مركز جمال محمد احمد الثقافي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 04:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-18-2010, 07:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي (Re: عبدالله الشقليني)




    صفحة بيضاء كيدٍ بيضاء من غير سوء (2)


    أوراق أفريقية
    بقلم الأديب الراحل جمال محمد أحمد

    مقدمة :
    تمهل سيدي وأنت تقرأ .
    الأديب الراحل جمال محمد أحمد . هرمٌ من أهراماتنا الأدبية والدبلوماسية والسياسية . وهو كذلك عندما كان العمل العام يستقطب المُبدعين . تأهيلهم يُجبر أي حاكم مرَّ على وطننا أن يستنير بنيران ثقافتهم المُتأججة . هو أستاذ جامعي وكاتب وأديب و دبلوماسي تدرج في السلم حتى منصب وزير الخارجية كفاءة وليست مِنحة حاكم . كان الراحل بوابة أطل منها كثيرون من داخل الوطن وخارجه على الأدب الأفريقي في بواكير النهضة الأفريقية من نير الاستعمار . كاتباً مُميز اللغة والأسلوب . خير تعبير شائع يصفه هو إنه كان مدرسة ، وأكاد أزعم أنه قد طور الكتابة العربية وقفز بها سماوات عالية منذ أكثر من أربعين عاماً . غادرنا في رحلة غياب أبدي في ثمانينات القرن الماضي ، وبقيت أحرفه تُنير دروب لم نـزل نستطلع آثارها ، في الاكتشاف الأول . درر من رحيق الأدب كانت كتابته ، رغم أنه لم يكن مُقلاً في الكتابة فقد سرقت عمره الدنيا فجأة . من شمال الوطن منبته وسقى نبعه وطننا وأوطانا مُجاورة كانت تحلم . نثـر لنا العذب من المكتوب . حريٌ بنا أن ننقل لكم نصاً من نصوصه الأدبية القديمة عندما استدرجته مجلة الدوحة القطرية في السبعينات من القرن الماضي ( 1978 م ـ 1979 م ) ، على أيام رئاسة الدكتور محمد إبراهيم الشوش لتحريرها .
    عبد الله الشقليني
    25/05/2005 م

    لكم الآن نص الأديب الراحل جمال محمد أحمد :


    أوراق أفريقية
    شارف مؤتمر الرؤساء نهايته ثالث يوم وشهد المساء وليمة لا أحس أحداً كان هناك ينساها . كانت ليل عرس شيخنا الفاني الكبير . ما أدري أكان ينفس على أسلافه ثيودور و منلِك ، ولائمهم حديث الناس والكتُب اليوم ؟ أم كان سعيداً لأن الرؤساء خرجوا من أديس بميثاق بعد لحظات اللهفة التي عاشها الفتيان من الرباط والشيوخ من مِنروفيا ؟ .
    لا علينا الذي كان في باله . تعال لحظات للوليمة ، التي اختار لها الإمبراطور ( القبى ) أقدم قصور ملك الملوك ، سِبط يهوذا . أقرب قصور الإمبراطورية لقلاع أوربا في قرنها الوسيط .
    ( القبى ) على رابية وسط أديس ، تشرف على المدينة ، أنى وليت النظر من أبوابها المتراصة ، ونوافذها الكثيرة . الوليمة في صالة شطرها الذي يلقاك ميل ، يفصله عن شطره الآخر ستار من المخمل الخمري ، أمامه ( مريم مَكِيبا ) فوق مُرتفع مُغطى هو الآخر بالمخمل الأحمر ، وعليها لباسها الأثير ، لا يغطي إلا الذي يجعل الواحد يتساءل ، ثم ماذا وراء هذه السترة القليلة ، وما كانت ( مكيبا ) غير صبية تلكم الأيام ، ما تسامع السود في كل مكان يعيشون فيه عن ( لقلقتها ) العسيرة التقليد . لا ولا عن موهبتها في الغناء ، بكل لسان تسمعه . أيامنا هذه وقد مشت وعرفت نساء ورجال في أكثر من مكان ، تهزج بأغاني فيروز . سحرتها رسولة العرب للنجوم ، حين لجأت وزوجها لغيني ، .. وعرفت هناك عربا يرعاهم ويرعاها سيكوتوري ، وهي حقيقة برعايته ، تحب حياتها حباً ، وتعيش فنها لا يصرفها عن وعي سياسي ، استقر في وجدانها من أسلافها المقاتلين : شاكا ، مزاكازي ، لقنبولا . ما مات واحد في حصيرته . ماتوا وقوفاً .
    الخليط الباسم
    على جانبي الصالة في ( القبى ) كانت صفوة أفريقيا . كل ذي شأن في القارة كان هناك ، وما كانوا كثيرين تلكم الأيام . غير بعيد من ذوي الشأن في أفريقيا ، جلس مبعوثوا الدول غير الأفريقية . الدبلوماسيون زينة وإن اعتدى عليهم المعتدون ، يحسبون أن العالم المعاصر في غنى عنهم الآن ، وقد صار واحداً : العالم ، يلتقي الرؤساء حين يشاءون ، يديرون زراً يتحدثون لبعضهم البعض . يقولون بين طوكيو والخرطوم دقائق معدودة . خطل . لا غناء عن الدبلوماسيين . ما هي ؟ يقظت أفريقيا لمكانها ، تملك كل الذي تملك أوربا ، على خلاف بين ثقافة وحضارة القارتين . رأى كل مبعوث ذكي في الوليمة ، تلك الفجوة الفاغِرة فاها بين أفريقيا وأوربا . فجوة تمتد قرون . هذه وليمة من ولائم الأباطرة في فينا . ( مكيبا ) وجوفها ، يوهان ستراوس ، أباطرة النمسا ـ المجر . الصالة على الرابية هي ذاك الطابق الأول في دار الأوبرا في فينا . دخل الرؤساء اثنين اثنين . كان هيلاسلاسي ممسكاً بيد ناصر يسير في المقدمة يبتسم لمريم وجوقها ، ووقف قرب الستار معه ناصر. يجيء كل داخل من القادة الأفريقيين والمبعوثين والأغراب يحيونه ثم ضيفه ، واختلط الكبار والصغار . القادة وأعوانهم في يد كل واحد قدح , في يد جلالته كوب ( ثج ) شراب خاصة الناس وعامتهم في أثيوبيا ، في يد ناصر قدح ليمونة . كان حياً ذاك الخليط ، باسماً ، ضاحكاً ، كدأب كل شيء أفريقي . الضحكة الأفريقية تملأ الفجاج . كنا هناك بعض ساعة و دُعَينا للمائدة على صوت آت من مكبرات الصوت ، يدعونا لنتخذ مكاننا على المائدة . فعلنا .
    دخل الشطر وراء الستار المخملي شيخ القادة هيلاسلاسي ، قدماه تزحف واحدة وراء الأخرى ، أسنَّ وكَبر . كان ممسكاً بيد ناصر . كفه معروقة صغيرة الأصابع صِغر أصابع الأطفال . كف ناصر كبيرة ، كف فلاح ، كانا نقيضين في الذي تراه منهما والذي لا تراه . جسداً وعقلاً . دخل وراءهما لموائد الطعام الرؤساء من أفريقيا ، الكبراء من أثيوبيا وأعوان الرؤساء والكبراء من بعد . ما كان مألوفاً العشاء ذاك . لم يجلس الإمبراطور في مقعد الشرف ( تبمان ) ، وكان جديراً به ، إن مشيت مع المرسوم والمألوف . أجلس الرئيس ناصر . طال العشاء والغناء ونحن في عجلة من أمرنا . نحن الفعلة . نريد أن نعود لقاعة الاجتماع نصوغ ألفاظهم المتفقة ومعانيهم المختلفة في عبارات ذلقة لا تقول غير قليل . وأطل صاحبنا التليع ( أقزجى ) على أذن الإمبراطور فهز هذا رأسه ، وغمز بعينه ( أقزجى ) لنا واحداً وراء الآخر ، فخرجنا على أطراف أقدامنا ثلاثا ثلاثا للقاعة . نحن والحارسينا .
    تاليران أفريقيا
    قال لي رفقتي في الطريق للقاعة ، إنهم يعجبون للإمبراطور أسير التقاليد والمراسيم لا يجلس مقعد الشرف واحداً من الكبار . بعيد أن يفوت هذا على ملك الملوك ، وقال أحد ثوار زامبيا ، وما كانت استقلت بعد ، والثوار لا تمسكهم دبلوماسية عن الكلام الطليق ، قال إن الإمبراطور عمد عمداً لهذا الذي فعل . تخرج الصحف غداة الوليمة تحمل صورته ، تاليران أفريقيا ، بجانبه ناصر ، روبسبير ، تفصلهما سنون . اكثر من هذا . تفصلهما وسائل وغايات . قال " أوه ، أنت والحقائق والدقة . اقفل خشمك الكبير. أنت معلم فقط ! " أردف رفيق لنا أنه يرى رأي صاحبنا الثائر .
    أوضح أكثر قال إن هيلاسيلاسي يريد ليوحي للكبار والصغار ، أنه يرى فكراً جديدة تحوم فوق القارة ، يحمل تلك الفكر جيل جديد . عليه هو وعلى الذين قادوا القارة منذ مطلع القرن ، أن ينازلوا هذا الجيل برفق . تتداخل الأجيال ، لا تتصادم .
    مضى الليل إلا أقله . أطل علينا الفجر . دخل الرؤساء القاعة تحيط بكل واحد منهم بطانته . دخلت الصحافة والإذاعات من الدنيا بأجمعها . دخل الدبلوماسيون . ثم هدأ كل شيء دخل أقيزجى وأعوانه يضعون الوثيقة في غلافها الأخضر المُذهب ليوقع الرؤساء واحداً وراء الآخر . جاء كل واحد وراء أخيه في القاعة . تدافقوا من بعد يحيون بعضهم بعضا ، ويهمس واحد من بطانة الإمبراطور شيئا لا ريب ، أبهجه ، كانت أعرض بسمة ، وكانت هزات رأسه تتوالى كمن يسمع ثناء يُلذ له ، لا يريد للحديث أن ينتهي ، وكان حديثاً لابد عجبه وتيهه ، هزات رأسه تقول ، " بالله قل وأعد يا طيب الخبر " وهو يرعى الرؤساء والوزراء ، يخرجون من القاعة يرحلون لبلادهم من دار أبي سفيان هذه دخلوها .
    ثلاثة أيام سيرصد المؤرخون أحداثها كلها ، وأرقب أنا ذاك الرصد لأقابل بين الذي سيقول المؤرخون ، وبين الذي رأيته وأحسسته . كما قلت لك من قبل ، أنا كنت هناك فجر ذلك الميلاد .

