شاهدت لكم فلم عظماء الحوار (The Great Debaters) اخراج وبطوله دينزيل واشنطون (صور+ فيديو)

Quote: أعتبر الفيلم من أفضل الأفلام التى شاهدتها مؤخراً. الفيلم عن قصة حقيقية ( ولاية تكساس، 1930)؛ الكلية الجامعية الصغيرة، يصعد نجمها فى المناظرات، حتى تتمكن من الإنتصار Black Wiley College على جامعة هارفرد العريقة. السجال أكثر من بديع و يدور فى فلك القضايا المُلِحة و المصيرية والتى كانت محور الحياة فى ذلك الوقت ( خصوصاً بالنسبة للأمريكين من أصل أفريقى ). على الرغم من ذلك يتم التعامل مع هذه المناظرات بهدوء غير مخل. يبرز صراع العقل ( الذى يمثل المصالح )، و القلب ( الذى يمثل العاطفة الإنسانية من أقصى إعتدالها فى الحب الى أقصى تطرفها فى العنصرية و الكراهية غير المبررة). يكون الضمير القاضى الذى يفصل فى الصراع داخل النفس البشرية و يتعداها الى المجتمع بأكملة. مثل هذا الجدال البناء يساعد المجموعات فى أخذ حقوقها المهضومة و المجموعات المقابلة فى العودة الى الضمير الإنسانى ( سيادة المعاير الأخلاقية ). الفيلم عبارة عن دراما إنسانية تحلق بالمشاهد فى عوالم الإبداع حيث يتحقق : - الضحك الذى يملأ القلب (بساطة، صفاء و عفوية ). - البكاء ( الذى يجلى النفس البشرية و يوقظ الضمير الإنسانى ). من ثم التفاعل و التشجيع مع إنتصار قيم الخير و العدل. النقاش البناء هو الرؤية التى يحتاجها الوطن . ليكن الطريق الى الأهداف التى تصب فى المصلحة العامة ؛ نقاشاً هادئ نقدم فيه الضمير ( القاضى و أمام العدل ) على العاطفة التى غالباً ما تميل بقوة تجاه الأرحام و القبائل و الأعراق. و نقلل من مسألة النظر الى الأمور بمعاير المصالح فقط ؛ هذه المعايير و التى يصعب التحكم فيها فى معظم الأوقات فيجنح الأفراد و الجماعات الى إهدار حقوق الغير فى سعيهم المحموم نحو تحقيق المصالح الشخصية. صراع المصالح يمثل المهدد الأقوى للتعايش السلمى و إفرازاته تكمن فى ( المحسوبية، و الإنحياز )، و تتوسع لتشمل الظلم بكل ألوانه و الفساد؛ و الغاية إعلاء النوع و العرق على أنقاض مكاسب الغير بما فيها الإلهية مثل ( الحرية، العدل و الإعتقاد ). العنصرية وهى الجنحة التى لا أجد لها ما يشفع. اذا حدث ان تصور الفرد أنه مكان الأخر المظلوم، سيحدث ايقاظ للضمير؛ فإذا ما وجدت الإرادة يكون الفرد أداة تغيير فاعلة فى المجتمع. فى معظم الأحيان لا ينتصر الخير من تلقاء نفسه، لذلك لا بد من بذل الجهد لإعلاء قيم العدل و السلام. هنا يجب إعمال العقل حتى تتحقق المكاسب و تختزل الأثار الجانبية، فالإجتهاد من أجل القيم الإنسانية يتم فى حضور الهدوء، الصبر و المعايير الأخلاقية. ( لا يرد الظلم بالظلم، لأجل الخير العدل أولى ). فى المسير نحو هدم صروح الظلم لا بأس فى تغيير العادات، التقاليد و الاعراف. الفيلم جدير بالمشاهد و يفتح البصائر نحو نقاش يحرر العقل و يفعل دور الضمير.