|
دروس من التاريخ رد الاعتبار لجاليلو
|
يعتبر دوران الأرض حول الشمس ودورانها حول محورها من الثوابت العلمية المعاصرة التي لا يشك فيها عالم - على حد علمي - وأظن أن مسألة دوران الأرض تجاوزت مرحلة النظرية لتصبح حقيقة ثابتة، بعد أن تقدمت علوم الفضاء وتمكن الإنسان من الخروج من الغلاف الجوي بمعداته وتصوير الأرض من الفضاء الخارجي، والعلماء بالطبع يبنون حسابتهم الدقيقة تلك بناء على حركة الأرض وسرعة دورانها وأين ستكون في اليوم الفلاني .. إلخ.
في الماضي القريب والبعيد، ظن الإنسان – تبعاً لرأي بطليموس - أن الأرض ثابتة وأنها هي مركز الكون وكل ما في السماء يدور حولها.. كانت هذه هي العقيدة الغالبة، ولكنها لم تكن الوحيدة، ففيثاغورث قد قال بدوران الأرض حول الشمس وأريستاركوس (310-330 ق.م) قال بدوران الأرض وبثبات النجوم وأن ما نشاهده من حركة النجوم هو إنعكاس لحركة الأرض، وكوبرنيكوس قال بدوران الأرض حول الشمس، وأن الشمس هي مركز الكون. إلى أن جاء جاليليو وكبلر وأثبتا بالدلائل العلمية قضية دوران الأرض حول الشمس وحول محورها. جالو جاليليو الإيطالي الذي توفى عام 1642م وهو الذي اخترع التلسكوب وحسنه وتمكن من إثبات النظرية الفلكية التي أعلنها كربرنكس عام 1543م أن الأرض ليس هي محور الكون بل إن الشمس هي المركز للمجموعة الشمسية. وقصة هذا العالم الفلكي الكبير الذي ولد عام 1564م هي قصة مشهورة ومعروفة، وهي قصة الصراع بين العلم ورجال الدين التي كانت تعيشها أوروبا حتى قرون قريبة من زماننا هذا. نشأ قاليليو في بيئة علمية وكان أبوه يتمنى أن يكون أبنه طبيبا ولكنه آثر علوم الفلسفة والرياضيات على العلوم الأخرى قائلا إنها هى علوم الله، فاتجه نحو العلوم الطبيعية ودرس الفلك ودرس نظرية كوبرنكس التي كانت في أول زمن انتشارها، حيث كان هنا الأمر موضع أخذ ورد واندهاش من كثير من الناس والعلماء. وكان قد طور التلسكوب واستطاع رؤية القمر بشكل لم يره أحد قبله استطاع أن يرى أقمار كوكب المشترى مما أكد له وجود نظام يشبه المجموعة الشمسية، وبلغ من العلم ما جعل شأناً وأصر على رأيه بأن الأرض تدور حول الشمس، وكان هذا الاتجاه يمثل معارضة شديدة لرجال الدين الذين يتبنون ما ورد بالكتاب المقدس بأن الله ثبت الأرض وهذا يعنى إنكار لهذه الآية التي وردت بالكتاب المقدس عندهم، بل إن هناك معارضة أخرى وهى أن النبي يوشع عليه السلام طلب من الله أن يؤخر غروب الشمس لأنه كان في حرب وكان على وشك الانتصار، فاستجاب له الرب وجعل الشمس تتباطأ لكي ينهى الحر ب وينتصر، هكذا يقول الكتاب المقدس، ولكن كتاب جاليليو يناقض ويعاكس ما ورد في نص هذه الآيات من الكتاب المقدس., الغريب في الأمر أن هذا العالم لم يتم الرفع عن كتبه من قائمة الكتب الممنوعة من الكنيسة إلا في عام 1835م؟ ولم يرد له اعتبار من الكنيسة إلا في عام 1992م وذلك بعد أن قامت لجنة بأمر البابا الحالي لاعادة النظر فى قضية جاليليو وهى أمر محرج للكنيسة وقضت في دراستها عشر سنوات بدأت من عام 1982م انتهت إلى الاعتراف بفلسفة وفكرة جاليو جاليليو.
|
|
|
|
|
|
|
|
|