تحياتي يا بهاء .. الشكر لك و لـ ( حق ) .. أسمح لي أن أعتقد أن في وجود ( الصوت الآخر ) و الإستماع له و التحاور خيرا كثيرا , و سهما يضاف إلى كنانة مشاريعنا الوحدوية و الإتلافية , كائناً ما كان ذاك الآخر طالما كان محسوبا على معسكر الإستنارة و التجديد و الحرية و سيادة دولة القانون و الديمقراطية , و إلا لنسخنا و نسفنا لـ ( حق ) خطاب مبادئهاالأخلاقي , و رهانها على وحدة القوى الجديدة , و الذي ما تقاعست ( حق ) يوما عن المناداة به , و العمل على ترسيخه من خلال كافة أدبياتها و حراكاتها السياسية و الفكرية على مختلف الصُعُد . و يقينا أن يظل معلوما و مفهوما للجميع أسباب الخلاف و تباعد الشقة بين ( الحقين ) , و الذي لم يألوا الجميع جهدا - و ما زالوا - في تقريبها و إزالة أسبابها , و ذلك من خلال اللقاءات التي تمت بين القيادتين , و المحاولات التي لم تتوقف , و التي استطاع الحوار القائم فيها و عليها أن يتجاوز - ما استطاع - تفاصيل تباين الرؤى التي جُبل على إزكاء حدتها من قبل الوسائط الإعلامية لآلة السلطة , و من القوى السياسية الأخرى معاقة الفكر و مثقفي زمان السبي , هؤلاء الذين لا يظنون خيرا في توحد و التفاف كافة القوى الجديدة و الديمفراطية و التقدمية و المستنيرة حول نقاط التقاء أهدافها الأساسية , بل أن تلك المعاول الصدئة تعلن عن مثل قيام أي أشكال التحاور تلك شرا مستطيرا يستهدف استمرارية وجودها مُرتهن الإرادة , و تحسب دونه خرط القتاد . الأستاذ الحاج وراق من رموز تلك القوى , لا يستطيع أحدهم أن يلغي - و إن أراد - تاريخه السياسي النضالي , ولا مساهماته في مشاهد الفكر الإستناري الحديث , و لا يكون مستغربا أن يُدعى للحوار المفتوح و الإستماع إلى صوته و طرحه الفكري الذي لاتبخسه ( حق ) حقه , ولا تضن عليه بمنابرها مشرعة الأبواب لكل ما من شأنه أن يضيف إلى لُحمة قوى الجدة و الحداثة . حين تقيم ( حق ) مثل تلك المنتديات و المنابر الدورية , فإنها تختط منهجا للحوار و مداخل لاستعراض الرؤى على اختلافها أو اتفاقها , يقوم على تمكين ( الصوت الآخر ) من أن يصل و أن يسمعه الآخرون , و أن تقييمه المداخلات و النقاشات و الأسئلة , و هي تؤمن عن يقين ثابت و مقيم أن ذلك فقط هو ما يمكن أن تتقدم به نقاط الوعي الجماهيري و الإستنارة خطوة إلى الأمام , و هو فقط ما يتطلبه الواقع الراهن بتشابكاته و تقاطعاته , و فقط هو أيضا ما يدفع في اتجاه تلاقي الأهداف و الغايات مع من يؤمنون بتحول ديمقراطي حقيقي , يقوم عليه سودان جديد . ( حق ) تدرك تماما أن العالم لم يعد مكانا يقبل بقيام قائمة للكيانات الصغيرة و القوى المتشظية , لكنه يتجه إلى التوحد و الإئتلاف , و لمزيد ارتباط و ترابط يجمع القوى التي تتسع مواعينها الفكرية و التنظيمة و الأيدولوجية لتسع زوايا تلاقيها , لا نقاط الإختلاف و ضيق الأفق . فأولى و الحال كذلك بالقوى السودانية الديمقراطية أن تنتهج ذاك السراط في ظل منازلتها و مواجهتها لسرطان سلطة المؤتمر الوطني و استشراءه مبتلعا الوطن , حيثما وجد رخاوة في صفوف و وهنا في عضد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة