Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف (Re: Asma Abdel Halim)
الأخت/ أسماء، لك التحية، ولكل نساء المعمورة، من أمّهات وصديقات وأخوات وحبيبات.. قضايا المرأة من القضايا الكونية ـ التاريخية، التي لا تعرف حدود الزمان والمكان، لا حدود جغرافية أو إثنية أو ثقافية. ولئن تفاوتت درجاتُ قمعهنّ وزجرهنّ وهضم حقوقهنّ مِن بلد لآخر، أو ثقافة لأخرى، إلا أنهنّ لمْ يزلنّ، هنا وهناك، يتشاركن النضال من أجل الارتقاء بأوضاعهن إلى الأفضل.. من العنف الجسدي ضدهن، إلى احترام كرامتهنّ وكينونتهن. ومن وضع الجواري والحريم، إلى حقوق الزوجية المتعادلة. ومن أدنى درجات السُلم الاجتماعي، إلى المساواة في العمل والحقوق والمسؤوليات السياسية وتبوّء المناصب القيادية في كافة المجالات. واسمحي لي بأن أضع هنا، مداخلة لي في بوست عصام جبر الله عن أوضاع وأحوال المرأة في المملكة العربية السعودية: { تتواتر الأخبار عن نهج جديد على مؤسسات الحكم في المملكة العربية السعودية منذ مجيء الملك/ عبد الله ابن عبد العزيز. والذي يتلقى تلك الأخبار دون دراية بتاريخ المملكة وتحالف حكامها الوثيق مع الجماعة الدينية الوهابية، ربما ينظر إليها بغير عين العجب والدهشة التي يتلقاها بها شعب الجزيرة العربية، أو التذمّر والاستنكار والرفض واعتبارها بدعة مِن قِبل تلك الجماعات الدينية المتعصّبة المتزمّتة. ومن ضمن هذه العجائب والبِدع ـ التي يراها الوهابيّون خطاً أحمرا ـ مسألة الاختلاط بين الجنسين. فلقد صَدَرت قوانين ولوائح خاصة تنظم العلاقات والمعاملات داخل "جامعة الملك عبد الله" بأمر ملكي، والتي تبيح الاختلاط بين الجنسين في قاعات الدراسة والحرم الجامعي، وقيادة النساء للسيارات بداخلها! فصدور قوانين ولوائح لمؤسسة أكاديمية بأمر ملكي، هو في حدّ ذاته أمرٌ يدعو للعجب. فمن الأعراف والتقاليد الدولية أن تصدر مثل تلك القرارات من قبل الوزارات واللجان المختصة؛ إلا أن الأمر استدعى ذلك، لعلم الملك والمقربين منه من صانعي تلك القوانين واللوائح بخطورتها، وبما ستجلب مِن استنكار ورفض المؤسسات الدينية المتحالفة مع الحكم، وبالأخص ذراعها الماسك بيد من حديد على كل ما له صلة بتقارب الجنسيْن.. والذي نعني به "جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، تلك الجماعة التي حُرمت من دخول تلك المؤسسة الأكاديمية أو التدخّل في شؤونها. ومن المعروف أن الملك أجبر أحد أعمدة تلك الجماعة بالتنحي وتقديم استقالته عن العمل، لأنه أدلى بحديث لإحدى الصحف الخليجية، بعد افتتاح الجامعة في العام الماضي، عبّر فيه عن عدم رضائه بما أقدم عليه الأمر الملكي. وتاريخياً، نشأ أوّل خلاف بداخل ذلك التحالف، بين الملك المُؤسّس نفسُه وجماعة الوهابيين، إبان تأسيس المملكة حين توقّف الملك عبد العزيز على أعتاب الحدود التي رسمَها له المُستعمر الإنكليزي، وزاد على ذلك بأن سمح للفرنجة النصارى بدخول الأراضي المقدّسة وإدخال بِدَعهم من سيارات ودرّاجات وراديو ونظاراتٍ ومُعدّاتٍ طبيّة! فتحالف الوهابيين مع آل سعود كان مبنيّاً على الجهاد ونشر تعاليمهم ونهجهم وتوحيد القبائل بالقوّة وفتح البلدان العربية المسلمة: مثل اليمن والعراق والأردن وممالك الخليج، وغزو بلاد العجم؛ فتحوّل جهادُ الوهابيين إلى تأديب الناس وتقويمهم على