|
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان (Re: كمال ادريس)
|
عفوا فتلك "القطعة" كانت المادة الثانية .... واورد هنا المادة الاولى التي كان عنوانها "النكتة" قوة التغيير الناعمة في السودان
وهذا رابطها : http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3482&id=144064
Quote: الخرطوم: عمر المضواحي انطلقت أول من أمس انتخابات سودانية هي الأولى منذ ربع قرن وسط ارتباك شديد، وهدوء حذر وانتشار أمني مكثف ،فيما أدلى الرئيس عمر البشير ونائبه الأول سيلفا كير بصوتيهما بالخرطوم وجوبا، في وقت أعلن فيه بضعة مرشحين عن انسحابهم من المنافسة لما اعتبروه ( فشلاً في التنظيم)، فيما خطف مجهولون سبعة صناديق اقتراع في الخرطوم. في غضون ذلك اعترفت مفوضية الانتخابات السودانية أن الانتخابات لن تكون كاملة وفقاً للاشتراطات المثلى معتبرة أنّها تمثل بداية للتحول الديموقراطي، كما أقرت بتأثير بعض القوانين المقيدة للحريات. --------------------------------------------------------------------------------
الحياة تسير ببطء وبرتابتها اليومية في شوارع الخرطوم. في النهار تثير إطارات السيارات والشاحنات وعربات الأمجاد و(الركشا) نقع أتربة الطرق غير المعبدة، لتغطي كل لوحات وصور الدعاية الانتخابية. منتصف ليل السبت – الاحد، توقفت آلة الدعاية للمرشحين عبر جميع وسائل الإعلام، ولم تتوقف آمال السودانيين في غد أفضل، وهم يحثون الخطى نحو أعمالهم عند تمام سطوع شمس يوم جديد. في المساء يتحلق السودانيون في مقاهي الأرصفة ليبدأوا "ونسة" جديدة حول الانتخابات والمرشحين ومستقبل البلاد والعباد، تحت أنغام الموسيقى الشعبية بسلمها الخماسي الذي لا تخطئه أذن، وضحكات مجلجلة حول نكتة جديدة أو حادثة طريفة، مغموسة في أكواب الشاي أو القهوة المحلية. السودانيون يعالجون أرواحهم بثلاثة أمصال لا رابع لها: الوجد الروحي المتوقد بمحبة النبي وآل بيته، وبالموسيقى الصادحة في كل مكان، أو بالذهاب بعيدا في فن النكتة، واستحلاب الضحكات من كل موقف عابر. قبل توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع بـ 48 ساعة صدرت صحيفة (أسمار الحلمنتيشي) وهي يومية مختصة بالنكتة والطرفة اللاذعة. وهي جريدة في ثماني صفحات فقط لا توفر واردة أو سانحة من غير تعليق ساخر باللهجات المحلية الدارجة، أو برسم كاريكاتوري يراوح مكانه بين الكوميديا السوداء، أو فن إشاعة النكتة البيضاء. في مدن السودان الرئيسية أصبـح للنكتة فرق جائلـة، وبـات من الرائـج حضور عـروض مسرحيـة فرديـة، تحاكي في شكل بدائـي مسارح الـ(One man Show)، وبات كثير من الأسر أو المطاعم السياحية تلجأ للاستعانة بهم لإحياء المناسبات العامة أو الخاصة. مجموعة صغيرة من الشباب يحمل أحدهم مخزونا هائلا ومتجددا من آخر الطرف أو صناعتها، فيما يحمل الآخر أدواته الموسيقية، وثالث لهندسة الصوت، ليقدم الجميع فواصل متواصلة من النكت والطرائف وتقليد الشخصيات، وكل ما يفتر الشفاه عن ضحك متواصل لإدخال البهجة إلى نفوس الحضور، مقابل رسوم معلومة ومتفق عليها. رغم الزحام، وضعف البنية التحتية، وغلاء أسعار البضائع المستوردة، إلا أن السودانيين يتمسكون بعروة التهذيب الشديد. من النادر أن تسمع كلمة بذيئة في الشوارع أو الطرق، اللباقة وضبط النفس يبدوان كخط أحمر ملزم للجميع، على الأقل هذا هو المشهد العام في العاصمة الخرطوم. في الحياة السياسية، تسخن الألسن وتجيش النفوس، لكنك أبدا لن تسمع (قلة أدب) بين الخصوم أو الفرقاء. ربما يعتلي المنصة منافس، فيمطر خصمه بنقد حاد متواصل أو بتشكيك في برنامجه الانتخابي، وفي المساء تجدهما معا يتسامران ويضحكان وكأن ما كان سحابة صيف لا أكثر. ازدهار الحياة الصحفية وتوزيع أكثر من 57 صحيفة كل صباح تبدو كمصابيح تنير الطريق الى مستقبل جديد. الصحف وحرية الكلمة شاهد حي لا يمكن غض النظر عنه. إنه أكسير الحياة الديموقراطية، وقلبها