|
Re: الحرب في السودان لم تضع اوزارها ,,, على مهلي (Re: Amjed)
|
(2)
منذ أن بدأت ملامح هذا الوطن في التشكل...أخذت جموع ابنائه و نخبه من الحادبين عليه في الخوض باتون تجارب نضالية مجيدة للتقدم في اتجاه البناء المدني للدولة السودانية، ذلك البناء الذي يقوم على اسس فكرية و انسانية متينة مثل سيادة القانون ، معادلة الحقوق و الحريات في اطار المواطنة المتساوية ، و التخلص من ثيمات التمييز العنصري و الاثني العقيمة ,,, و غيرها و غيرها كثير من رايات العدالة الاجتماعية التي ما فتئت دائرة السرطان السياسي الذي استوطن بلاد السودان انزالها من خلال دوران عجلة الانقلابات العسكرية و الخيانات السياسية كل ما استبشر شعبنا بالحال و ان ابتأس...
و كانت اشراقات عظيمة تطل بين حين و حين على سماء هذه المعركة: نضالات النقابات العمالية ضد الاستعمار، جمعية اللواء الابيض ، مؤتمر الخريجين ، عبد الفضيل الماظ و علي عبد اللطيف، انتظام الحركة النسوية و انتصارها في معارك شرسة ضد قوى التخلف، بابكر بدري ، اعلان الاستقلال ، بطولات فكرية عظيمة لـ عبد الخالق محجوب ، محمد أحمد المحجوب ، الخاتم عدلان ، محمود محمد طه ، جون قرنق ... و كثر يعجز القلم عن حصرهم... و كانت هناك ايضاً كبوات كثيرة على الطريق ...
الا ان المعركة ظلت هي نفسها على الدوام و ان اختلفت السبل و اختلف الزمان... معركة التقدم الاجتماعي و البناء المدني لبلاد السودان. هذه المعركة ظل اتونها مستعراً الي يوم ربنا هذا بين معسكرين كبيرين و انتقل فيها مقاتلين كثر من هذه الضفة الي تلك ، و عانت صيروراتها كثيراً من الخيارات الخاطئة و الفرص الضائعة و الخيانات ضيقة الافق . كانت الحرب بين معسكر الحرية و السلام و العدالة مقاتلاً من اجل الديموقراطية السياسية كلبنة اولى في البناء المدني و بين معسكر الذاتية الايدولوجية او الاثنية او الطائفية و حتى الانانية الانسانية بشكلها البدائي البائس... و ظل هذا المعسكر يستعصى لقبحه و بؤسه و متناقضاته الكثيرة حتى على الوصف الواضح تحت ضوء الشمس ... و كما قلت فقد انتقل كثر من هذا المعسكر الي ذاك . من خارت قواه و نقص زاده عن مواصلة الطريق و من غلب اتفاق مصالحه الانية على تركيبه البنيوي و من حين لأخر من استيقظ ضميره و ابصر و لو بعد حين او عميت بصيرته و نسى نفسه و لو الي حين... فكم كنا نجد في تاريخنا السوداني قوى رجعية او تنظيمات طائفية تقاتل من اجل نظام ديموقراطي و لو شائه و كم كنا نجد افراد شرفاء و تنظيمات تقدمية في معسكر قمعي بائس ... و بعد ...
دارت عجلة التاريخ و السودان ما زال كما سيزيف يحمل الصخرة من اسفل الجبل الي اعلاه حتى اذا وصل القمة او كاد تدحرجت من جديد. و مأساته الأكبر هو تشتت المقاتلين في معسكر الخير و تفرق قبائلهم بين تنظيمات عاجزة و شائهة لها مصالح ذاتية او ايدولوجية او طائفية بل و حتى اثنية أخرى تعوقها على الدوام من الانتباه الي المعركة الاصل ، حتى جاءت الطامة الأكبر و سطا اخوان الشيطان الجبهويون على السلطة في السودان، و في بالهم تفاصيل مشروع محدد لاعادة صياغة الانسان السوداني بما يضمن لهم البقاء في السلطة ابد الابدين
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحرب في السودان لم تضع اوزارها ,,, على مهلي | Amjed | 04-10-10, 02:52 AM |
Re: الحرب في السودان لم تضع اوزارها ,,, على مهلي | Amjed | 04-10-10, 02:53 AM |
Re: الحرب في السودان لم تضع اوزارها ,,, على مهلي | Amjed | 04-10-10, 02:54 AM |
Re: الحرب في السودان لم تضع اوزارها ,,, على مهلي | Amjed | 04-10-10, 02:55 AM |
Re: الحرب في السودان لم تضع اوزارها ,,, على مهلي | Amjed | 04-10-10, 02:55 AM |
Re: الحرب في السودان لم تضع اوزارها ,,, على مهلي | Amjed | 04-10-10, 02:57 AM |
Re: الحرب في السودان لم تضع اوزارها ,,, على مهلي | Amjed | 04-10-10, 02:58 AM |
Re: الحرب في السودان لم تضع اوزارها ,,, على مهلي | Amjed | 04-11-10, 09:12 AM |
|
|
|