|
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! (Re: عبده حماد ابراهيم)
|
المشهد الثالث : الخطاب السياسي العام... بلاشك أن الخطاب السياسي الاعلامي الذي يصدره اي كيان سواء كان هذا الكيان حزب حكومي او حزب معارض يساهم في تشكيل الراي العام ؛كما أنه يسوق الي الأيدلوجية التي تنطلق منها تلك الكيانات ؛ لذلك يعتبر دور الخطاب الاِعلامي من وجهة نظر كثير من المفكرين بأنه أحد العناصر التي تأثر علي الحياه العامة . لذلك اي خطاب مؤسسي يحتاج الي مادة او أهداف يسوقها لدي الجمهور؛ وفي العملية الانتخابية الخطط والبرامج التي يطرحها الحزب او الكيان خلال المناظرات العامة هي التي تحتاج الي تسويق وسط المجتمع لانها تتمتع بأهمية كبيرة ؛ وتنبع أهمية البرامج الانتخابي بأنه أحد مكونات العملية السياسية ولديه القدرة الكاملة في تحقيق التعبئة والتماسك الاجتماعي . ولكن اذا اردنا اِجراء تحليل المضون لخطاب المؤتمر الوطني وكذلك خطابات المعارضة التي تمت خلال الحملة الانتخابية نجدها شابها الكثير من العيوب والاخطاء ؛ فبالنسبة للمؤتمر الوطن برزت الايدلوجية الدينية في خطابه بشكل أساسي وهي في الواقع والممارسة غير موجودة اِطلاقة خلال مسيرة الانقاذ الطويلة ؛ فقط تم توظيف الدين في حرب الجنوب عندما حولت المطالب السياسية الي حرب دينية ؛ ووجدت التعاطف من دول العالم الاسلامي ؛ ولكن بعدها اِنخفضت الايدلوجية الدينية في خطاب المؤتمر الوطني الي أن عاودت الظهور خلال هذه الانتخابات ؛ وهذا يؤكد بأن الوطني يوظف الدين لتعبئة الجماهير لاغراض محدده فقط؛ ولكنه يحجب الدين في ممارساته العامة مثل قتل النفس التي حرمها الله . وايضاً جاء خطاب المؤتمر الوطني خلال الحملة الانتخابية ملئي بعبارات التهديد والوعيد مثل " الضرب ؛ قطع الرقبة ؛ وقطع اللسان ؛ الطرد ؛ الدهس بالجزمة ؛ الجلد لشاربي الخمر ؛ الخ " اضافةً الي عبارات العنف اللفظي مع منافسية من الاحزاب السياسية ؛ وذلك من خلال وصفهم بالعمالة ؛ وشكويتهم للاسياد؛ والمعني هنا الدول الغربية ؛ هذه العبارات وغيرها كانت تفتقر لللياقة السياسية ؛ وتعمل علي هدم التماسك الوطني ؛ و هي عبارات يمكن اِستخدامها في ساحات الحرب وليس في مجال التنافس الديمقراطي ؛ لذلك كان معظم الشعب السوداني يسخر من الخطاب السياسي ؛ ويالف فيه النكات والروايات المضحكة والتي لا تخلو من السخرية . أمٌا فيما يخص خطاب المؤتمر الوطني الخاص بانجازات الانقاذ خلال 21 عام ؛ ركز بشكل أساسي علي الكباري والقناطر الصغيرة التي تم تشيدها علي النيل في داخل ولاية الخرطوم ؛ وكذلك ركز علي أنه سيهتم بميادين الرياصية اضافةً الي بعض الكيلومترات من الطرق ؛ ولكن اذا قسنا هذه الانجازات بحجم الدمار والتخريب الذي تم خلال 21 عام للمرافق العامة نجد حجم الانجاز اقل بكثير من حجم الدمار ؛ ومن المضحك حقاً بأن المؤتمر الوطني بعد 21 عام يتكلم عن خطة خاصة بالزراعة سوف ينفذها خلال المرحلة القادمة ؛ علما بان الانقاذ هي التي دمرت البنية التحتية للزراعة. اما الموضوعات التي توقع المراقبون أن تجد حظها في خطاب المؤتمر الوطني ؛ ولكنها اختفت منه ؛ مثل الاِعتزار للجماهير عن بعض الممارسات التي تمت بحق الشعب لا سيما في دارفور؛ خاصة وأن هناك اعتراف من الرئيس بأن عدد الضحايا عشرة الف فقط وليس 300 الف كما ذكرته الامم المتحدة ؛ فمن الواجب كان يعتزر المؤتمر الوطني لاهل الضحايا ؛ لان الاعتزار عن الخطأ يشجع علي التماسك الداخلي ؛ وهي سمة من سمات النضج السياسي ؛ ولكن الخطاب عجز في أن يتطرق الي هذه القضية اطلاقاً ؛ وكذلك اختفت رؤية الوطني حول مسالة الوحدة والانفصال ؛ فلم تقدم اي افكار في هذا الجانب ؛ فقط اكتفوا بأنهم حققوا السلام ؛ وايضا من الموضوعات المهمة التي غابت عن النقاش هي مسالة العلاقات الدولية في ظل وجود الاِتهام المقدم من محمكة العدل في حق رئيس المؤتمر الوطني ؛ فتوقع الكل بأن يتضمن الخطاب رؤية واضحة للتعامل مع ملف الجنايات ؛ ولكن للاسف الشديد قد سقطت هذه الافكار في