|
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
يعد قرشي محمد حسن من أبرع شعراء الغناء السودانيين. لكنه كان مقلاً. وقد آثر بقصائده الغنائية المطرب الكبير عثمان حسين، الذي زاد الكلمات أناقة، ولفت إليها الأسماع بما أضفاه عليها من موسيقى عذبة وكبيرة ومتنوعة. وحببتها إلى الأفئدة القدرة والاقتدار اللذان تميز بهما أداء الفرقة الموسيقية الإذاعية التي برع أفرادها في تقديم النغمات المنفردة، والإضافات الجميلة المرتجلة.
وربما كان إقلال قرشي محمد حسن في مجال القصيدة المغناة يعزى إلى عكوفه على دراسة أدب المدائح الذي كان له فضل تقديمه على أثير الإذاعة المسموعة والمرئية في منتصف الستينات. وهي رحلة استغرقته كلياً حتى انتقاله إلى الدار الفانية، وقد أبدع فيها تقديماً إذاعياً، فقدم مختلف المادحين، الذين لولا برنامجه الشهير (أدب المدائح) لانحصرت شعبياتهم في المناطق الريفية التي يقيمون فيها. كما أبدع فيها تأليفاً بأسفاره التوثيقية المهمة عن أدب المدائح. وهو بلا شك مجهود لا يقل أهمية عن مساهمة قرشي محمد حسن في الأغنية السودانية الحديثة.
عرف قرشي طريقه إلى أذن المستمع السوداني وكان لا يزال طالباً في مدرسة وادي سيدنا الثانوية. ولم يكن هدفه - أول الأمر - أن يؤلف القصيدة لتُغنَّى. وكان لزمالته الشاعر حسين بازرعة دور كبير في تهيئة الصلة العميقة التي جمعت بازرعة بعثمان حسين، فكان لهما إسهام، حين يضاف إلى عطاء قرشي محمد حسن، يشكّل - بلا منازع - مدرسة كبيرة من مدارس الغناء والموسيقى، وما يتصل بها من شعر غنائي.
والواقع أن قرشي هو الذي جمع بازرعة بعثمان حسين، وهيأ لهما فرصة اللقاء في مكتبه عندما كان مصححاً لصحيفة النيل. وشجع عثمان على انتقاء القصائد الحسان اللاتي نظمهن بازرعة قبل تخرجه في مدرسة وادي سيدنا الثانوية. فكان سبباً في لقاء أدى إلى تشكيل رابط وجداني وحّد قلوب عشرات الآلاف من عشاق الغناء وشعره المنظوم بالفصحى والعامية.
تتميز القصائد الغنائية الكبيرة التي نظمها الأستاذ قرشي، وهو رئيس تحرير سابق لمجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح التي كانت تصدرها وزارة الإعلام والثقافة، بأنه نظمها على هيئة الموشح الاندلسي المعروف، مع إضفاء لمسة سودانية، سواء أكانت بالفصحى أو بلغة العامية حسبما يرى الشاعر الغنائي السوداني محمد مريخة. وهو فن في النظم لم يكن قرشي محمد حسن رائده، فقد سبقه إليه كبار شعراء الأغنية الحديثة التي تسمى (حقيبة الفن)، خصوصاً الشاعر عبيد عبد الرحمن في أغنياته (أذاك ياعيوني) و(فتنت بيه) للمطرب ابراهيم الكاشف، و(الليلة ما أحلاها) للفنان محمد أحمد سرور. غير أن قرشي اتجه إلى التجويد في هذا المجال باللغة الفصحى.
إن معظم أغنيات قرشي محمد حسن التي قفز بها المطرب عثمان حسين إلى صدارة ساحة الغناء إبان عصره الذهبي منظومة بتلك الطريقة التي تختلف في بعض خصائصها عن أساليب التوشيح التي سادت الاندلس وانتقلت منها إلى بلدان العروبة الأخرى
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | محمد عبدالرحمن | 04-03-10, 09:37 AM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | محمد عبدالرحمن | 04-03-10, 09:58 AM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | محمد عبدالرحمن | 04-03-10, 10:03 AM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | khaleel | 04-03-10, 11:33 AM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | khaleel | 04-03-10, 12:05 PM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | احمد الامين احمد | 04-03-10, 09:11 PM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | محمد عبدالرحمن | 04-04-10, 07:20 AM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | محمد عبدالرحمن | 04-04-10, 10:11 AM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | محمد عبدالرحمن | 04-05-10, 08:32 AM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | محمد عبدالرحمن | 04-05-10, 08:38 AM |
Re: فى امر (الفراش الحائر) وموسى الترزى .... | محمد عبدالرحمن | 04-05-10, 08:42 AM |
|
|
|