|
الأفق الآخر.. ليست هناك أجنحة في الحركة الشعبية..
|
الأفق الآخر عبد الله حمد عقيد
الشعبية.. ليست هناك أجنحة
ظل كثير من الكتاب والمحللين يتحدثون عن ما يعتبرونه خلافات بين جناحين في الحركة الشعبية، وخاصة الكتاب الذين يتخذون موقفا مناوئا للحركة بصفة مطلقة، ولكن الذي ينظر إلى الأمر بقليل من الموضوعية، سيكتشف بكل يسر أن الحركة الشعبية كيان موحد يقوده الفريق سلفا كير ونائبه رياك مشار، بجانب مكتب سياسي متناسق.. وأن ظل شخصان فقط من أعضاء هذا المكتب السياسي يمثلان (تيارا) داخل الحركة يسعى لتحقيق أهداف بعينها، والشخصان هما الأمين العام للحركة باقان أموم ونائبه ياسر عرمان، وأهدافهما هي تنفيذ الرؤية التي كان يتبناها قائد الحركة الراحل د. جون قرنق بالسعي (لتحرير) السودان بأكمله والسيطرة عليه لتحويله إلى (سودان جديد)، وهي الرؤيا التي لم ولن يتبناها سلفه الفريق سلفا كير، لأكثر من سبب، أولها وأهمها أن سلفا كير ليس جون قرنق، وهو أول من يدرك ذلك ويعمل من خلال هذا الفهم، فرؤية قرنق وعلاقاته وطموحاته وتخيلاته ودوافعه، شيء مختلف تماما عما يراه القائد الحالي للحركة الشعبية، وعما يسعى أليه. ولا يعني ذلك البتة أن سلفا كير (انفصالي)، فهذا أيضا مفهوم يحاول الكثيرون ترسيخه في أذهان الناس استنادا إلى مواقف ورؤى سابقة للفريق سلفا، متجاهلين مواقف الرجل وتصريحاته منذ استلامه زمام القيادة في الحركة الشعبية بعد رحيل قائدها السابق. القصد أن ما يثيره الأمين العام للحركة ونائبه من خلافات وآراء مختلفة وأحيانا مناوئة لرؤية القائد سلفا لا يعني أن الفريق سلفا كير ونائبه وبقية مكتبه السياسي يمثلون جناحا في الحركة وأن باقان وعرمان يمثلان الجناح الآخر.. فهذا أمر بعيد تماما عن الواقع والمنطق، فهذان الرجلان حتى وإن اضيف لهما معظم القياديين بقطاع الشمال لا يتعدون كونهم يمثلون تيارا داخل الحركة الشعبية. أما الحقيقة الأخرى الغائبة عن أعين المتناولين لشأن الحركة الشعبية فهي أن قائد الحركة لم يتعامل يوما مع هذا التيار بشكل خلافي يوحي بأن هناك جناحا يخالفه الرؤى والأهداف، بل كان على الدوام بنوع من الرعاية وبأسلوب إرخاء الشعرة، وكثيرا ما يتركهم حتى (يصلوا الميس) فيما يتبنونه من مواقف، ليعود وينسف ما سعوا إليه في اجتماع رئاسي أو عبر اجتماع للجنة المشركة. وقد اتضح جليا في الفترة الأخيرة ومن خلال مسألة ترشيح ياسر عرمان للرئاسة وسحبه من السباق ثم التعاطي مع موقف قطاع الشمال بالانسحاب من الانتخابات، اتضحت استراتيجية سلفا في التعامل مع هذا التيار.. أما موقف سلفا من الوحدة والانفصال.. وقراءة ما حدث مؤخرا في قطاع الشمال فسنتناولها بإذن الله في عمود قادم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|