قطع الطريق أمام مساومات الأحزاب ... الحكومة القادمة حكومة برنامج التفويض

Quote: أخي ناصر ما تسميه مطالب قبل الانتخابات هو لوي لعنق الحقيقة، فمن يقول لن أشارك في الانتخابات حتى تحققوا لي كذا وكذا فهذه مساومة... ومن يمانع حتى تدفع له المليارات هذه أيضا مساومة وحدث ولا حرج في ذلك. [/QUOTE كان الصادق المهدي يرجو في خمسين في المائة نزاهة وقد أبدي قدر من المرونة ليخوض الإنتخابات ولكن حتي هذه الخمسين في المائة نزاهة لم يجدها. وقد أثنبت الإنتخابات أن نسبة التزوير كانت مية في المية. ولا يصح طبعا التخليط بين مطالب مشروعة في أي ديمقراطية أن تكون الإنتخابات حرة ونزيهة وبين المساومات. وهكذا فإن رغب نافع في حكومة تخص مؤتمره الوطني فعليه إسكات أصوات تطالب بغير ذلك من داخل حزبه وبعد داك قشة ما تعتر ليه. نجي للموضوع الثاني وهو رأيك في البشير ومنافحتك عنه فأنت تقول Quote: وعن الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير، أرجو أن تسمع مني قول فقط للتذكير ليس للفخر والتباهي والمزايدة على أحد، فهو عفيف صادق، من أعز وأنبل عائلات السودان كما أنت وغيرك من السودانيين، ولأنه أصبح شخصية عامة، رئيسا للسودان أبى من أبى ورضى من رضى، فقل أنت وغيرك ما شئت من القول، الطيب للطيبين، والخبيث للخبيثين. العميد حينها البشير كان قد أدي القسم علي حماية الدستور والبلاد من وبذلا من ذلك إعتدي علي أجمل أحلامنا في وطن خير ديمقراطي، ففي جنح ليل بهيم تحرك بمعية حزب دخل في إنتخابات حرة ونزيهة ولم يرضي بنتيجتها وقضي علي الديمقراطية وعلق الدستور وأدخل قادتنا المنتخبين السجن وعذب معارضيه حتي الموت في بيوت الأشباح وشرد آلاف من أشرف وأنبل وأعز أبناء السودان في المنافي وبلاد اللجوء. البشير تحرك لإيقاف إتفاقية سلام كان معقود العزم علي إمضاءها في يوليو لعام تسعة وثمانين. وبدلا من السلام أدخل البلاد في لجة حرب ضروس مات فيها وبسببها الملايين من أعز وأنبل أبناء السودان وتعطلت معايش الناس وتخرب العمران. وها هو بعد كل هذا يرضي بإتفاق سلام °° نحمد له أنه أوقف جريمة الحرب°° ولكنه جاء للحكومة المركزية بأقل ما كانت تفاوض عليه في تسعة وثمانين. إتفاق سلام محصلته النهائية هو ضياع السودان الذي نعرفه، إنفصال الجنوب وربما جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور. ومع كل ذلك وبعد أن جرب فينا المجرب من مشروع حضاري ودولة دينية مقدسة ثم تخلي عنهم، تتوقع من الشعب السوداني أن يتوقع خيرا منه؟؟؟؟؟؟؟؟ ثم هل تعلم ماذا صنع هذا العفيف الصادق برفاق سلاحه والذين حاولوا الإنقلاب علي حكومة إنقلابية؟؟؟ قتلهم بدم بارد في نهار رمضان، ثمانية وعشرون منهم، هذا غير كثير آخرين قضوا في بيوت الأشباح أو أرسلوا لمحرقة الحرب في الجنوب. وآخرين كثيرين قتلوا في دارفور وفي بورسودان وفي كجبار وفي مباني الأمن في الخرطوم ذاتها.. والموضوع الثالت هو تأثرنا بالدعاية الغربية والصهيونية Quote: أخي ناصر، أمل أن لا ننجر وراء إعلام الغرب وساسة الغرب الذين يأتمر جلهم بإشارة من اللوبيات الصهيونية في دولهم، وتعلم أن كثير منا تثقفوا بالثقافة الغربية ووجهوا بغسيل أدمغة شاءوا أم أبوا، إلا من رحم الله. تعرف، رغم حرصي علي قراءة الجريدة المحلية ومتابعة الأخبارفي التلفزيون هنا فإنه قلما أجد موضوعا عن السودان، وهذا محزن ومثير للتساؤل: من عينة وهوالسودان ما مهم كدا. الحال أن جل معلوماتي عن السودان أتلقاها من صحف الحكومة وتلفزيونها وصحف عربية وتلفزيونات عربية كالجزيرة والعربية. ومعلومات أخري من النت وسودانيزأونلاين. ولا مرة شفت تلفزيون إسرائيل أو صحفها.. ويندر أن تدخل بيت سوداني ولا تجد فيه التلفزيون السوداني أو الجزيرة. وقد