|
ورشة عمل اسفيرية حول الزواج و السنّ
|
خلال الربع الماضى، كتب الأخ الأمين موسى البشارى بوست بعنوان " العدد الحقيقى لمن فاتهن قطار الزواج مع شرح خطة الحكومة لحل هذه الأزمة(توجد محنة وربة وهجيج)". اطّلعت على ذلك البوست و لم يعجبنى الكثير مّما فيه (لأن البوست يستخدم البنات غير المتزوجات فى سن معينة، كمادة للسخرية. البوست أيضا يسخر من الصينيين. و نسبة لانشغالى فى ذلك الوقت، فقد كتبت للأخ الأمين أن البوست غير موفّق على الاطلاق. و قد عاتبنى الأخ الأمين مؤخرا و دعانى لتوضيح وجهة نظرى، فكتبت له،
"كنسوية و "جندرية" مازلت أرى البوست غير موفّق على الاطلاق لأنه يقوم بتنميط غير المتزوجات من أعمار معيّنة و يتخذهن مادّة للضحك، و يروج لنكات تسخر منهن و تقلل من قيمتهن و هذا غير موفق. هذه نظرة خاطئة و غير مواكبة فالبنات اليوم لا يضعن أيديهن على خدودهن و يجلسن فى انتظار العريس، و الزواج ليس بالضرورة من أولوياتهن! و بصراحة تعجبت اننى فى سنة 2010 و اقرأ فى بوست استخدمت فيه عبارات مثل "حسنات القطر فات" و شينة شناة مرة" و "بايرة لمن غلط" (اسفة لتكرار هذه العبارات هنا)! و جيّد أن معظم أعضاء البورد تجاهلوا البوست."
فكتب الأخ الأمين،
الجنـــدرية ندي علي
ســـــــلام من تاني،،،
Quote: فالبنات اليوم لا يضعن أيديهن على خدودهن و يجلسن فى انتظار العريس، و الزواج ليس بالضرورة من أولوياتهن!
توجد مشكلة حقيقة تواجه الشباب والفتيات في مسائل الزواج ، والكوميديا هي أحد اشكال التعبير عن مشاكل المجتمع وأحدها مشكلة العنوسة"
و مع تحفظى على مفردة "العنوسة" فقد فكّرت أننى قمت بالتعميم حين تحدّثت عن أن "البنات اليوم لا يضعن أيديهن على خدودهن و يجلسن فى انتظار العريس." فبالرغم من أن كثيرات جدّا يفضّلن عدم الزواج على الزواج فقط من أجل الزواج حتى و ان كان ذلك ممن يرين أنه لا يناسبهن، أو يعيق تطورهن و مساهمتهن فى المجتمع و الشأن العام، الخ، فان كثيرات أيضا، و بسبب التنشئة، و ما تكرسه القصص التى تسمعها الصغيرات/الصغار فى الطفولة، مرورا بالمسلسلات و الأفلام و الكتب التى تتحدّث عن "فارس الأحلام"، و دعوات مثل "السنة الجاية عروس"، و توقعات المجتمع بصورة عامّة، يرين أن هويتهن لا تكتمل الا بالزواج و تكوين أسرة. ينطبق ذلك على الشباب أيضا لكن البوست المعنى ركّز على النساء. وتعكس أغانى البنات مثلاهذه التوقعات "جاياك --جاياك يا أب شرا" او "سيد الكارو تعال." و تتفاقم المشكلة حين لا توجد هموم أو اهتمامات أخرى للشابّات، و مع قلة فرص العمل أو الثقافة أو المساهمة فى المجتمع و انتشار الخرافة. فى بدايات شهر يناير الماضى كنت فى عطبرة، فذهبت لزيارة قبر جدّتى رحمها الله. وفى الطريق من المقابر الى المنزل استوقفتنى شابّة تبدو فى نهاية العشرينات و سألتنى "صحى لو الواحدة ما عرّسوها و ماتت ما بتخشّ الجنّة؟" تحدّثت معها قليلا ثم تركتها و قد ازددت حزنا و حسرة على المدينة و على بلادنا.
حاولت التفكير أيضا ان كانت المهتمّات بالشأن النسوى فى السودان قد قمن باجراء أبحاث أو نقاش حول هذا الموضوع؟ فما نناقشه و ندرسه دائما يدور حول المشاكل المربوطة بالزواج المبكر، و حقوق المرأة فى اطار الزواج و عند الطلاق، و قوانين الأحوال الشخصية، الخ.
اذا هذه دعوة للنقاش حول موضوعين: - الأول، كيف نناقش قضايا مجتمعنا بدون التقليل من شأن أفراده (و من شأن الشعوب الأخرى؟) الثانى: - كيف نستطيع العمل على تغيير النظرة السالبة فى مجتمعنا لغير المتزوجات، سواء كان ذلك باختيارهن أو لأن"القسمة ما حصلت؟" كيف ننظر للمرأة (و الرجل) على أنه/ا انسانة أولا بغض النظر عن أى شىء اخر؟ من تريد أو يريد نقاش مسألة الزواج و السنّ مرحبا به/ا ايضا
للمشاركة من خارج المنبر
nadaprivate(at)yahoo.co.uk
ندى
|
|
|
|
|
|
|
|
|