ماذا تريد اجراس الحريه قوله ؟الاتريد ديموقراطيه ؟ ولم تسئ للزبير باشا وسجيمان والبياطره .....

Quote: القول الدقيق في الرد على أحفاد تجار الرقيق ياي جوزيف [email protected] في تطور جديد متعلق بفيلم الزبير باشا ود رحمة سلطان بحر الغزال والذي تحدثنا عنه في حلقتين ماضيتين خرج علينا كاتب السيناريو عادل الصادق المكي (سجيمان) بادعاءات جديدة من خلال الحوار الذي أجرته معه صحيفة رأي الشعب بتاريخ 3 يوليو 2008م يقول فيها أن الزبير باشا قد أنقذ أهالي بحر الغزال من عادة (أكل لحوم البشر) التي كانت منتشرة في تلك الفترة في القبائل الجنوبية. الأخ يقول أن عادة آكل البشر كانت منتشرة، وهذا معطى، وبما أنها منتشرة فلابد أن يكون قد لاحظها كثيرون؛ علماً بأن تلك المنطقة كانت من ضمن الأماكن التي زارها العديد من الشماليين عليه نتحدى (سجيمان) أن يأتي إلينا بدليل قاطع يؤكد صحة ما ذهب إليه حتى، إذا قلنا أن مصدر الأخ (سجيمان) شعبي فالمعروف أنّ منطقة بحر الغزال قد ارتادها الشماليون كتجار وعرب المسيرية الرحل وارتادها عمال السكة الحديد والعساكر؛ ومع أن العادة منتشرة لم يتحدث عنها غير الزبير وحفيده (سجيمان) هل هناك حقيقة تاريخية مصدرها (زول واحد) حتى إذا كان ذلك في معرض الدفاع عن نفسه أم أنّ هنالك جهات تريد أن ترسم صورة الجنوبي في الذهن الشعبي لبقية أقوام السودان حتى تؤسس عليها أحكاماً تبرر استمرار التمييز السلبي لأقوام السودان في الدولة السودانية التي قسمت إلى أولاد (المصارين البيض والمصارين الأخرى). أما زعم سجيمان بأن الزبير باشا (بطل قومي) فيبدو أنه لا يعرف ما معنى بطل وما معني قومي..! فالبطل هو الذي يؤثر التضحية من اجل المجموعة؛ في حين أن المصادر التاريخية غير تلك التي يرويها الزبير عن نفسه تقول أنه قد ارتاد منطقة بحر الغزال بحثاً عن التجارة، وإذا كان مُخرج فيلم ( ود رحمة) يعطي اعتباراً لغير المصادر التاريخية فإن ما يتم تداوله عن الزبير لا يعدو كونه مغامراً، أما كونه قومياً فهل يعبر الزبير عن الناس كلهم، وهذا يتوقف على محيط دائرة تبرئته، والتي لا تشمل كل السودانيين وإنما تنحصر في أحفاده، والذين يريدون أن يعود الزمن القهقرى، ويعيثوا في الأرض فساداً، ويستعبدوا من ولدتهم أمهاتهم أحراراً, ولتظل طرق القوافل آمنة.. تلك التي تبيع الحرير بسوق دمشق والأسلحة من بخارى وتبتاع بيت جالة العبيد.. ولكن هيهات؛ لأن الحرب التي دارت لمدة عشرين عاماً في السودان كانت من أجل الكرامة قبل اقتسام الثروة والسلطة. *إذن لماذا هذه (المعوجة) للتاريخ والتي تتمثل في إنتاج فيلم عن الزبير باشا، والسؤال لا يتعلق بمخرج الفيلم الذي إذا أردنا أن نتساءل حوله فإننا تأدباً نكتفي بالسؤال عن خبرته في الإخراج وكتابة السيناريو، لأن الذي نعرفه عن شخصه هو أنه مجرد كاتب (بذيء)، وهنا لا نعمد للإساءة، وإنما فقط نشير إلى كتاباته في منبر سودانيز أُون لاين .. فهو طبيب بيطري مع احترامنا لمهنة البيطرة التي لا تمت بأدنى صلة للكتابة والإخراج السينمائي.. (ولله في خلقه شؤون).. لكن دعونا نتحدث عن الجهة المنتجة للفيلم، والتي نعتبرها جهة تعوزها المسؤولية الوطنية تجاه مستقبل السودان، وأخشى أن يكون التجار الذين يدعوهم الأستاذ( سجيمان) إلى الوقوف خلف الفيلم هم التجار الذين أثروا من تجارة خشب التك، وبيع السكسك والسلع الغذائية المضاعفة الأسعار خلال الحرب، وألا تكون مؤسسات الدولة التي يناشدها الأخ هي تلك المسميات التي تتغذى على الحبال السرية من عائدات النفط المستخرج من أراضي الناس الذين يأكلون البشر، والذين لم تشتكِ منهم سفارات الدول التي تعمل شركاتها في تلك الحقول النفطية، ولم تحصل الشرطة على بقايا أجنبي أكله أهل بحر الغزال حتى ولو في (جريدة الدار) و(حكايات)!؟. لأنّ هذا الفيلم إذا قُدر له أن يرى النور فإنه يعد إساءة بالغة للمواطن الجنوبي عموماً ومواطني بحر الغزال خصوصاً، وهو يساوي من حيث الفظاعة تلك الرسومات الدنماركية المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم). أما الحديث عن أن تجارة الرقيق كان معترف بها في ذلك الوقت فهو حديث يدل على منطق ضعيف مع حقائق التاريخ وإذا اعتمدنا علي حديث الأخ (سجيمان) عن الأشياء المشروعة فهناك مثلاً عادة وأد البنات عند العرب في الجاهلية المذكورة في القرآن والاستعمار واستيطان اليهود في فلسطين والنازية والتفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا بجانب ختان الإناث في السودان، وغيرها من الأشياء التي كان معترفاً بها في وقتها، وهذا لا ينفي بشاعتها ولا إنسانيتها. يقول (سجيمان) بان الزبير كان داعية إسلامية وقد أقام دولة إسلامية في آخر تلك السخافات التي يرددها أمثاله، وتكررها الصحافة المأجورة وهي تعتمد على ما قاله الزبير عن نفسه في مقابلته التي أجرتها معه الكاتبة (فلورا شو) وهو منفي بجبل طارق. وهنا نتوقف لنناقش بديهيات في التاريخ مع علمنا أن أسخف النقاش هو نقاش البديهيات ذلك لأنه يعني شيئين أما الغباء أو عدم الرغبة في النقاش وفي الحالتين يحتاج الإنسان إلى زاد هائل من الصبر كي يناقش قضية إنسانية وجرحاً لازال ينزف مع حيوانات وأوباش أتوا من الغابة لتوّهم، وليتها كانت غابة طبيعية ولكنها غابة المصالح التي جمعت في داخلها أحطّ ما في مملكتي الإنسان والحيوان وهي غليان المصلحة الخاصة، يقول الراحل المقيم بابكر بدري عن التاريخ : ( إن أصدق التاريخ ما كتب في زمنه وصدق راويه وصدقه معاصروه) وإذا رجعنا إلى حديث الزبير الذي يردده (سجيمان) وصحائف الإدعاء في الخرطوم غير أن ما شهد به الزبير عن نفسه لم ينطق به غيره، الشيء الذي يخرجه عن كونه سِفراً تاريخياً , أما كل الذين كتبوا عن تاريخ السودان بما في ذلك التاريخ المقرر في المدارس السودانية والذي تقره شعبة المناهج ببخت الرضا بإشراف تربويين سودانيين أمثال مندور المهدي والفكي عبد الرحمن واحمد الطيب وعبد الله الطيب لم تصف الزبير باشا بأنه بطل قومي بل وصفته بأكبر تاجر رقيق في إفريقيا. وإذا افترضنا أن الأخ (سجيمان) ومن شايعه لهم مصادرهم الخاصة في وجه المصادر الأوروبية المفترى عليها ففي هذه الحالة عليهم ان يبرزوها ونتمنى ألا تكون من نوع الشهادة عن الذات أو تلك التي يتداولها الأحفاد عن جدهم، ولكننا نلجأ إلى نوع آخر من الشواهد ونتساءل على سبيل المثال هل كان (البازنجر) مجموعة من العلماء..؟ ومن أين تخرجوا..؟ هل من الأزهر الشريف أم من تمبكتو..؟ ونتساءل عن الذين درسوا في تلك الخلاوي أين هم.. ومن هم أحفادهم..؟ أم أن ممارسات الزبير باشا قد كرهت الجنوبيين في الإسلام الذي تركوه بمجرد أن غادرهم إلى القاهرة، ومنها منفياً إلى جبل طارق علماً بأن الجنوب يعج بأسماء الدعاة والمسلمين والطرق الصوفية، ولكننا لم نسمع بطريقة الزبير باشا؛ ولو كان الرجل من أهل الدعوة. إن المغزى من الفيلم دائماً هو أن ينتحر البطل الذي يمثل انتصار الخير على الشر، لكننا نناقش طبيباً بيطرياً يعتقد أن الأعمال الفنية تظل صالحة بمجرد أن يختم عليها كما يختم على الذبيح بسلخانة بحري. * عموماً الفيلم فضيحة.. وعلى منظمات المجتمع المدني والمثقفين والديمقراطيين وكل الذين يرون أهمية صيانة التعايش السلمي في السودان -وبما أن الحديث قد فتح- فإننا نطالب حكومة الوحدة الوطنية بأن تمنع صدور مثل هذا الفيلم ونطالب الناشطين من السودانيين أن ينفذوا اعتصاماً في هذا الشارع المسمى باسمه، الذي يشكل وصمة عار في جبين عاصمتنا السودانية؛ هذا إن أردنا لها أن تكون عاصمة يرى فيها كل السودانيين أنفسهم دون إحساس بالمذلة أو الإهانة.