النابض، كما يفسره رجالات الحرف والحبر. السودان حالة خاصة. وشعب وحياة يجب قراءتهما من جديد. وتجربته الانتخابية الجديدة، بعد خمسة وعشرين عاما من لعب خشن في الحياة السياسية، يجب النظر إليها الآن بجدية أكبر. ربما تكون هي التجربة الأكثر تماسا مع الشعوب العربية المتعددة الأعراق والمذاهب والمشارب السياسية والاجتماعية. وعند فشل هذه التجربة سيعود السودان برمته الى المربع الأول، حيث كان. في ردهات فنادق الدرجة الأولى القليلة، تتزاحم مناكب أكثر من 350 إعلاميا من المراسلين والصحفيين الأجانب، مع نحو 825 مراقبا دوليا قدموا من نحو 28 دولة من مختلف القارات الخمس. العالم سيشاهد تقارير حية وبثا مباشرا في جميع ولايات السودان الـ 25،لكنهم أبدا لن يشاهدوا تداخل الديني في السياسي وسيطرة المنابر والمآذن على المشهد الاجتماعي، ولا خصوبة أرواح أكثر من 16 مليون ناخب يحملون بطاقات لتكثيف حزمة شعاع الأمل في المستقبل، ولا وفرة الخبز واللحم وقوت الكفاف في المتاجر وحوانيت البقالات، ولا استمرار التيار الكهربائي على مدى الـ 24 ساعة، ولا محطات البترول التي توفر سوائل النقل العام والوقود بلا انقطاع، أو حتى أعمدة إشارات تنظيم المرور، وكل ذلك لم يكن متوفرا بشكل مستمر قبل أقل من خمس سنوات. ربما يقفون أمام أصوات تبحث عن الشخصي قبل العام، وبالتشكيك والتخوين وامتهان ذاكرة الجمهور الحية، أو ربما ينتقد بعضهم عدم وجود لوحات تعلوها صورة الكولونيل هارلند ساندرز عجوز كنتاكي الشهير، أو علامة (M) ماكندولندز او قبعة البيتزا هات، ومطاعم الوجبات الأمريكية السريعة. هناك شيء يتغير على مسرح الأحداث في السودان. شيء إيجابي بكل تأكيد لمن عرف السودان وتاريخه القديم والحديث، لن يراه إلا من يملك القدرة على تفسير حالة الرضا والصبر الجميل، وفهم سر البسمة وضحكة (القلب) التي يصافح بها السودانيون كل قدم تدب على أرض نيلها الخالد. ابحث عن سر البسمة، وستعرف وجه السودان الحقيقي دون الحاجة الى ضرب الرمل، أو تقليب كتشينة ورق الحظ !
|
|
|
![ICQ](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | كمال ادريس | 04-18-10, 01:06 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | كمال ادريس | 04-18-10, 01:10 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | كمال ادريس | 04-18-10, 01:20 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | الصادق صديق سلمان | 04-18-10, 01:31 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | كمال ادريس | 04-18-10, 01:38 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | Abobakr Shadad | 04-18-10, 03:03 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | عبد اللطيف السيدح | 04-18-10, 03:24 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | كمال ادريس | 04-18-10, 03:36 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | عمر التوم | 04-18-10, 08:53 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | ابوحراز | 04-18-10, 10:26 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | كمال ادريس | 04-19-10, 12:31 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | كمال ادريس | 04-27-10, 02:58 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | كمال ادريس | 04-27-10, 03:00 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | الطيب مصطفى | 04-27-10, 03:12 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | adam alamar | 04-27-10, 04:00 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | كمال ادريس | 04-28-10, 04:31 PM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | adam alamar | 05-21-10, 00:20 AM |
Re: الصحفي السعودي صاحب الحرف الانيق يكتب عن السودان | الصادق صديق سلمان | 05-21-10, 06:10 AM |
|
|
|