أندهشت لمدي متابعة السودانيين هنا لتلفزيون السودان وأخباره، أكثر مما يحدث في السودان. فلو كنت تظن أن رأينا في البشير وحكومته مجرد تأثر بالدعاية الصهيونية فكر مرتين. هذه من قبيل إتهام المخالفين في الرأي بما يكرهون وليس منتجا لأي حوار أن تقول للمحاور : دا ما رأيك دا تأثر بالإعلام الصهيوني فإنت يا مخالفي ومعارض الديكتاتور دماغك مغسول. فلو أنك أعدت قراءت موسم الهجرة للشمال للطيب صالح لوقفت علي مسأةل صراع الحضارات وصراع الشرق والغرب أو الشمال والجنوب. أو أقرأ كتاب إدوارد سعيد عن الإستشراق، عن هذا الصراع وأكثر وكيف نجد أنفسنا ونحدد لها مكانا في ضخم رؤية غربية إستشراقية لحضارتنا. وموضوع طريقة الحوار وإحترام المتحاور فأنت تقول Quote: أحسب أنه إذا أحترم كل منا الآخر وعدم مخاطبته كأنه "شيء وعدو" وتحاشى الإتهامات الفاحشة للآخرين، جريا وتبعا بدون روية لإعلام غربي متصهين، عندها يمكن للحوار أن يتواصل ويثمر. قرأت ما كتبته مجددا فلم أجد ما يشي بعدم إحترامك ولا إحترام المتحاورين في هذا المنبر، ولو تفضلت بإيراد بعض الأمثلة لما تقول عن هذه الإتهامات الفاحشة تكون فعلت خيرا وينوبك ثواب. وأحمد لك مجددا رغبتك في حوار متواصل ومثمر إن شاء الله وعن العداء للغرب. فلو تعلم بأن أكثر حكومة تتعاون مع الأمريكان في تصفية ما يسميه الأمريكان الإرهاب هي الحكومة السودانية. رشحت أخبار كثيرة وأقر بذلك بعضا من أعوان ومناصري الحكومة في هذا المنبر وممكن نجيب ليك أمثلة لما نقول. والموضوع المهم الأخير هو وحدة السودان فهنا أنت تقول Quote: أما عن وحدة السودان فقد عملت لها ثورة الإنقاذ منذ أن تسلمت مقاليد الحكم في بلد منكسر منهزم من قوات التمرد، الذين قال أحد قادتهم في حديث "المراجعات" بقناة النيل الأزرق، أنهم كانوا إنفصاليين حتى النخاع، لكن بجهود القادرين من قادة الإنقاذ وتوفيق من الله كان السلام وكانت اتفاقية (نيفاشا)، فحفظت الإنقاذ للسودان وحدته، ودماء ومصالح المواطنين، وحمت حدوده من التغولات الإقليمية والدولية. الإنقاذ لم تنتصر في الحرب. وإتفاق نيفاشا ليست وثيقة إنتصار، هي في أحسن الأحوال صلح بين طرفين عجزوا عن الإنتصار في الحرب. والصلح خير، ولكنها لم تأتي بوحدة السودان. بل جاءت بالإستفتاء علي تقرير المصير ومن ثم الإنفصال. وهي نتيجة معروفة سلفا. وهكدا تكون الإنقاذ قد فرطت في السودان ووحدته. وكان المحافظة علي وحدة السودان حجتها الأساسية في إستيلائها علي السلطة . قاعدين ليه إذا كان سبب محيئهم للسلطة هو الإدعاء بحسم التمرد والمحافظة علي السودان وهاهم لا يفعلون؟؟؟؟ ما غايب علينا أنهم وبعد أن ضحوا بالخيرين من أبناء الحركة الإسلامية في الحرب الجهادية إستطاب لهم حلوالعيش ورغده فولغوا فيه . فبدلا من تقشف أبوذر وعدل عمر بن الخطاب الذي وعدونا هاهم ينعمون في ريش معاوية بن سفيان وثريد إبناءه من بعده الوليد ويزيد. وكما قلت لك من قبل إن الإنقاذ صرح بني علي باطل وهو إغتصاب السلطة وسرقتها. وبإتفاق كل جمهور علماء المسلمين فإنه لا بيعة لمغتصب لشبهة الإكراه. وها هي السنوات العشرون وأكثر رأينا فيها العملاق مشروع الجزيرة والدي سند السودان طوال خمسين عاما أو يزيد من عمره يحال إلي خراب بفعل سياسة نأكل مما نزرع. وهاهي السكة والتي كانت تجوب البلاد من أقصاها إلي أقصاها تصير مجرد ذكريات وهاهي محالج القطن في بركات الحصاحيصا ومصانع النسيج في مدني والحاج عبدالله تحال إلي خراب بفعل سياسة نلبس مما نصنع وضاعت مجانية التعليم والصحة وضاع المال العام سرقة وإختلاسا وقروض بنوك في ظل المشروع الحضاري ودونك تقارير المراجع العام بأنهم لم يكونوا القوي الأمين والذي وعدوا ونواصل في الحوار متي رغبتم في ذلك