وكان احتفالا" يليق بعظمة الراحل الخاتم عدلان .... بوست توثيقي .... توجد صور الفعالية

Quote: في الذكرى الثانية لرحيل الاستاذ الخاتم عدلان العودة الى الكتابة في زمن الكآبة اقبل شهر ابريل من عامنا هذا ناثرا حولنا نسائم ليل عليل باردة ونازعا عنا هجير سياعات نهارية ساخنة مع انه حزم امتعته وهي مليئة باحداث ومستجدات سياسية متنوعة داخل وخارج السودان إلا انه وفي اسبوعه الاخير المنصرم وهو يهم بالرحيل عن عامنا هذا اثار في دواخلي اشجانا واحزانا وذكرى ظلت ساكنة ودفينة في وجداني منذ رحيل صديقنا وعزيزنا المناضل الشاب والسياسي المفكر الخاتم عدلان .ففي شهر ابريل من عام 2005 وفي اليوم الثالث والعشرين منه فاضت روحه الطاهرة وهو في ريعان شبابه . ومع الذكرى الثانية لرحيله وتراكم الاحزان واختلاطها بمشاعر الاحباط المزمن لواقع السودان المرير يعود المرء ليجد نفسه متفاعلا ومنفعلا متشائما ومرتبكا غير قادر على مقاومة نزعة الكتابة الكامنة في جوانحه خاصة اذا كان المرء من النوع الذي تنتابه نوبات الانفصال السياسي . ان حجم الخسارة التي خلفها رحيل الزعيم الخاتم عدلان كان كبيرا بالقدر الذي احدث خللا وترك اثارا سلبية واضحة في نمو ومسيرة القوى الحديثة بالسودان ، مما فاقم من حالة الحزن على رحيله لحالة احباط واكتئاب لمسيرة القوى الديمقراطية باكملها . رحل الصديق الخاتم عدلان زعيم تنظيم حق وهو في عز شبابه وفي خضم طوفان فكره السياسي الذي فاض وغمر مساحة واسعة من وجدان الشباب داخل وخارج السودان – فقد كان الخاتم بمثابة خاتم ازدانت به انامل الكثير من ابناء وشباب الشعب السوداني ايمانا بفكره المتوثب واطروحاته الطموحة المتجددة لبناء سودان ديمقراطي علماني جديد- كان الخاتم وانا لصيق به منذ مرحلة الدراسة الثانوية بمدني متحدثا لبقا بارعا ومحللا ومحاورا سياسيا قديرا . حاول الخاتم عدلان تأسيس جبهة عريضة من مجموعات القوى الحديثة التي تنادي بيقام سودان ديمقراطي تعددي لتكون ندا قويا امام القوى الظلامية وامام قوى الاحزاب التقليدية فاجرى اتصالات عديدة مع رموز وقيادات تلك القوى وتيارات التجديد داخل الاحزاب التقليدية إلا انه لم يجد تجاوبا وحماسا بالقدر الذي كان يتوقعه بسبب توجس تلك القيادات وتخوفها من قدرات ومهارات الخاتم عدلان التي تسحب البساط من تحت اقدامهم وتجعل الخاتم رمزا وزعيما لقاعدة جماهيرية غريضة تجتذب وتستقطب كل المجموعات المبعثرة هنا وهناك تحت سقف برنامج السودان الجديد . الخاتم كان يختلف تماما عن بقية الرموز والقيادات السياسية من حيث الجينات السياسية التي يحملها جسده – فهو لم يكن وليد إرث سياسي طائفي او جهوي ولم يبرز في الساحة السياسية من خلال عمل عسكري لمليشيا مسلحة ولم تدفعه الى سطح القمة مراكز مراكز قوى او مجموعات ضغط ضمن دائرة العمل الحزبي بل كان الخاتم وليدا شرعيا لغبقريته الفذة وفكره الخاص وفلسفته الذاتية وقدرته التحليلية والتشحيصية لقضايا الوطن وهموم المواطن – كان تجسيدا لنظرية سياسية علمية مستقلة التفت حولها مجموعات كبيرة من الجيل الحديث من جماهير الشعب السوداني . رحل الخاتم عدلان وهو يردد" نريد لشعبنا ان يتخطى غلظة الطغيان والوصاية ويسير على طريق اللطف الديمقراطي المعبر عنه بالاوراق الانتخابية الانيقة والمحكمة الطي . نريد ان نعتمد مقاييس دقة موازين الذهب للاشخاص والبرامج" . رحم الله الخاتم عدلان واسكنه فسيح جناته وسيبقى فكر الخاتم مختوما على جبين مناصريه وجبين كل من يتطلع لبناء سودان ديمقراطي جديد. د.صالح محيسي