعل بدأت الآليات فى شق الطريق وأزالة المعوقات بدء بالكبارى وترع المشاريع الزراعية التى كانت بمثابة شريان الحياة الحقيقى للمنطقة والتمهيد بطبقة الأساس ولكن ما كان لعمل كهذا أن يكتمل فى عهد والٍ آل على نفسه أن يغادر الولاية صفر اليدين فتوقف العمل وتكاملت أعوام الأنتظار وأنقلب ما تم أنجازه من نعمة الى نقمة بفعل الغبار الكثيف والحصى المتطاير من طبقة الأساس وتأثيره بالغ الأثر على الزرع والضرع والأنسان وتحول الطريق الى حفر ومطبات تعيق السير ولكن طواف الأستاذ فتحى خليل والى الولاية وأبن المنطقة على تلك القرى عبر نفس الطريق أبان حملته الأنتخابية وبضع أشارات من رجال لم تلههم السلطة عن ذويهم ويحملون هموم المنطقة فى حدقات العيون أعاد بريق أمل لتلك القرى النوبية الصابرة التى تمنى النفس ببيئة صالحة وحافلات حديثة تتجاوز محطتها الأخيرة فى السوق الشعبى بدنقلا وتتجه شمالا الى أكد وأردوان وهى تلفظ ما فى جوفها عند كل سبيل
|
|
|
|
|
|
|
|
|