الحمدالله ...رايت علم الحركة الشعبية مرفوعا في مروي

Quote: الشماليون مسؤولون عن مشاكل السودان أستاذ سوداني في جامعة أميركية في كتاب مليء بالمغالطات واشنطن: محمد علي صالح شن جوك مادوت جوك، من جنوب السودان، ويعمل استاذا في جامعة اميركية (ليولا بارامونت في لوس انجلوس) هجوما عنيفا على الشماليين، وخاصة ما اسماه "الطبقة الحاكمة التي تقول انها عربية، وتجبر كل سوداني ليكون عربيا". وقال انهم مسؤولون عن مشاكل السودان، وخاصة مشكلة جنوب السودان، وإنهم يحتفظون بالحكم في بلد منقسم انقساما عميقا، دينيا وعرقيا." وشبه جوك الشماليين بانهم يواجهون "معضلة" تاريخية، مثل "المعضلة التي واجهها الافريكانز (الاقلية البيضاء) في اخر سنوات حكمهم العنصري في جنوب افريقيا." جاء ذلك في كتابه"السودان: عرق ودين وعنف" الذي اصدره مؤخرا. وكتب جزءا كبيرا من الكتاب عندما كان زميلا زائرا في معهد السلام، ثم في مركز "ويلسون"، في العاصمة. واشتمل الكتاب على وثائق اميركية وسودانية جمعها حين زار السودان بمساعدة الاميركيين الذين لولاهم "لحدثت له مشاكل مع حكومة السودان"، كما قال. وقسم المؤلف كتابه الى فصول، هذه عناوين بعضها: "دور المؤسسة العسكرية الاسلامية في المشكلة بين الشمال والجنوب" و"الاسلاموية والعروبة وحرب "الابادة" في دارفور، تحالف قاتل بين الاسلاميين وثروة البترول" و" الحركات المسلحة ادت الى تسليح المجتمع، وأخيراً "العرق والدين والوطنية الاقليمية". ركز المؤلف، في كل الكتاب، على تقسيم السودان الى عربي وغير عربي، ومسلم وغير مسلم، وعاصمة واقاليم، وحكام ومضطهدين. وكتب كثيرا (مثل اغلبية الذين يكتبون عن الموضوع) عن خلفية المشكلة. وكرر كثيرا مثل هؤلاء معلومات تاريخية لا جديد فيها، سوى التركيز على "تجارة الرقيق، والعنصرية، والاضطهاد الديني، والتنظيف العرقي، والابادة". اقتراحات للمستقبل وقدم الكتاب، في آخر فصل، اقتراحات للمستقبل، لكنه قدمها في تشاؤم، وكأنه يقول ان اقتراحاته لن تتحقق. على اي حال، اقترح الآتي: "وضع سياسة وطنية تقلل الخلافات وتدعم الوحدة، وتنظف سجل حقوق الانسان، وتسمح بالحريات الاساسية، وتقضي على عدم المساواة بسبب العرق والدين، وتوقف تصدير الاسلام المتطرف." ويصف الكاتب، اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب (سنة 2005) بأنها "هشة"، محذراً ان يتكرر في الجنوب ما يحدث الآن في دارفور، من اشتباكات بين مليشيات محلية وقوات الحكومة (حكومة الجنوب بدلا عن الحكومة الوطنية). وهو يعتقد أن اشتباكات الجنوب، في حالة حدوثها، ستكون اخطر"، لأن مليشيات الجنوب موجودة قبل اتفاقية السلام. وثانيا لأن حكومة السودان الوطنية تدعم هذه المليشيات. ويبدو ان المؤلف لا يعارض الوحدة بين الشمال والجنوب، لكن حسب شروطه. أي بدون سيطرة "الاقلية الحاكمة". لأن هذه الاقلية "تريد تحديد هوية وطنية معينة للدولة" و"فشلت في تحويل السودان كله الى دولة عربية، او دولة اسلامية، وفشلت في تحقيق الوحدة الوطنية". وتحدث كثيرا عن عدم الثقة