قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2010, 07:32 PM

خالد المحرب
<aخالد المحرب
تاريخ التسجيل: 01-14-2007
مجموع المشاركات: 5705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره (Re: الشامي الحبر عبدالوهاب)

    السودان لم يعرف الديمقراطية منذ 1969 وحتى اليوم
    دراسة للدكتور محمد يوسف أبوحريرة حول مستقبل حكم السودان في غياب الديمقراطية
    السودان لم يعرف الديمقراطية منذ 1969 وحتى اليوم
    النظام الراهن لا يزال في السلطة والواقع الذي كرسه يظل فاعلاً إلى نهاية مرحلة التحول الديمقراطي
    النظام أفرغ أجهزة الدولة من مكوناتها الوطنية وسلبها قوميتها واستقلالها
    الديمقراطية والنهج العقلاني غائبان لدى القيادات الطائفية فيهما
    حكم عبود كان قسرياً ولا علاقة له بالديمقراطية
    الصادق المهدي انطلق في مسيرته من طموح سياسي بلا حدود
    كان الانقطاع الذي استمر ست سنوات في فترة حكم عبود انصرافا تاما عن وجهة الحكم الديمقراطي وتوجهه لأنه حكم قسري لا صلة له بالحكم الديمقراطي، وتُشكل فترته هذه خصماً على التكون والثقافة والتجربة الديمقراطية ونقضاً لأي ترسيب خفي قد يحسب للممارسة النيابية في المرحلة السابقة.
    لم تفلح القيادات السياسية التقليدية على مدى ست سنوات من إسقاطه أو تنظيم كوادرها المستنيرة في معارضة النظام خصوصاً في الجامعات والمعاهد العليا والتنظيمات المهنية والعمالية كما فعلت التنظيمات السياسية الأخرى التي كان لقيادة كوادرها الطلابية والنقابية والسياسية دور بارز في الأحداث التي أدت لإسقاط النظام وكان حضور الزعامات الطائفية والتقليدية استدراكاً بعد اللحظات الحاسمة للتغير الذي يبدو أنه فاجأهم كما فاجأ الكثيرين خارج دائرة الفعل اللحظي.
    أدت مشاركة ومبادرة الطبقة المستنيرة وأخذها زمام المبادرة في التغيير لاستحقاق دوائر الخريجين التي أتاحت نتيجتها لكل من الإسلاميين والشيوعيين مدخلاً للعمل السياسي داخل الإطار النيابي الذي حدث بعد ذلك وأدخلت بذلك ولأول مرة عنصرين في العمل السياسي هما الأصولية الإسلاموية والتنظير الشيوعي والاشتراكي لم يكن لأي منهما حظ في المشاركة من خلال صندوق الانتخابات وحصر وتوظيف كوادرهم مقارنة بالحزبين التقليديين. إلا أنهما على طرفي نقيض في العقيدة والأهداف بما أضاف عنصر خلاف فيما بينهما في العمل السياسي وبين كل منهما والقيادات التقليدية من جهة أخرى. كما أدخل كذلك لحاق السيد الصادق المهدي ركب النواب بعد الانتخابات العامة التي لم يكن في بدايتها قد بلغ عمر الثلاثين الذي يؤهله للترشيح. عنصرا جديدا في الساحة السياسية، كان طموح الوافد الجديد لحزب الأمة الذي لم تسنده خبرة أو تنظير ينطلق من الواقع واقع السودان التعددي الانقسامي في كل شيء، طموح بلا حدود على رأس أجندته رئاسة الوزارة والحزب وزعامة بيت المهدي وطائفة الأنصار وتحويل التعددية الحزبية إلى الحزب الواحد حزب السودان الذي لا يزال على باله حتى الآن، تحقق من كل ذلك رئاسة الوزارة التي شقت حزب الأمة وأسرة المهدي وزعامة طائفة الأنصار واستعداء أعظم الرجال في حزبه السيد محمد أحمد محجوب وبالحزب الوطني الاتحادي الشريف الحسين الهندي وغيرهما من الرموز الوطنية في الشمال.
    كما أيد في فترة حكمه وبالتعاون والتنسيق مع النواب الاسلاميين وأعضاء حزبهم خارج الجمعية حل الحزب الشيوعي ورفض قرار المحكمة العليا الذي قضى بعدم دستورية الحل وغير ذلك من الممارسات التي خلقت الأجواء والمبررات لانقلاب مايو 69.