    جمال محمد أحمد
    مجلة الدوحة القطرية ( 1978 م ـ 1979 م )

    *
    الحبيب أبوبكر
    كذا تأتي الرياح دوماً بما تشتهي السفن

    من مدونة " سودان رأي "

    http://sudaniyat.org/archive2/viewtopic.php?t=1878&sid=...6af493ce3246b46d55ff


    *
                  

العنوان الكاتب Date
مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-16-10, 03:46 PM
  Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي محمد سنى دفع الله05-16-10, 03:56 PM
    Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-16-10, 04:10 PM
    Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-16-10, 04:19 PM
      Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-16-10, 06:01 PM
        Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-16-10, 07:35 PM
  Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-17-10, 07:57 AM
    Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-17-10, 08:54 AM
      Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-17-10, 04:18 PM
        Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي عبدالله الشقليني05-17-10, 05:47 PM
          Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-18-10, 08:26 AM
            Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي Asma Abdel Halim05-18-10, 12:06 PM
              Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي محمد أحمد الريح05-18-10, 12:34 PM
                Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-18-10, 02:35 PM
                  Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-18-10, 02:37 PM
                    Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي Mamoun Ahmed05-18-10, 06:49 PM
                      Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-18-10, 07:27 PM
                    Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي عبدالله الشقليني05-19-10, 03:37 AM
          Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي عبدالله الشقليني05-18-10, 07:56 PM
            Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-18-10, 08:32 PM
              Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-19-10, 09:38 AM
                Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr05-19-10, 03:48 PM
                  Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي عبدالله الشقليني06-07-10, 05:32 PM
                    Re: مركز جمال محمد احمد الثقافي abubakr06-08-10, 05:50 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de