سُنّتهم ضمن حدود المملكة المعروفة الآن، دون غيرها. وتجدّدت دماء ذلك الحلف، بإعطاء المزيد من الصلاحيّات وإطلاق يد مؤسسات الوهابيين على حريّات وتحرّكات الناس في الشوارع وداخل أسوار بيوتهم، بعد أحداث "مكة" الشهيرة حين اقتحم "جهيمان العتيبي" وجنده في مطلع العام الهجري سنة 1979 بيت الله الحرام وتحصّنوا فيه لمدّة ثلاثة أيام، قبل دحرهم. فالأسرة المالكة، التي تتكوّن من الآلاف، وبرغم أنها تحوز على نصيب الأسد من البترول والذهب دون الشعب "السعودي"، إلا أنها لم تسْلَم من الصراعات والدسائس والمؤامرات والاغتيالات بداخلها، بسبب الحكم والسلطة وغيرها. فأفراد هذه الأسرة من الأمراء وأولياء العهد وبطانتهم يتوزّعون بين المراتب، عُليا وسفلى، بحسب القبيلة والعرق. وبين درجات العلم والدراسة الأكاديمية والعسكرية. وبين الثقافات المتنوّعة من قديم وحديث، من التحرر والفكر الفلسفي والانفتاح السياسي، إلى التعصّب والعنصرية الدينية والعرقية. ويُقالُ، أيضا، أن الملك الحالي هو أوّل ملك مِن أمٍّ غير عربيّة خالصة، تجري في عروقها الدماء الأفريقية. وبالرغم من كل ذلك، ظلت علاقات التحالف متينة ووثيقة على أرضيّة التواطؤ بين الطرفيْن: فالعائلة المالكة، التي أصبح فيها الملك خادما للحرميْن الشريفين، إلى جانب الطبقة السياسية وجماعات المنتفعين من النظام الملكي ـ لا يتدخلون في عمل، وتجاوزات جماعات الوهابيين لكل حقوق الإنسان والمواطن في المملكة. والوهابيّون، الذين تغدق عليهم خزينة الدولة بدون حساب، يُكرّسون جُهدهم وجهادهم على العامّة من الناس دون العائلة المالكة وبطانتهم من ساسة وخُدّام بِلاط. فالجماعة الوهابية التي تفتي في كل صغيرة وكبيرة وسفاسف الأمور، تغض الطرْفَ عن مفاسد السلاطين والأمراء التي تحكي بها القصص والروايات والصحافة العربية والغربية. فزعيمهم يفتي بعدم كرويّة الأرض وبأنها مركز الكون، والشمسُ تجري من المشرق للمغرب بأمرها، وأنّ قيادة النساء للسيّارات حرامٌ شرعا ولو جلس بجانبهن مُحرم: زوجاً أو ابنا أو حفيدا أو نسيب. ولكنّه لا ينبس ببنت شفة عن تبديد الأمراء والسلاطين لأموال المسلمين، التي حَبَا بها الله دياره المقدّسة، وأذن للنصارى باستخراجها من باطن الأرض لعباده الصالحين. ولا يلتفتون لجشع الأمراء/ الوزراء الذين لم يُغْنِهم الذهبُ الأبيض أو الأسود، فراحوا يتاجرون في السلاح الذي يقتل به المسلم أخاه المسلم، ويقبضون الرِشا والإتاوات من الشركات الكافرة. والوهابيون الذين يُحرّمون الكتب والروايات الحديثة والقديمة، من "عبد الرحمن منيف" إلى "ألف ليلة وليلة" بدعوى الخيال الوالغ في الرذيلة والمجون ـ يعلمون علم اليقين بما تحويه "القصور" في الحقيقة والواقع، بعيدا عن شطحات الشعراء والغاوون، مِن كل صنوف التهتك والمجون: فالسفن المَلكيّة والأميرية تمخر عباب البحار والمحيطات مُحمّلة بالخمر المعتّق وصنوف المُخدّرات وما يذهب بالعقل مِن مشروب ومعلوك ومُدخّنْ، وبالنساء والقاصرات والغلمان من بلاد السند والهند والفرس والترك والفرنجة والأمريكان ـ ليعمّروا بها حياتهم التي قلبتْ الليلَ مَعاشاً والنهار لباسا، دون حِكمة المولى عزّ وجَلْ! فالوهابيون صادقون فيما وعدوا به أصحاب العرش في الأرض، فهم لا ينازعون المُلك أو يَصْدقون السلطان وأمرائه وتابعيه في قول النصيحة