زحمت الشتائم المتكرره لاوكامبو والاحزاب السياسية الاخري . امٌا خطابات القوي السياسية جاءت متباينة مابين طرح الافكار والدفاع عن المواقف ؛ فمعظم القوي السياسية في مسالة الوحدة والانفصال كانت تركز علي الجوار الاَمن أكثر من الوحدة الجازبة ؛ وكذلك بنت خطابها علي مظالم الانقاذ ؛ وعلي المطالبة بالحقوق والحريات العامة ؛ رغم وجود مساحة كانت كفيلة بان تقدم الاحزاب خطاباً يبني عليه مستقبل السودان ؛ ففي مسألة الوحدة معروف بأنها ترتبط اِرتباطاً وثيقاً بمفهومي الولاء والاِنتماء ؛ وهما جزء من مقدمات الوحدة الوطنية ؛ لذلك كان من واجب الأحزاب أن تقدم خطاب يعتمد علي قيم ومفاهيم الولاء والانتماء للدولة السودانية بصورة أشمل من الاِنتماءات الفرعية ؛ وتقدم نقداً موضوعي لممارسات الماضي حتي تشجع تماسك المجتمع الذي بدوره يقرر عملية الوحدة الطوعية ؛ وكان يجب أن لا يبني الخطاب علي أساس المظلمة ؛ لان ذلك يضعف الحزب امام الجمهور بأنه لا يستطيع أن يحميه من قهر السلطة اذا لم يفوز في الانتخابات ؛ فبناء الخطاب علي المظلمة يترتب عليه نوع من انواع الحقد والانتقام وبالتالي يؤثر علي عملية الاِصلاح السياسي ؛ وهذا ما وقع فيه خطاب المؤتمر الوطني الداعي الي الحرب اكثر من المصالة الاجتماعية ؛ وهذه الانواع من الخطابات لا تتناسب مع مشروع التحول الديمقراطي ؛ فمن الواجب كانت القوي السياسية بما فيها المؤتمر الوطني أن تقدم خطاباً تؤكد فيه للراي العام أن بناء الدولة السودانية الواحدة يتطلب تحول ديمقراطي حقيقي يبدأ من داخل الاحزاب السياسية نفسها ؛ وفق الاِراده الشعبية الحره دون اِكراه او اِقصاء لاحد مكونات المجتمع السوداني ؛ وتبرز من خلاله القيم التي تحقق الوحدة الوطنية ؛ وهي قيم المحبة ؛ والمودة ؛ والتسامح ؛ والولاء للوطن الكبير والاعتراف والاعتزار عن ممارسات الماضي التي تمت الي جماهير الهامش السوداني.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:17 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:20 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:22 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:25 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:27 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:30 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:32 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:34 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:36 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:38 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:40 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | سيف اليزل برعي البدوي | 04-27-10, 07:42 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:42 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:44 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:47 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 07:52 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-27-10, 05:49 PM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | أحمد الشايقي | 04-27-10, 05:58 PM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-28-10, 09:17 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | مهند عبدالسلام | 04-28-10, 09:35 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-28-10, 10:13 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-28-10, 10:49 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-28-10, 11:49 PM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-29-10, 08:47 AM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | عبده حماد ابراهيم | 04-30-10, 12:27 PM |
Re: النص...الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان...! | أحمد الشايقي | 05-09-10, 11:19 AM |
|
|
|