    تشكلت قيادات الانقلاب لأول مرة من عسكريين ومدنيين من اليسار الشيوعي والناصري والبعثي لا مطمع لهم أو فرصة في الحكم التعددي أو التكون الثقافي أو الممارسات اللازمة لترسيخها. على عكس ذلك ظل حكم مايو سالباً لكل ذلك.
    لم تتعلم معارضة حكم مايو من تجاربها السابقة التي أهملت تنظيم قواعدها في الداخل خصوصاً المستنيرة منها في الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى والنقابات المستنيرة الأخرى من قياداتها الوسيطة التي ذاب معظمها في تنظيمات حكم مايو وأصبحت عازلاً للقواعد التي تعتمد عليها هذه القيادات عن فعل التغيير المطلوب. ظهر ذلك جلياً في فشل محاولتها الانقلابية التي قادها المرحوم حسن حسين التي نتج عنها تشتت المعارضة وانضمام بعض قياداتها من الإسلاميين وحزبي الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة بمن فيهم الصادق المهدي وأحمد علي الميرغني لنظام مايو أعضاء في أجهزته العليا. ومثلت عملية الانضمام لنظام شمولي رافض للنظام الديمقراطي طعنة نجلاء لمعارضي الحكم الشمولي وقائد تلك المعارضة الشريف حسين الهندي وأعوانه. من جهة أخرى كان النظام المايوي مكمناً حصيناً ومفيداً للإسلاميين بقيادة الدكتور حسن الترابي استغلوا فيه موارد الإغاثة وإنشاء البنوك الإسلامية ورعايتها واستغلالها كأدوات للتمكين المالي. كما أتاحت لهم المشاركة العمل المكشوف والمحمي وسط الطلاب ومن خلالهم لتعزيز عضويتهم وتدريبها لما كانوا يكمنون له. أتاحت لهم كذلك مشاركتهم التغلغل في أجهزة الدولة بما في ذلك الأمن والقوات المسلحة والنظامية الأخرى والخدمية المدنية والقضاء والاقتصاد وما إلى ذلك من لوازم التمكين. يبدو أن ذلك أثار ريبة وشكوك جعفر محمد نميري قبيل سقوط نظامه فاعتقل القيادات الإسلامية المشاركة في حكمه فظلوا في الحبس لحظة تغيير النظام المايوي لم يخرجوا منه إلا عندما اقتحمت الجماهير ذلك السجن وأخرجت جميع من فيه من السياسيين بمن فيهم الإسلاميين، هذا الواقع أعطى الإسلاميين مبرراً - وإن كان واهياً - للمشاركة في حكم ما بعد مايو.
    شكل الإسلاميون - لغرض المشاركة - تنظيمهم الجديد المسمى بالجبهة الإسلامية القومية لجميع السودانيين المسلم وغير المسلم فانضم إليها بجانب الإسلاميين العديد من القيادات المايوية من زملائهم في فترة الكمون من المدنيين والعسكريين ورجال الأعمال وقادة النقابات العمالية والمهنية والطلابية وشكلت هيمنتها على المصارف الإسلامية ومنظمات الإغاثة والعون الإنساني المسنودة بشعارات حكم الشريعة الإسلامية اتساع عضويتهم وانتشارها في المؤسسات التعليمية. كما استفادت من مشاركتها في الفترة الانتقالية والمتعاطفين معها في تشكيل لجنة الانتخابات ووضع نظام انتخاب دوائر الخريجين بالكيفية التي أدت إلى فوزهم فيها.
