|
Re: إسحق أحمد فضل الله :المُخطط الذي يُنفّذ غداً.. (Re: بشير أحمد)
|
(4) ولما كان دكتور الخضر والي الخرطوم يعرض على الصحفيين الإعداد الكامل لقوات الأمن والإعداد الرائع لأجهزة متقدمة كنا نشعر بالحزن فالمجتمع الذي يشعر بالحاجة إلى كل هذا الجهد للتأمين هو مجتمع يفقد الآن.. الأمن والأمن هو الجنة الأعظم التي كان السودان يحيا فيها... والتي تجتهد الأحزاب لإخراجه منها (5) والحرب العسكرية ليست هي ما يجلب الخوف – الخوف يجلبه شيء آخر. وأحداث الجزيرة – وود نواوي ويوليو وحتى هجوم أم درمان لم تكن هي الخوف – فالعمل العسكري المباشر – مهما كان – ليس هو الخوف.. عادة.! الخوف الحقيقي تجده حين تمشي في الطريق.. الطريق المزدحم بالماره ذاهبين إلى السوق والعمل والمدارس والمستشفى و.. و.. وفجأة ينفلت هنا وهناك من بين هؤلاء المدنيين من يطلق النار والقتل والدمار و.. و الخوف الذي يدمر المجتمع تماماً يكون حين تتجه أنت آخر الليل قبل النوم مباشرة إلى إغلاق كل باب ونافذة ومنفذ في بيتك وأنت تشعر بالقلق – وحين تشعر بالفزع أن تأخر أطفالك خارج البيت وحين تنظر في ريبة إلى حائط جارك الخوف هو هذا..!! والخوف هذا الذي يجعلك في الطريق تنظر بمؤخرة عينك إلى الآخرين هو خوف تجلبه الحركة الشعبية إلى السودان كله.. والأحزاب عشيقة الحركة الشعبية تريد أن تصيب المجتمع كله بالعدوى هذه وتنجح وإلى درجة قيام أضخم عملية تأمين عسكري في تاريخ السودان. لكن – الأحزاب التي تطلق الذئب الجنوبي تفاجأ بشيء.. الأحزاب لا تعلم أن قطيع الذئاب بطبيعته الحقيقية ينطلق كله خلف الطريدة لكن الذئاب هؤلاء ما أن يتعثر واحد منها حتى يفقد معدته في لحظة.. ينهشها أقرب الأقربين إليه.. وأحزاب جوبا تتعثر والحركة تنهشها في لمحة واحدة.. الأحزاب – حتى اليوم – تجهل طبيعة المؤتمر الوطني. وحين كان الصحافيون يلتقون في مكاتب المؤتمر الوطني أمس يسألون عما يتوقعه الحزب من نتائج كنا نقف ناحية ينظر إلى مئات الشباب هناك يجلسون صفوفاً وكل منهم يحشر هاتفاً في أذنه – ويمناه تكتب.. وتكتب وكل منهم يلتقط ما يجري في مركز انتخاب ما في ناحية من السودان ويسجل.. ويسجل وعلى مدار الساعة وكل أنحاء السودان تلتقي هنا.. وتخطط من هنا.. وتنفذ وترسل للتنفيذ.. وأوركسترا واحدة تعزف و.. ولم نستمع لحديث الوطني عما يتوقع ولا حاجة للاستماع فقد عرفنا.. وكان الله في عون الأحزاب التي تواجه الوطني.!! وانتظروا مخطط تخريب الفرز.. والذي لن يحدث فالمؤتمر الوطني الآن هو الذي يدير السودان..
|
|
|
|
|
|
|
|
|