|
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)
|
شكرا أخ عمار لمرور ورفع البوست الحلقة (2) في 23 يونيو عام 1878م سافر يعقوب صنوع منفيا إلى باريس ومغضوبا عليه من قبل الخديوي إسماعيل باشا ، وبعدها بعام واحد فقط في 1879م سيسقط إسماعيل باشا من العرش بفضل ضغوط إنجلترا وفرنسا على الدولة العثمانية التي كان إسماعيل باشا تابعا لها. وقامت إنجلترا وفرنسا بدعم تعيين إبنه الضعيف محمد توفيق ليكون خليفته في منصب الخديوية على مصر ولم يكن عمره يتجاوز الـ 28 عام ( راجع الجداول الزمنية ) ولعلك تتساءل معي عن مدى الحنكة السياسية والتجارب الحياتية والذخيرة الفكرية لمثل هؤلاء الذين كانوا يتسنمون أرفع مراكز القيادة في دول العالم الإسلامي في ذلك الوقت بفضل ضغوط وتدخلات القناصل الأوروبيين ومن خلفهم نفوذ دولهم ذات الأيادي الواصلة في دهاليز الأستانة عاصمة الخلافة الإسلامية وهي تعيش سنوات ضعفها الأخيرة. لم تمض سوى عامين على تولي الخديوي محمد توفيق الحكم حتى اندلعت الثورة العرابية عام 1881م لأسباب وعوامل بدأت في التبلور منذ فترة حكم والده الخديوي اسماعيل والتي توصف بأنها أكثر الفترات كارثية في حكم الأسرة الخديوية على مصر والسودان ، وفي نفس الفترة في مارس اندلعت الثورة المهدية وكانت ضربة البداية معركة الجزيرة ابا في مارس 1881م. ونستعرض في هذه القراءات نماذج من مقالات يعقوب صنوع الساخرة في صحيفته الباريسية : أبو نظارة زرقا والتي كانت تكتب بخط اليد ويصل توزيعها حتى السودان ، وتوفر لنا هذه القراءات مع مراعاة الترتيب الزمني نظرة على واقع الحال السياسي في مصر والسودان في ظل حكم الخديوي إسماعيل ومن بعده إبنه الخديوي توفيق ، وبالرغم من كثرة ورود التعابير الإسلامية في صحيفة أبو نظارة زرقا إلا أن اعتقاد البعض انه قد أسلم ليس صحيحا ، فلدينا الكثير مما يثبت استمراره في الولاء لعقيدته اليهودية ، ولا يفوتنا أن نذكر أن يعقوب صنوع كان ماسونيا مثله مثل الكثيرين من اليهود العرب وأفراد الطبقة الحاكمة في ذلك الوقت ، وليس هذا مدار البحث في هذه المرحلة. ففي عدد 16 سبتمبر 1879م بعد فترة وجيزة من نفيه وفي مقالة هزلية يصف الأحوال في ظل الأزمة المالية الخانقة في أواخر عهد إسماعيل باشا قائلا وما حدث فيها من تنكيل في جمع الضرائب في مصر والسودان : ( … وأما الإسكندرية فلو رآها الإسكندر بانيها لتأسف على كثر الظلم والجور فيها ، وأما الشرقية فقد … وأما الغربية فقد … ، وأما دارفور وسائر بلاد السودان فقد فار عليهم تنور ظلم الخديوي وصاروا أمام وجهه كالبيضان ….)
نحن إذن أمام معلومة ، وهي أن الأزمة المالية والإفلاس الذي ضرب الاقتصاد المصري في مقتل بسبب إفراط الخديوي إسماعيل في الاستدانة الربوية والبذخ والإكثار من توظيف الأوروبيين بالرواتب الباهظة دفع ثمنه عامة الناس من الإسكندرية حتى دارفور وبلاد السودان ) ، ولماذا ميز الكاتب بين دارفور وبلاد السودان ؟ في تقديري لأن دارفور استمرت مستقلة منذ حملة محمد علي باشا على سودان وادي النيل عام 1820م ولم يتم ضمها للسودان إلا في وقت متأخر جدا وفي عدد 1 ابريل 1880م نجد تحليلا ساخرا يتناول بعضا من سيرة غردون خلال مأموريته الثانية بالسودان والتي حضر فيها حكمدارا على السودان ، ونتوقف هنا لنذكر أن غردون حضر للسودان في ثلاث مأموريات ، جاء في الأولى خلال فترة حكم الخديوي إسماعيل متعاقدا مع الحكومة المصرية لإكمال فتح وضم مناطق الإستوائية والبحيرات ، والثانية جاء في زمن الخديوي توفيق حكمدارا على السودان ، والثالثة خلال السنة الأخيرة من الثورة المهدية 1884م-1885م وهي التي قتل فيها. فماذا قالت صحيفة ابو نظارة زرقا في سياق تحليلها لسياسات غردون خلال مأموريته الثانية والتي سبقت احتلال مصر عام 1882 بعامين ؟ قال : ( إن دولة إنكلترا لكونها مضمرة على أخذ بر مصر دايما تريد توقيع الفتن في سياسة الحكومة لتنول غاياتها بسهولة ولذلك مذ ما كانت الأقطار السودانية تحت تسلط غردون باشا كان الشكل داير بينا وبين سي حنا الحبشي واول ما بسلامته نفض غزاله ورجع بلاد الغول مصر راقت والحرب انقطع والآن لابد أن الأمور تنعدل لأن الامير الشهير بحب الوطن الفريق عسكري رؤوف باشا تعين حكمدار السودان والامير المشهور بحسن السياسة حلمي باشا تعين حكمدر إقليم دارفور ….) .
ماذا نستنتج من ذلك ؟ نستنتج أن الدولة المصرية في ذلك الوقت كانت تقوم بالتعاقد مع أمثال غردون ممن يقومون بتوريطها في النزاعات الخارجية والفتن الداخلية خدمة لأهداف دولهم حكاما على أقاليمها التابعة لها ، فهل هناك غفلة أكثر من ذلك ؟ وكان ذلك قبل عامين من الثورة العرابية واحتلال الإنجليز لمصر 1882م وقبل عام واحد فقط من اندلاع الثورة المهدية في مارس 1881م ونواصل إن شاء الله تعالى كمال حامد ******************
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-13-10, 11:14 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | عمار عبدالله عبدالرحمن | 04-13-10, 12:38 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-14-10, 08:07 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-18-10, 11:39 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | 3mk-Tango | 04-18-10, 06:30 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | abubakr | 04-18-10, 08:06 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-20-10, 09:58 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | abubakr | 04-20-10, 11:06 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-22-10, 07:04 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-23-10, 10:28 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 04-28-10, 09:40 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 05-07-10, 08:43 AM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 05-17-10, 04:30 PM |
Re: صفحات من التاريخ…يعقوب صنوع (1838م -1912م): إعلامي يهودي مصري ناصر الثورة المهدية .. ‼ | كمال حامد | 05-22-10, 07:26 AM |
|
|
|