    عادت معظم القيادات الحزبية التي شاركت في مايو حتى لحظة سقوطها إلى أحزابها التقليدية وأتت بذلك نتيجة للانتخابات بما يعرف بالديمقراطية الثالثة في أغلبيتها لمن إذن الممارسات السالبة لفرص تكوّن النظام الديمقراطي، وما تتكامل معه من نظم أخرى، امتد مداه الزمني وفعله السالب منذ أكتوبر 69، بما شكل واقعاً مغايراً لواقع فترات الانتقال السابقة التي تبدأ بسقوط النظام الشمولي وخروجه التام عن السلطة التي تحل فيها حكومة انتقالية محل حكومة النظام المزال بما يقطع العشم والأمل في سلطتها وثروتها واستمرار المنافع الأخرى، ويطمئنها على زوال الرهبة والخوف الذي يمثله النظام المزال، ويتيح ذلك عودتها مرة أخرى لأحزابها القديمة دون خشية من تلك الرهبة، يقابل واقع النظم الاستبدادية التي تقطع سلطتها وحكمهما حكومة الانتقال وضع مختلف تماماً في الظروف الراهنة. لم تنص اتفاقية نيفاشا ولا الدستور الانتقالي على فترة انتقالية كما أن مشكلة المحكمة الجنائية وتزامنها مع الأزمة المالية العالمية، وحل مشكلة دارفور، وغيرها من المشاكل والخلافات القائمة بين القيادات السياسية تجعل التوافق على حكومة انتقالية قومية أو حزبية أمراً صعباً وغير رشيد في الظروف الراهنة.
    فالنظام الراهن لا يزال في السلطة وواقعه الذي راكمه في جميع أوجه الحياة، يظل باقياً وفاعلاً الى نهاية مرحلة التحول الديمقراطي والانتخابات التي تجري فيها والتي يسعى النظام الحالي بجميع ما لديه من امكانيات للفوز بها أو إحراز نتائج تمكنه من المشاركة في السلطة أو المعارضة. هذا من شأنه طمأنة أصحاب المصالح من قواعد الأحزاب الطائفية الذين انخرطوا في التنظيمات السياسية لحزبي الإنقاذ الوطني والشعبي على مصالحهم، والاستمرار في تأييد النظام الراهن.
    يضاف الى ما تقدم، أن النظام الراهن أفرغ جميع أجهزة الحكم والدولة والمؤسسات التابعة لكل منهما من مكوناتها الوطنية الشاملة، وسلبها بذلك قوميتها وحيدتها واستقلالها. كما حصن هذه الأجهزة في نصوص وأحكام اتفاقية نيفاشا ودستورها الانتقالي، بما يبقي على الواقع الذي راكمته، والبيروقراطية التي تديره مركزياً وولائياً ومحلياً. لا يختلف الأمر سواء ظل نظام السلطة الراهنة في الحكم أو في المعارضة.
    يحق لنا أن نتساءل إن كان ثمة وعي بخطورة هذا الواقع والتفكير فيه وتدبير ما يلزم للتعامل مع عوائقه في الساحة السياسية، التي تتوسل في مجموعها للسلطة عن طريق صندوق الانتخابات سواء المعارضة للحكم الحالي أو تلك المتوالية المشاركة فيه. وهي شظايا من الحزبين التقليديين الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي منذ توحد شطريه في عام 67.
    نفعل ذلك بغية الوقوف على مدى وعيها بهذا الواقع القائم استقراء وتشخيصاً لممارساتها السابقة في أوضاع الانتقال من واقع شمولي انقطعت صلته بالحكم تماماً الى حكم نيابي انتخابي. ونخلص من ذلك لمعرفة أوضاعهم الراهنة ومدى استعدادهم وتسلحهم بالوعي الناتج عن دراسة الواقع الراهن وتحليله كما تقدم وتشخيص عوائقه في الظروف الراهنة المغايرة تماماً لأوضاع الانتقال السابق مقارنة بأوضاع التحول الديمقراطي الموعود. نوجز ذلك فيما يلي:
    أ - الانقسامات التي تمت في كل من الحزبين، هي في حد ذاتها مدانة، خصوصاً في الظروف الراهنة، بكونها انصرافا تاما عن مطلوب التغيير الأساسي، وهو المحافظة على وحدة القواعد التي هي الأداة الرئيسية في النظام الانتخابي وتشتيتها لا يفيد منه إلا النظام القائم، من ناحية أخرى نبرهن على غياب الديمقراطية والنهج العقلاني التحاوري لدى القيادات الطائفية في الحزبين. كما أن النزوع الى النهج السلطوي من بعض الفصائل يباعد بينها وبين الفهم الصحيح لبناء النظام الديمقراطي المطلوب. هذا مأخذ لا تسلم منه بعض الفصائل التي انشقت وتوالت مع النظام الحاكم.
