وكان احتفالا" يليق بعظمة الراحل الخاتم عدلان .... بوست توثيقي .... توجد صور الفعالية

Quote: الأعزاء زملاء وأصدقاء الخاتم عدلان الأعزاء أعضاء سودانيزأون لاين في الدوحة الأخوة الحضور في حفل تدشين كتاب (ما المنفى وماهو الوطن) تحيات زاكيات ، تلقيت دعوة كريمة عبر الأخ محمد سليمان كي أكون بينكم لتدشين هذا الكتاب لكن ظروف العمل هنا لم تسمح لي كي أكون بينكم الليلة فاسمحوا لي بهذه المساهمة مكتوبة واعذروني أيضاً بسبب عجالتها. دمتم بشرى الفاضل طرحته بلادنا فخرج منها تحت ظل السيوف خرج الخاتم عدلان للعمل العام من قرية هي (أم دكة الجعليين) تشرئب إلى قرى أخرى مثل 24 القرشي التي تعتبر أم دكة الجعليين من أعمالها , وسميت أم دكة بهذا الاسم تمييزاً لها عن أم دكةِ أخرى , وهذه الثانية هي التي دفن الخاتم في ثراها حيث لا توجد مقابر بأم دكة الجعليين . في المدينة عرب درس الخاتم في مدرستها الوسطى ذات الرأسين , و التي كان يمتحن إليها الطلاب من نصف مدارس الجزيرة تقريباً . خرج الخاتم من مجتمع قروي إلى مدن قروية , حيث درس الثانوية بود مدني , و فيها حيث تفتحت آفاقه على القضايا و الأفكار الكبرى قبل الأوان , فشارك في تنوير زملائه التلاميذ من حوله , و أظهر حينها وعياً سياسياً باكراً قبل انتقاله إلى الخرطوم حيث درس بجامعتها ودخل فيها المعترك السياسي من أوسع أبوابه , تماما مثلما أُدخل السجون . لم تجذب الخاتم الوظيفة , بل وظف طاقاته كلها للعمل العام على رغم عسر الحال. و من ثم تخطفته بيوت الاختفاء السرية حين تفرع للعمل الحزبي , فلم يسعد بهناءة التجوال في شوارع بلاده , ليس حتى خلال سنوات الديمقراطية الشحيحة , حيث كانت جبال المهام تنوء بكلكله الفتي . و كان مطلوباً في سنوات الإنقاذ مقابل الملايين قبيل خروجه , ولو عثروا عليه لفتكوا به على نحو ما فعلوا بالدكتور على فضل وبالمهندس أبوبكر راسخ , وربما بطريقة أشد حقداً , فالخاتم كان عندهم ترياقاً مضاداً لسموم الإسلام السياسي , وعلى رأسه الجبهة القومية الإسلامية و تلوناتها حسب مقتضى الحال. تخطفته المنافي حين طرحته بلادنا فخرج منها تحت ظل السيوف كما أشار في المقال الثاني الذي بين دفتي هذا الكتاب , والذي جاء عن مركز الخاتم عدلان للاستنارة ومنشورات مدارك بعنوان (ما المنفى وماهو الوطن) في باكورة أعمال هاتين المؤسستين معاً . وهو مجموعة مقالات مختارة قدم لها الدكتور الباقر العفيف كما سرد جانباً من حياة ونضال ومكابدة الخاتم الدكتور , و فيها أيضا نقرا كلمات الخاتم الوضيئات "اشهدوا مني ..وانشروا عني .. أني عشت حياتي كلها أنشر الاستنارة وأحارب الخرافة ولو تبقى من عمري يومين أو ساعتين أو دقيقتين وأنا قادر لنشرت فيهما الاستنارة" في هذا الكتاب وعن الفيلسوف ابن رشد نطالع ما خطه قلم الخاتم الرصين من أن هذا الفيلسوف أعلى من شأن العقل ومكانته ورفعه على ما عداه واهتدى بنوره في كل مساعيه وشق به المجاهل في جرأة ونفاذ بصيرة فهل ترى كان الخاتم يتحدث عن شخص آخر غير نفسه؟ إن أولئك الأفذاذ الذين ظللت تحدثنا عنهم يا خاتم من مفكرين وغيرهم , وضعوا الحقيقة والوطن في حدقات عيونهم , فأنت منهم دون شك , تسير في مقدمة صفوفهم , أولئك المتعبون المتعبين للطغاة المفندين لخطرفات كل من يحتفي بالظلام. حفل الكتاب الأول هذا بمقالات للخاتم , وعرض كتب ومقابلات أجريت معه , وشملت الأجزاء المختلفة للكتاب كل الجوانب التي انشغل بها الخاتم في حياته: الفكر والسياسة والكتابة الإبداعية. فيه نجد نقداً لخطاب الاسلامويين وكاهنهم الأكبر , وفيه نطالع تحليل الخاتم المفحم في مقاله المعنون "بين عبدالله على إبراهيم والأستاذ الشهيد عبد الخالق محجوب " و ذلك ضمن مقالات أخرى عديدة. وأعتقد أن هذا السفر الأول يقدم فكرة طيبة عن قلم وعقل الخاتم عدلان الذي امتاز بخاصية فريدة هي النفاذ أولا إلى جوهر الأشياء. صدر هذا الكتاب عام 2006م في الذكرى السنوية الأولى لرحيله. وثمة حسرة ستظل تلازم كل أحباب الخاتم وأصدقائه حين يتصفحون هذا الكتاب وهي أن الخاتم وكما قال الباقر العفيف بحق " لم يعش ليرى اسمه مطبوعاً على صفحات الكتب " ذلك و على الرغم من كثرة الأفكار والرؤى العميقة التي خلفها إرثا , إما في مخطوطات أو في صدور من تابعوه خلال مسيرته الفكرية النضالية الشائكة من محبين وأصدقاء وزملاء وتلامذة في الندوات والسجون وبيوت التخفي من العسس . نأمل كثيرا أن يعمل (مركز الخاتم عدلان للاستنارة) على ألا يستبقي شيئاً من معادن الخاتم عدلان الفكرية الثمينة هذه وراءه , علنا نساهم في إعادة إحياء فكر الخاتم لجموع غفيرة غيبته عنهم وسائل الإعلام في بلدنا , المتحيزة في حيناً والشمولية أحيانا . وحتى نتمكن بذلك من تقديم الخاتم عدلان لحشود و أجيال غير منظورة في رحم المستقبل , سيرحبون بالخاتم دون شك وسيعتبرونه والدهشة تعلو وجوههم شخصاً مجايلاً لهم أو خاتماً للمنى نحو سودان سعيد. نطرح الكتاب لأول مرة في الدوحة، ويذهب دخل بيع الكتاب لصالح مشروع إنشاء مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية بالخرطوم , و ستعقبه كتب أخرى في القريب .