|
Re: ياجماعة ناس المويه جو... اصبروا اصبروا (Re: مدثر قرجاج)
|
Quote: رحلة المعاناة النبيلة.. البحث عن مياه الشرب في ولايـة الـخرطـــوم قطوعـات الإمـداد المـائي تصيب حـياة المواطنـين بالشلل الكـامل شكّلت قضية المياه في ولاية الخرطوم هاجساً كبيراً أقلق مضاجع جميع السكان عبر سيناريو يتكرر كل عام، في فصل الصيف وبداية فصل الخريف، والذي يشهد قطوعات مستمرة للمياه ، تفرز واقعاً مريراً ، وترسم صورة قاتمة لعاصمة تلهث يومياً وراء الحصول على قطرات من مياه الشرب، في صورة سيئة تعكس انقلاب المشهد ومفارقته أن تقع العاصمة على ملتقى النيلين الأزرق والأبيض وتعانى من العطش ، في مفارقة لا تصدق إلا لمن يعايشها على ارض الواقع . ويظل ما يصاحب ولاية الخرطوم من طفرة عمرانية في الطرق والجسور والمباني وامتداد شوارع الأسفلت إلى أطراف الولاية، يظل حالة ترف في التمدن يذوب من خلال معاناة مياه الشرب التي تأبى أن تفارق مخيلة العاصمة الحضارية. وهنا تبرز عدة أسئلة واستفهامات عن أين يوجد مكمن الخلل وراء القضية؟ وعلى من تقع المسئولية؟ وكثير من الأسئلة الحيرى والتي نحاول الإجابة عليها من خلال هذا التحقيق |
Quote: البداية من الريف الجنوبي في بحثنا المتصل عن حجم قطوعات مياه الشرب، آثرنا الخروج من ضجيج وسط الخرطوم، حيث تتواجد الأجهزة الإعلامية لتنقل شكوى المواطنين، لكن من ينقل شكوى أهل الريف في أطراف ولاية الخرطوم؟ لذا فضلنا التنقيب في عمق الريف لنقف على الحجم الحقيقي لانقطاع الإمداد المائي هناك، عبر الاستماع لصوت الذين يعانون العطش فى تلك المناطق. وبينما تظل أفئدتنا في حالة تفكير دائم حول خيوط المهمة الصحفية كانت السيارة تسرع بنا إلى داخل عمق الريف الجنوبي ونحن نفارق آخر نقطة في منطقة الصالحة، والتي تعتبر تقريباً آخر المناطق الحضرية في مدينة أم درمان .. ووصلنا إلى أول منطقة شمس (العقيدات) وكانت المفاجأة التى لم تكن فى الحسبان حيث اتضح لنا انه لا توجد أصلاً إمدادات للمياه بالمنطقة، بمعنى أن المياه لم تصلهم بعد ونحن في الألفية الثالثة ؟.. لكن المأساة تبلغ قمتها حينما دخلنا مدرسة (العقيدات) لمرحلة الأساس المختلطة، حيث تخلو المدرسة تماماً من مياه الشرب علما بأنه يدرس بها حوالي (900) تلميذ وتلميذة من الصف الأول وحتى الثامن، ولكن حجم المأساة زاد ارتفاعاً حينما أخبرونا بأنهم يشربون من (سبيل عام)، حيث توجد (أزيار) بالقرب من بقالة بجوار المدرسة.. فلمن يشكو هؤلاء التلاميذ، وهم يفتقدون أهم أساسيات الخدمات. ولم يكن الحال أفضل في قرية (الجامراب) رغم توصيل المياه لها، لانها غالباً ماتكون فى حالة انقطاع ، مما يترك آثاراً عميقة في العملية التعليمية في المقام الأول، حيث تسببت في عدم استقرار طاقم المعلمين. وتحكى لنا إحدى المعلمات أن المديرة الجديدة لمدرسة القرية رفضت المكوث في المدرسة بسبب ازمة مياه الشرب الحادة فضلاً عن ملوحتها والافتقاد التام للماء الصالح للشرب، إلا أن المعلمات تعهدن لها بإحضار مياه صالحة للشرب لها من أم درمان لكي تبقى في المدرسة فقط، أما أهالي القرية وأولادهم التلاميذ والتلميذات فهم باتوا مستسلمين لقدرهم ، وهم مجبورون على تجرع الماء المالح الذي يجدونه بمشقة في ظل الانقطاع المستمر، فهم قد أصابهم يأس من أي بارقة أمل تصلهم وتنقذهم من شرب الماء المالح.. فأين ياترى المسئولون عن إمدادات مياه الشرب النقية الصالحة للمواطنين ؟. وفي قرية (قلعة محينة) تظهر أزمة مياه الشرب بصورة حادة لا تخفى على أحد، فالمياه المالحة هي سيدة الموقف، حتى أصبحت طاردة لأصحاب أمراض الكلى، ولا أحد يستطيع معرفة متى ستتوقف هذه المعاناة؟
والريف الشمالي أيضاً واستكمالا لواقع المعاناه كان لابد من الوقوف على الحال بالريف الشمالى بام درمان وتقصى حقيقة قطوعات مياه الشرب المتكررة وبصورة يوميه ، ووجدنا الحال ليس بأفضل من الريف الجنوبي أن لم يكن أكثر سوءا ، حيث الشلل أصبح كاملا فى إمدادات المياه ، وتتعرض عشرات القرى التي بلغت تحديداً (60) قرية لشح دائم في مياه الشرب نتيجة للقطوعات المستمرة، لذا لم يجد الأهالي بداً من الشكوى
|
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|