والهداية واجتناب المعاصي، بل يعرفون حدود ونشاط وفقههم الذي ينال الرعيّة دون الراعي! ومن الأمراء مَن نأى بنفسه عن مُكابدات السلطة ودهاليز السياسة، واكتفى بالمتاجرة في الحلال والحرام، وقنع بنعيم الدنيا من مأكل ومشرب ونساء وجواري وغلمان مخلّدون، مُبتغاةً للتدرّبِ وتوطين الأنفس على مسرّات الجنان الخالدات، بِنِعَم الدنيا الزائلة.. ومنهم الوهابيّون والسنّيون الغلاة الغلاظ القلب في الدين والتديّن، المُحتقرون لجنس الإناث الآدميين الحوّائيين، الذين يقطعون يدَ المُعْدَم السارق، ويرجمون الزاني والزانية بدون الشهود الأربع العُدل، ويُكفّرون المؤمنين المُنادين بالعدل والرأفة ببني الإنسان، وينادون بقطع رقاب أهل الكتاب والمؤلفة قلوبهم وأبناء الحرام من الكفرة قاطعي السبيل.. ومنهم، الأمراءُ، مَن سعى لأجل الارتقاء مِن العتبات والمراتب الدنيا في صنف التأمّر والمراكز العليا بدون الحسب والنسب، فولّوا وجوههم صوب العِلم والتعلّم ولو في الصين! ومِن هؤلاء مَن اكتفى بتسنّم المناصب العليا والوزارات وصنّاع القرار التي تحرس جاه الملوك قبلَ المملكة.. ومنهم مَن صَفَتْ قلوبهم واستنارت عقولهم واستنكفوا الخوض في عَطن السياسة الآسن وموبقات التحكّم في رقاب البشر باسم الإله الذي صاروا ظلّه في الأرض، فعاشوا مغتربين في أرضهم أو أفناء الدنيا والعالمين.. ومنهنّ الأميرات اللواتي سئمن العيش في زريبة الحريم، وشققن طريقهنّ ـ إلى جنب أخرياتٍ كاتبات وصحفيات وشاعرات وطبيبات وربّات بيوت وأنصاف متعلمات وأميّات ونساء أعمال ـ ورفعن عقيرتهنّ ضدّ الذكور الذين لا يرون في المرأة غير الفرَج والعورة ومُتعة الفراش.. وحواءُ التي أخرجت آدم من جنّة الرحمن، ليس حراماً أو عصيّا عليها إخراجه من زريبة الجهل والتخلّف والتعصّب وعقليّة القرون الوسطى والما دون.. فعلى الوهّابيين أن يتعظوا! ولنا.. أن نَفرَح ونطرب بكلّ، ولكل صوت أنثويٍّ يعلو على أسوار سجن المرأة المضروب عليهنّ منذ قرون، وأن ننادي معه لأجل زينة النساء، بدل الزمرّد والزبرجد، بالعقل والحريّة والإنسانية والكرامة } (عدل بواسطة عادل عبدالرحمن on 06-03-2010, 08:03 AM)

العنوان	الكاتب	Date
نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	Asma Abdel Halim	05-29-10, 12:17 PM
Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	عزاز شامي	05-29-10, 11:18 PM
Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	Asma Abdel Halim	05-30-10, 07:37 AM
Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	أحمد ابن عوف	05-30-10, 08:24 AM
Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	abubakr	05-30-10, 09:57 AM
Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	Asma Abdel Halim	05-30-10, 03:46 PM
Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	Asma Abdel Halim	05-31-10, 07:53 AM
Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	Asma Abdel Halim	06-03-10, 06:55 AM
Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	عادل عبدالرحمن	06-03-10, 07:54 AM
Re: نصيب النساء بعد مائة عام ونيف	Asma Abdel Halim	06-04-10, 08:07 AM

[رد على الموضوع]

صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]