اسباب اعتقال الترابي كما ورد في بيان وزارة الاعلام

Quote: حمداً لله على السلامة ، لقد عادت ألوان إلى قرائها يوم الاثنين الفائت بعد عام وآخر من الغياب، والعود أحمد .. اقتنيت العدد الأول من حر مالي وليس عن طريق التبادل كما يفعل عادل الباز دائما.. زول جنو ملح..وقرأت فيه - فيما قرأت - شكرا سجيا بقلم رئيس تحريرها ، أستاذنا حسين خوجلي ، لمن حجبوها.. صحيح لم يشكرهم على حجبهم للصحيفة ، ولكن شكرهم على ( إذن العودة ) .. هذا الشكر الذي توسد محلا غير محله ، أعادني إلى ديار الأهل هناك لأقتبس منهم حكمة نوبية يقول نصها العربي: إذا خطفك التمساح فلا تهدر طاقتك في مقاومته ، بل احتضنه ، فعسى ولعل يلين قلبه ثم يعيدك إلى شاطئ الأمان ..تلك حكمة نوبية ، ولا أدري من ترجمها لألوان يوم الاثنين الفائت ، لتؤمن بها ثم تكتب بها بطاقة شكر وتقدير لمن (حجبوها و أعادوها ) ..؟ * المهم - أي تلك محض ملاحظة وليست مهمة – قرأت فيما قرأت أيضا ، بذات العدد ، بقلم أستاذنا حسين خوجلي ذاته ، بأن هناك لجنة تشكلت عقب حجب ألوان ، لدراسة الآثار الاقتصادية الناتجة عن الحجب .. وتوصلت الدراسة - حسب ما جاء في مقال أستاذنا - إلى نتائج مختصرها : لقد تضررت الصحيفة اقتصاديا ويجب تعويضها تعويضا .. ثم حددت قيمة التعويض ولكن لم تسلمها للمتضرر بعد ، أوهكذا كتب أستاذنا .. حسنا ، تشكيل تلك اللجنة دليل على (خطأ المخطئ ) .. أما نتائجها فهي دليل على (عدل أعضاء اللجنة ) .. بمعنى : قيمة التعويض - كبرت أو صغرت - بمثابة حق لأية صحيفة متضررة من جراء أي حجب غير قانوني .. اتفقنا ؟.. حسنا ، نمشي لي قدام .. والغريق دائما كما تعلمون في ال(قدام(..! * ثمة أسئلة مخبوءة في ثنايا تلك القيمة - وسابقاتها - يجب أن ترى النور .. أولها ، من أي الخزائن ستصرف ألوان تعويضها ..؟.. ثم أي الخزائن صرفت السوداني تعويضها ، قبل ألوان ..؟.. ثم من أي الخزائن صرفت الوطن تعويضها ، قبل ألوان والسوداني ..؟..من خزائن خاصة يمتلكها الذين يخطئون في حقوق الصحف ، بالمصادرة التعسفية ، أم من خزائن عامة عاجزة عن تسديد فواتير وسائل الحياة الكريمة كان يجب أن يهنأ بها هذا الشعب المكلوم بالفقر والنزوح وشح الضروريات ..؟.. يعني بالواضح كدة : لماذا يدفع الشعب السوداني ثمن أخطاء المخطئين - في حق الناشر - بيد أن المخطئيــــن لايدفعون ثمن أخطــــائهم تلك ولو ب(لفت نظر ) يوجههم باللجوء إلى المحاكم حين تخطئ الصحف، وليس إلى نهج ( معالجة الخطأ - إن وجد – بالخطيئة) ..؟.. لو أن حكما قضائيا كان قد صدر ضد ألوان - وغيرها - بالإيقاف عاما أو قرنا ، لما دفــــع هذا الشعب الفقير مليما من ( خزينته المديونة ) لأستاذنا حسين وغيره .. ولكن بتغييب قوة القانون - واستبدالها بقانون القوة - يرغم هذا الشعب المسكين على أن يدفع لكل صاحب حق مصادر ، زعيما سياسيا كان أو ناشرا صحفيا ، تعويضه.. علما بأن الشعب لم ولن ولا يفوض ولاة أمرهم بمصادرة حقوق الساسة وملاك الصحف ، ومع ذلك تخصم قيمة التعويض من بنود (الغذاء والكساء والدواء ) .. و ...و.... على كل حال ، .اتقوا الله في أموال الناس ، لا بمنع مثل هذا النوع من التعويض ، لكن بمنع أسبابه غير المشروعة..!!