    2/أ - سبق أن بينا غياب الثقافة والتجربة الديمقراطية في فترات الحكم التي هيمنت عليها النخب الطائفية، وتنازعت حولها استهدافاً للسلطة وانشغالاً بها عن التفكير والتدبير في عوائق الواقع السالب لممارساتها الذي راكمته نظم الحكم الشمولية السابقة لحكمها بما في ذلك هيمنة أجهزة النظام السابق وبيروقراطيتها التنفيذية. هذا دون شك قصور في النظر وفي التدبير.
    ب - قصور آخر تمثل في غياب التفكير والتحليل الاستباقي لتحركات وأنشطة الجماعات التي ترفض فكرة النظام النيابي الانتخابي من أساسه لتعارضه مع تكوينهم الفكري والوجداني والسياسي العقدي. تمثل ذلك في العمل الدؤوب المتواصل لاستقطاب القوات المسلحة أثناء فترة الانتقال التي سبقت تشكيل حكومة الديمقراطية الثالثة، وفي التظاهرات التي حشدت لها ونظمتها قيادات الجبهة الاسلامية القومية التي تتجمع ويتواصل تجمعها أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، معبرة عن دعمها المعنوي والمادي، والوعد بجمع التبرعات من المال وحلي النساء، لتسليحها وإعدادها.
    كما تمثل هذا الاستقطاب في الزيارات والاجتماعات التي داوم عليها زعيم المعارضة المنتمي للجبهة الإسلامية القومية لقيادات ووحدات القوات المسلحة في المركز والأقاليم وخصوصاً الإقليم الجنوبي.
    غفلت القيادات الطائفية تماما لما يخطط له وراء تلك الزيارات والتظاهرات، بما يقدح في مقدراتها على التفكير والتحليل الاستباقي، وقلة الحيلة في التصدي لهذه التحركات لغياب الصلة التنظيمية والتوعية بينها وبين قواعدها التي أفقدت التجريب باسم الديمقراطية سنده الشعبي في المعارضة كما في الحكم، وحال في الماضي دون استمرارية ذلك التجريب لإكمال أي دورة من دوراته.
    ج - برغم غياب أي توافق بين زعماء الطائفتين في الحكم إلا أنهما يتعاونان على محاربة وإقصاء المستنيرين من عضوية حزبيهما خارج الإذعان الطائفي. يعاونهم في ذلك أصحاب المصالح في تقويض السلطة من الانقلابيين الذين أتيحت لهم فرص المشاركة في الحكم النيابي الثاني والثالث.
    3- ومن شواهد غياب التفكير والتحليل الاستباقي بما يحالك ضد التجريب باسم الديمقراطية غفلة القيادات الطائفية عن المخطط الذي هدف لإحداث فراغ دستوري تمهيداً وتبريراً للانقلاب على النظام الذي تجلى في الآتي:
    أ - محاولة مجموعة من قيادات الجبهة إقناع نواب الحزب الاتحادي الديمقراطي لنقض ما اتفق عليه الحزبان لتشكيل حكومة وحدة وطنية وحضهم على التصويت ضد مرشح حزب الأمة لرئاسة الجمعية قبل ساعات من انعقاد الجلسة الأولى للجمعية.
    ب - إعلان المجلس العالي الانتقالي في الجلسة الأولى استقالته على أن يسري مفعولها بنهاية الجلسة الثانية وهي الجلسة المحددة لاختيار أعضاء مجلس رأس الدولة المكون من خمسة أعضاء اثنان لكل من الحزبين وخامس تختاره كتلة النواب الجنوبيون والحزب القومي.
    ج - في اليوم السابق للجلسة الثانية، كنت على موعد مع مجموعة نواب الأحزاب الجنوبية والحزب القومي في الساعة العاشرة صباحاً. كان موضوع الاجتماع الذي مثل فيه حزب الأمة الدكتور بشير عمر طرح فكرة المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية. ترأست ذلك الاجتماع الذي ابتدر النقاش فيه متجاوزاً أجندته الأب فلب عباش غبوش، مستنكراً بحدة فكرة تكوني حكومة لا تشارك فيها الجبهة الإسلامية. أيد بقية المتحدثين من الأحزاب الجنوبية الحاضرة رأي الأب فلب.
    في هذه الأثناء دار في ذهني الاجتماع الذي سبق الجلسة الأولى والاستقالة التي تنتهي بنهاية الجلسة الثانية وأيقنت بوجود تدبير وتخطيط لإحداث فراغ دستوري يجب التحوط له واقترحت على المجتمعين تأجيل الاجتماع حتى السابعة مساء نسبة لغياب ممثلي بعض الأحزاب الجنوبية.
