|
قراءات حول زيارة السيد محمد عثمان الميرغني للبسابير
|
تعرضت الأحزاب السياسية في السودان لضرب الفتاشة من قبل سياسة دشنت لها مؤسسات من قبل حكومة الإنقاذ بغية زرع فكر جديد في عقول كوادر الأحزاب في المناطق التي تشكل أعمدة أساسية لبنيتهم القاعدية، والبسابير لاتختلف عن المناطق الأخرى في السودان لاسيما ماعليها من صبغة إتحادية عبر الأجيال، حدث ذلك مع سبق الإصرار والترصد لإحداث إزاحة فكرية وغسل بنسبة معتبرة للفكر الختمي للكوادر الختمية هنالك، والمعروف أن البسابير كانت وخلال فترة قريبة جدا بمثابة الفرس الجموح الذي لم تقوى الإنقاذ على تطويعه ليجر عربة ضمن قطر الركب الإنقاذي في بداياته، إلا أنهم قد حالفهم شئ من نجاح حينما إستقطبوا أودعونا نقول جعلوا السياسة آخر هموم أهل المنطقة، وفرحوا الإناقذيين لما تشغله البسابير من مكانة في عقول الختمية في جميع أنحاء السودان. فللسيد محمد عثمان مكانة خاصة بحكم الصلة الرحمية والسياسية باهل البسابير. والإنقاذ بنوع أو بآخر إستطاعت أن تشغل بال السياسيين من منطقة البسابير بعدد من الأحداث خلال السنين التي تغيبت فيها الطريقة الختمية عن نشاطها في الخرطوم إن تناسينا الجانب الآخر وهو وصولهم في دارهم وحقنهم بمفاهيم إنقاذية، سممت قيادات البلد والمنطقة بالمرض الذي طال القاصي والداني بما في ذلك قيادات الإنقاذ ضد بعضهم وعلى مستويات رفيعة، كان أعلاها صيتا قرار الخامس من رمضان، تلك السموم كانت كفيلة بأن تصيب أهل البسابير بالتشرزم والتشتت السياسي بعد أن ولجت بيوتهم الإنقاذ منذ إنتخابات اللجان الشعبية التي كانت تمثل سرطانا أخاف أهل السودان من معنى أن تكون في الإنقاذ أو لاتكون... ورعاية المصالح الشخصية خصوصا وأن في البسابير زمرة طيبة من رجالات السياسة الذين عرفتهم دواوين ودهاليز السياسة السودانية. واليوم وبعد مضي سنين تأتي زيارة السيد محمد عثمان الميرغني التي تم تأجيلها إلى يوم الأربعاء القادم بدلا من يوم أمس الأحد ممزوجة بشئ من الذكريات أكثر من كونها زيارة هدفها سياسي بحت رغم حملها لهذ العنوان،وهذا مانأمل أن يأتي بمن يغردون خارج السرب ليدوزنوا نغمة سياسية تشوش مسامع الحكومة رغم جهدها الجبار في تفريق الصف. ولا أظن أن أحد من أبناء المنطقة لايقول بأن زيارة السيد ذكرته بزمن راح وولى، وهذا من ضمن أسباب عديدة تجعل من زيارة السيد محمد عثمان الميرغني للبسابير مسحا كاملا ً لما أحدثته فترة الإنقاذ، ولم يكن للخطة المحكمة من قبلهم لتنجح لولا أنهم سبقوها بإبعاد الشخصيات السياسية في الحزب خارج البلاد ليغيبونهم بذلك بعيدا عن إدارتهم للحراك السياسي في المنطقة، وأحسب أن الأمر يتعدى كونه نبش في ذكريات طيبة وعلاقات شخصية زالت بحول الله والإنقاذ.. بل سيكون البلسم الشافي للعضال الذي أصاب البسابير من تشتت بعد أن كانت كتلة واحدة لايستطيع كائنا يمشي على رجلين من تأنيب بنيها ضد بعضهم بعضا. وليدرك أهل البسابير أن الإنقاذ لم تعطي من تجرجوا وراءها من الأحزاب الأخرى فرسخا من الشطر الذي (تمك) فيه على طول العشرين عام التي خلت وإنما كان عطائها لهم عطاء الماء للذي ضل طريقه في الفيافي، كثرتها تاتي نتاجا عكسيا ً لاغير ذلك. ولم تكن الإنقاذ لتستكين وتطمئن لهم مادامت لم ترخي الحبل للجيش كاملا ً إقبان الحرب التي أكلت الأخضر من أرواح الشباب في عهدهم أكثر من غيره.. وخلقت مليشيات متعددة لتحمل السلاح بدلا من ضباط وزملاء لهم يخافونهم وأعتبروهم أسودا وذئآبا يخشون منهم على بقرتهم الحلوب ذات الضرع الكريم. نعم أن (بعض) أهل البسابير يختلفون فكريا مع السيد محمد عثمان الميرغني ومرشح الحزب لرئاسة الجمهورية إبن المنطقة البار حاتم سر الختم سكينجو، ولكنهم في الآخر نأتي ونرتكز على عمود أكثر صلابة من التوافق السايسي وهو العلاقات الرحمية والتاريخ الناصع الذي شابته بعض الضبابية بفعل فاعل.
|
|
|
|
|
|
|
|
|