|
Re: وكأنّـا يا بــدر ....... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
كنت، والكثيرين غيرى نظن، و "إنّ بعض الظن إثمٌ) أن عشرين عاماً أو يزيد قد علّمت تلك الأحزاب، مثلما علّمتها رؤوسها التى أطارتها الإنقاذ، وبكل اليسر، فى تلك الصبيحة فى الآخر من شهر يونيو، كنا نظنّها قد نضجت، قد كبرت على نفسها، وقد باتت تعى وتفهم اللغة التى يتحدثها منطق السياسة، بل هو منطق الأشياء جميعها، كنا نظن، - وهذا إثمنا الأكبر - أنها قد بدّلت وتبدّلت بفعل الأيام، الكبر والزمن الذى مضى، بالخسائر التى حاقت بها، بالفقدان الذى طوّقهم كل تلك السنوات، وبالفجيعة، والفضيحة التى تمثّلت فى قدرة الإنقاذ على رؤية حتى (.............) الداخلية، ومن ثمّ توظيف تلك (الرؤية) فى تفتيتهم، تجزأتهم، وتشظيهم إلى كيانات متفرقة، ومتبعثرة، والأهم متنافرة ومتشاجرة، فى كل الأوقات. ظننا أنها قد وعت درس المواطنة، وفهمت متطلبات هذا الدرس، الذى يتطلب حالة من التجرّد، نكران الذات والإيثار، والأهم تغليب الإرادة والمصلحة العامة على المصلحة الحزبية، والمرام الكينونى الضيق والغبى. لكن محك المقاطعة الأخير هذا، بكل ما رفعته، وساقته هذه الأحزاب من اسباب ومبررات، ومن ثم عودتها متسللة واحداً من بعد الاخر للمشاركة فى ما إعتبرته شكلاً شائهاً، تشوبه الكثير من الأخطاء وسوء النوايا والقصد، يذكرنا بسيرة ونسق عمل تحالفات أحزاب المعارضة هذه، منذ الجبهة الوطنية التى تقسّمت جلد الثور ورأسه، ومن يأخذ ماذا منه، وبأى مقدار، ومن قبل أن تذبح الثور حتى. ثم تجئ تجربة التجمع الديمقراطى الذى تحالفت فيه أغلب هذه الأحزاب أيضاً لإسقاط النظام و ..... أخجل عن الحديث عن تلك التجربة والمصير الذى آلت إليه . المهم، حالة التلمّظ التى إعترت الأحزاب هذه الأيام، عدم قدرتها ولا رغبتها فى إعلان موقفها من أشياء واضحة لا تقبل الإرجاء لمزيد الدراسة والتمحيص، ورؤية أين تضع قدمها، أعلمتنى هذه الحالة بأن هذه الأحزاب لم تتغير، ولن تتغير، فهى لا تعرف، أى هذه الأحزاب، وحتى الان، ومن بعد كل هذه السنون العجاف، ومن بعد كل ما تم لها ولنا أين تضع قدميها؟؟!!!!!!.
ثم كيف تفترض الإنقاذ أن هؤلاء قد تغيروا حتى تعيد تمثيل نفس اللعبة معهم، ومن بعد مرور عقدين ونيفٍ من الزمان؟؟!!!!. الواقع يقول لا الإنقاذ تغيرت، ولا الأحزاب تغيرت، بل تغير المواطن المسكين، البعيد كل البعد عن هذه الترتيبات، والذى سيهرع قريباً، بكل (العشم) والمنى فى حياة كريمةٍ، وسترة حال تمنعه وتمنع عنه نوائب الدهر، وصبراً جميلاً يا هذا الشعب الجميل، فهذا ما ينوبك فى كل مرّةٍ من الأمر، كلما إتفق (الّل....ان) أو إختلفوا.
متى يغير الله ما بأنفس هؤلاء النفر المجتمعين، والمتجمّعين فى كيانات مصلحية تُسمّى مجازاً بالأحزاب، متى يا رب؟؟!!!!! لك الله يا وطن، وعليك رحمته، و(الكاظمين الغيظ،.....) صدق الله العظيم
|
|
|
|
|
|
|
|
|