    بعد الاجتماع أبلغت الدكتور بشير لما توصلت إليه من استنتاج واحتمال حدوث الفراغ الدستوري إذا لم يرشح الاخوة الجنوبيون العضو الخامس لمجلس رأس الدولة فلا بد أن نتحوط لذلك باختيار مرشح من الجنوبيين أو غيرهم شريطة أن يوقع على استقالته دون تاريخ.
    د - أمضينا حوالي أربع ساعات في محاولة للاتصال بأي من قيادات الحزبين ولم نوفق الى أن علمنا أخيراً باجتماعهم بمنزل السيد عبدالرحمن فرح بالمنشية، في اجتماع ضم بجانب قيادات الحزبين وقيادات الجبهة الإسلامية القومية عدداً من أعضاء المجلس العالي الانتقالي، وعلمنا أن الاجتماع انفض بعد الاتفاق على ما يلي:
    تعديل سبع مواد من الدستور الانتقالي.
    إخطار قادة الحزبين بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل بقرار الجبهة الإسلامية القومية، إما بموافقتهم على المشاركة أو رفضهم. كان واضحاً أن هذا الاجتماع مثل الحلقة الأخيرة للإعداد للفراغ الدستور الذي يتم إخراجه بانسحاب مجموعة الجنوبيين والحزب القومي السوداني أو التداول حول تعديل مواد الدستور حتى نهاية الجلسة وقبل اختيار أعضاء مجلس رأس الدولة ويتم بذلك الفراغ الدستوري.
    أيقنت بوجود مخطط لإحداث فراغ دستوري يُتخذ مبرراً للانقلاب على السلطة، لأن الجلسة المقررة لسريان مفعول استقالة المجلس العالي الانتقالي لا يتسع وقتها لتعديل هذه المجموعة من المواد الدستورية، بل تستغرق عدة أيام مع نفاذ الاستقالة في نهاية تلك الجلسة.
    ه - نقل كل منا الموقف لحزبه وضرورة التحوط، وفق ما اتفقنا عليه، وكانت لحسن الحظ موافقة أول شخصية جنوبية مرموقة نلتقي بها. دكتور باسيفيكو لادو لوليت، الذي تفهم الموقف ووقع دون تردد على استقالته، كما أشرنا.
    في بداية الجلسة انسحب النواب الجنوبيون ونواب الحزب القومي السوداني وتم على ذلك ترشيح وفوز د. باسيفيكو عضواً خامساً، وتأكد لي بعد أيام من ذلك، وجود تنوير بانقلاب تم قبل الجلسة الثانية.
    أيقنت بعد ذلك، وخلال الفترة التي كنت فيها وزيراً في الحكومة، أن القوم لا يملكون ملكة التفكير والتخطيط والتدبير والتحليل الاستباقي وظل ذلك دأبهم حتى انقلبت عليهم الجبهة القومية الإسلامية وهم ينظرون، عشت غربة شكل مؤلمة في كل ما يتصل بتلك التجربة، أو جزتها في البيت التالي:
    أمضيتُ عاماً بينكم في غربةٍ
    فكشفتُ فيه الأعمى والمُتعامي
    ومن المؤسف أن هذه الغربة ستظل حظ كل من يرجو خيراً لهذا الشعب وهذا الوطن من تنظيماتنا السياسية الراهنة، ويظل هذا العمى والتعامي عن مقصود الحكم الراشد الديمقراطي ومقاصده وكون نظمه واستدامته، وتوظيفه لمصلحة المواطن والوطن مصيراً محتوماً لا فكاك منه. ثم أن هؤلاء القوم وإن هرِموا واستعصت نفوسهم على الترويض والرياضة لما يحملهم على فعل الخير والرشد، وما تقتضيه المروءة والفزعة، أصبح من العناء حضهم على ذلك. غير أنهم ما زالوا يتعاملون مع الشعب السوداني ك تركة يرثها الأبناء عن الآباء، ولا فكاك لنا ولأبنائنا وأحفادنا من تكرار ما قاسينا منه.
    الآن لا بد من مخرج من أجل ابنائنا وأحفادنا والأجيال القادمة، هذا بناء لا يتنزل علينا من السماء ولا تتكشف عنه الأرض.
    فهو بناء لا يُهدى
    أو يصرف
    أو يتدلى كي يقطف..
    ثمرة سعي موصول وتفكر
    وعصف تلاق عقول وتدبر
    نمو لا يبتدى كي يوصف
    حتى تلقاه وقد أثمر
    حذو لا يحذى من غير أداء وتدبر
    ثمرات غراس وبناء وتعهد كد وعناء
    سيرورة سعي ممتد..
    لا تغني فيه وكالة
    كتبدي جنين من نطفة في الخلق وفي الإجراء
    تتضامم فيه الأجزاء إلى الأجزاء

    والى الحلقة القادمة




                  

العنوان الكاتب Date
قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-02-10, 11:26 PM
  Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره rummana04-03-10, 00:01 AM
    Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره Mohamed Abdelgaleel04-03-10, 10:08 AM
      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره أحمد الشايقي04-03-10, 10:32 AM
        Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الطيب شيقوق04-03-10, 11:32 AM
          Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره خالد المحرب04-03-10, 11:59 AM
            Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره طارق عبد اللطيف نقد04-03-10, 12:50 PM
              Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 07:48 PM
            Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الطيب شيقوق04-03-10, 01:04 PM
              Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره حمزاوي04-03-10, 01:20 PM
                Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره أحمد الشايقي04-03-10, 01:40 PM
                Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 07:53 PM
              Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره احمد عبدالوهاب محمد04-03-10, 01:44 PM
                Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره محمد عيسي محمد04-03-10, 02:33 PM
                  Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره باسط المكي04-03-10, 02:49 PM
                    Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره Yousif A Abusinina04-03-10, 03:06 PM
                      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الطيب شيقوق04-03-10, 05:57 PM
                        Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الشامي الحبر عبدالوهاب04-03-10, 06:22 PM
                          Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره خالد المحرب04-03-10, 07:32 PM
                            Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره خالد المحرب04-03-10, 09:21 PM
                            Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره طارق ميرغني04-03-10, 11:08 PM
                              Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره rummana04-04-10, 08:11 AM
                                Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الطيب شيقوق04-04-10, 08:48 AM
                                  Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره Yousif A Abusinina04-04-10, 08:57 AM
                                  Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره Mohamed Abdelgaleel04-04-10, 09:02 AM
                                  Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره حبيب نورة04-04-10, 09:03 AM
                                    Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الطيب شيقوق04-04-10, 11:00 AM
                                      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره rummana04-04-10, 04:10 PM
                                        Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الصادق صديق سلمان04-04-10, 05:10 PM
                                          Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره saif massad ali04-04-10, 05:37 PM
                                            Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره خالد المحرب04-04-10, 06:26 PM
                                          Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 09:05 PM
                          Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 08:51 PM
                      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 08:29 PM
                    Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 08:15 PM
                  Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 08:09 PM
                Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 08:02 PM
          Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 07:38 PM
        Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 07:26 PM
      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 07:21 PM
    Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-04-10, 07:11 PM
      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الطيب شيقوق04-04-10, 07:41 PM
        Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الطيب شيقوق04-04-10, 07:52 PM
          Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره Adam Omer04-04-10, 08:55 PM
      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره شادية حامد04-04-10, 09:19 PM
      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره شادية حامد04-04-10, 09:20 PM
      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره شادية حامد04-04-10, 09:20 PM
      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره شادية حامد04-04-10, 09:20 PM
      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره شادية حامد04-04-10, 09:21 PM
        Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الطيب شيقوق04-04-10, 10:15 PM
          Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره Mohamed Abdelgaleel04-05-10, 09:40 AM
            Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره خالد المحرب04-05-10, 09:20 PM
              Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره خالد المحرب04-05-10, 09:56 PM
                Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره Mohamed Abdelgaleel04-06-10, 07:53 AM
                  Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-06-10, 08:28 PM
                  Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-06-10, 08:37 PM
                  Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره عفاف أبو حريرة04-06-10, 08:41 PM
                    Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره Mohamed Abdelgaleel04-07-10, 07:11 AM
                      Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره حليمة محمد عبد الرحمن04-07-10, 06:58 PM
                        Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره الطيب شيقوق04-07-10, 10:46 PM
                          Re: قديما قالها دكتور محمد يوسف ابو حريره rummana04-08-10, 07:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de