بين الشماليين والجنوبيين. وقال ان عدم الثقة ظهر خلال مفاوضات الماضي بين الجانبين. ثم خلال مفاوضات اتفاقية السلام الاخيرة. ثم بعد الاتفاقية. ويقول ان عدم الثقة هذه ليس في الآراء فقط، ولكن في "رموز شمالية جعلت غير العرب يحسون بعدم الاحترام في وطنهم"، مثل اللون الاخضر (اللون الاسلامي) في جواز السفر السوداني، والصور الشمالية في العملة المعدنية والورقية، والعلم (ذي الالوان العربية). لقد صارت الرموز الشمالية، بالنسبة له، جزءا من موضوع الهوية بالنسبة لغير المسلمين وغير الشماليين، ولهذا "لابد من رموز مختلفة". واتهم الحكومة السودانية بأنها "لا تقدر على ان تتحمل اشياء مثل وجود غير مسلمين في العاصمة الوطنية، رغم انها عاصمة كل السودانيين، ولا تقدر على ان تتحمل رفضهم اعتناق الاسلام، ورفضهم تبني الثقافة العربية". وقال ان الرئيس عمر البشير نفسه قال مرة لدبلوماسي من النرويج: "الجنوبيون الذين ليسوا معي ليسوا ناسي". مشكلة الهوية ويذكر المؤلف ان "اغلبية" السودانيين في الجنوب والمناطق المهمشة، مثل جبال النوبة وولاية النيل الازرق، لا يعتبرون انفسهم عربا، بل يعتبرون انفسهم افارقة سوداً (كأنما لا يوجد أفارقة عرب)، وينتمون الى قبائلهم، مثل: دينكا، وشلك، ونوير. وناقض الكتاب نفسه عند الحديث عن موضوع الهوية، فمن ناحية قسم السودانيين الى افارقة وعرب، ومسلمين وغير مسلمين. ومن ناحية أخرى، اعترف بأن علماء اجناس، مثل ايفان هانافورد، مؤلف كتاب "تاريخ الفكرة في الغرب" يحددون العرق حسب الملامح والبشرة، اي ان السودانيين كلهم تقريبا زنوج، لكنهم "يخلطون بين العرق، واللغة، والدين، واللون". ولهذا، يعترف الكاتب "صارت التقسيمات الثقافية تقسيمات عرقية": ويقول في مكان آخر، إن الشماليين يركزون على اللغة العربية والاسلام "لتأكيد تفوقهم"، بينما يركز الجنوبيون على "لا اسلامهم، ولا عروبتهم" لتأكيد انهم مختلفون عن الشماليين، "لانها طريقة الجنوبيين ليقولوا ان غير العروبة (وغير الاسلام) يمكن ان تكون هوية"، كما يقول. لم يقل الكتاب ان هذه طريقة سلبية لتحديد الهوية. ولم يفسر كيف تعتمد الهوية على اللون فقط. ولم يذكر ان الشماليين سود ايضا (وافارقة ايضا). ولم يقل انهم "عرب" و"افارقة" في نفس الوقت, و ان "الافرقة" ليست حكرا على الجنوبيين. ويحس قارئ الكتاب بعداء جوك للشماليين في كل صفحة من صفحات الكتاب. بداية من اول سطر في المقدمة، عندما تحدث المؤلف عن زيارته، قبل اربع سنوات، لجنوب السودان. ولتأكيد هذا العداء، ينقل عن مكويك كول مكويك، زعيم فرع ملوال، التابع لقبيلة الدينكا، في ملوالكون (في ولاية بحر الغزال). ونقل الآتي على لسانه: "نحن والعرب لا يمكن ان نعيش في دولة واحدة.. وجدت ان لونهم اصفر (يقصد اقل سوادا)، ولكن لوننا اسود (يقصد اكثر سوادا). وجدت ان اسماءهم احمد ومحمد، ولكن اسماءنا دينق، واكول، ولوال... يريدوننا ان نعتنق دينهم، ونتكلم لغتهم. وجدتهم اغنياء، ولكن نحن فقراء، والسبب هو انهم اخذوا ثروتنا". الصور المصغرة للصور المرفقة