================================================ الشروط الضرورية للإنتفاضة: أولاً:لكي نقيم إنتفاضة أو لكي تبدأ لابد أن تكون الطبقة الحاكمة تعاني من أزمة سياسية مستفحلة وغير قادرة على الحكم الرشيد، وأن يعم الفساد القرى والحضر، ومهما كانت قوة السلطة الإنقاذية سوف يدفع الجماهير للثورة والمرحلة الآن تعتبر مرحلة الثورة وهي غير الإنتفاضة، وهذه الأخيرة تتطلب عمل تنظيمي محكم وبشكل دقيق يخضع لأسس التنظيم المعروفة، يبقى هنا كيف نطور العمل الثوري السياسي إلى إنتفاضة كاملة تحقق المشروع السياسي الذي نسعى له. أية محاولة للتماهي مع الإنقاذ سياسياً سوف يكسبها عمراً جديداً وهذا ما فلحت فيه فإستطاعت أن تتلاعب يمنة ويسرة بالقوى السياسية ممنية لهم بإتفاقات تظل حبيسة الورق وادارج مكاتبهم الفاخرة. نستطيع القول إن الإنتفاضة هي الوسيلة المهمة التي تبدأ بها الثورة في إتجاه انجاز التغيير وهي فن وتنظيم. ثانياً: يجب أن تبدأ الإنتفاضة عندما نستطيع أن نعتمد ليس فقط على الإستيلاء على السلطة بل وأيضاً على المحافظة عليها، وما حدث في انتفاضتي أكتوبر وأبريل يؤكد بأننا لم نستطع الحفاظ على انتفاضاتنا وسرعان ما تبخرت مع الموسيقى العسكرية لمايو وللإنقاذ، لذلك فمشاريعنا السياسية يجب أن تمثل البديل الحقيقي الذي لا يتماهي مع الإنقاذ باي شكل من الأشكال بل يجب أن يكون بديلاً مقنعاً للجماهير. فإذا لم نستطيع القيام بذلك وأن نبذل همة ونستهض الجماهير لإقناعها بمشروعنا السياسي الديمقراطي للمستقبل فسوف لن يحدث شيء وسوف تستمر الإنقاذ. ثالثاً: عندما تكون الجماهير مشتتة وفاقدة للوعي بمصالحها لا يمكنها القيام بإنتفاضة وذلك نتيجة لضعف المعنويات الذي يشتتها نتيجة للهزائم المتكررة للمحاولات الإنتفاضية والتي بدأت من الأيام الأولى للإنقاذ نتيجة لعنف النظام، والجماهير لا تتحمس إلا بعد النجاح لذلك لا يجب إنتظارها أن تثور بشكل عفوي وبدون عمل منظم. عليه يجب التفكير في اكساب الجماهير الشجاعة وإستنهاض هممهم، فعندما يكون الخطر المواجه للفرد او للشعب كبيراً تقل الشجاعة وعندما يقل تزداد الشجاعة والبطولة فالإنقاذ عملت على تخويف الناس وقتلت روح الثورة في داخلهم بإستخدام اساليب مدورسة. فأغلب السودانيين الذي اثاروا ضجيجاً أيام الديمقراطية آثروا الصمت الجميل بعد الإنقلاب وهذا يدخل في اطار الطبيعة البشرية ولا يمكننا أن نكسر ذلك القانون الطبيعي للبشر او الفطرة التي فطرعليها الناس. إن تغيير النظام بدون وجود سبب موضوعي صعب المنال لذلك يجب إستغلال حدث سياسي كبير مثل قضية المحكمة الجنائية الدولية أو قضية دارفور لإضعاف النظام وتحطيمه ثم بعث الثقة والشجاعة في جماهيرنا من أجل تحريكها، فالخوف معدي وكذلك الشجاعة تكون معدية في كثير من الأحيان تنتشر مثل الإنفلونزا. فالثورة في رومانيا ضد تشاوسيسكو بدأت في مدينة تمشوارا وبعد ذلك انتقلت للعاصمة ودكت عرش الطاغية الفاسد تشاوسيسكو.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة