كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حيدر محجوب عبد السلام(jini)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-26-2002, 12:39 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا

    ديموقراطية الصحويين بين أهل الگهوف وأهل البُروج!

    بقلم/كمال الجزولى

    (1)

    لم أحظ بحضور الندوة التى نظمَتها ، بقاعة الشارقة بالخرطوم ، جامعة أفريقيا العالمية بالتعاون مع منظمة الدعوة الاسلامية ، بتاريخ 3 نوفمبر الجارى ، تحت عنوان: (أبعاد أحداث الحادى عشر من سبتمبر ـ نظرة استراتيجية) ، غير أن السيد الصادق المهدى بعث إلىَّ ، مشكوراً ، بنسخة من الورقة التى قدمها أمامها بعنوان: (مكامن العجز الذاتى فى المؤسسات الرسمية العربية والاسلامية) ، حيث أحال هذا العجز فى مستوى العمل الإقليمى إلى العجز الذى تعانى منه (الدولة الأوتقراطية) نفسها داخل أوطانها القطرية بسبب (الافتقار إلى الديموقراطية).

    وبانفصال عن كونه رئيساً لحزب الأمة ، اكتسب الرجل ، فى ما يبدو ، كفقيه ومفكر وكاتب ، شبكة مرموقة من المُعينات على الكتابة الاحترافية ، يعود إليها ، ولا بد ، بجانب دأبه المعهود ، جُلُّ الفضل فى هذا الانتاج الغزير ، الممتاز ، والمرتب ، إتفق الناس أم اختلفوا حوله ، مما يغبطه عليه ، بحق ، كلُّ مُنتِجى "المحاصيل" الذهنية! ولأن الحرص على تلقى مردود التغذية الاسترجاعية لهذا الانتاج ، فى تقدير الآخرين ، هو من دلائل استشعار أى مفكر أو كاتب لمسئوليته تجاه نشاطه الذهنى ، فقد أثار إعجابى ، ولا أقول دهشتى ، أنه كان أبدى أيضاً ، قبل شهور ، اهتماماً مماثلاً ، وهو فى أشدِّ حالات العجلة من أمره ، يخُبُّ ، ساعتها ، خبباً إلى المطار للحاق بفعالية فكرية سياسية بألمانيا ، ومع ذلك حَرص على أن يبعث إلىَّ ، وإلى آخرين غيرى ، بالورقة التى كان أعدَّها فى ذكرى المولد النبوى الشريف ، ليشارك بها ، فور انتهاء فعالية ألمانيا ، فى أعمال المؤتمر السنوى الذى درجت وزارة الأوقاف المصرية على إقامته فى القاهرة بهذه المناسبة ، راجياً ، بدماثة مشهودة ، أن يتلقى التعليقات والملاحظات المحتملة عليها ، عبر فاكس محدَّد بالقاهرة ، كيما يضعها فى الحسبان قبل موعد المؤتمر! ومع أن مشاغل وأسفار تخصنى صادفت ذلك التوقيت ، فحالت ، للأسف ، دون تمكُّنى من الاستجابة لتلك البادرة الكريمة ، إلا أن السؤال المهم الذى ينطرح فوراً هنا هو: أيَّة منقصة كان يمكن أن تؤخذ على الرجل نفسه لو لم يفعل؟!

    مهما يكن من أمر غالب عاداتنا الثقافية ، فهذا نموذج ديموقراطىًّ يستحق أن يُحتذى فى باب الحدب المفترض على (عصف الأدمِغة) حول القضايا الوطنية والدولية التى تشغل شعبنا ، والشاخِصة منها ، بخاصة ، فى أفق الفكر الاسلامى ، بأكثر من مجرد الشغف المرذول بسماع صدى الصوت الداخلىِّ وحده!

    (عصف الأدمغة) نفسه ، بخلاف الفكرة الخاطئة عنه لدى البعض ، ليس هو ذلك النشاط الذى يستهدف تتبع أو تصيُّد أو نبش نقاط (الاختلاف) مع الآخـر ، والتركيز عليها ، فى كل الأحوال. بل إن استجلاء مواطِن (الاتفاق) قد يشكل ، أكثر الأحيان ، واحدة من المطلوبات المجيدة لهذا النشاط ، بشرط أن ينهض على (حوار) حقيقى ، لا محض (سجال) عدمى. والفرق بين الاثنين ، فى حالة السياسة مثلاً ، أنه ، وبينما يستغرقها الآخير فى لجج الغوغائية ، فإن الأول يرفدها ، فكراً وممارسة ، بعناصر التفتح والاستنارة ، وبخاصة تجاه فقيه ومفكر فى قامة السيد الصادق ، تراكم ، بسبب أدائه العملى ، حزبياً وحكومياً ، ضباب متكاثف من (السياسة السياسوية) ، كما فى المصطلح الفرنسى ، بين كثير من الناس وبين كثير من اجتهاداته فى مجال الفكـر السياسى الاسلامى ، والتى نعدُّها من أحوج ما تحتاجه الجماعة المستعربة المسلمة فى بلادنا لتفتح بها وبأمثالها ما كاد يستغلق نهائياً أمام أبصارها وبصائرها من مسالك تفضى لإصلاح دينها ودنياها. وهذا ما سنحاول إضاءة شئ منه ، هنا ، ونحن نعرض ، بمناسبة هذه الورقة المهمة ، لموضوعة الرجل الأثيرة: (الاسلام والديموقراطية).

    (2)

    لا جدال فى أن السيد الصادق ظل يبدى ، طوال ما يربو على ربع القرن الماضى ، ثباتاً فكرياً محموداً فى الدفاع عن الديموقراطية المعيارية والقيمية ، واجتهاداً فقهياً رفيعاً لتوطينها فى قلب تربة الفكر السياسى الاسلامى ، بإيجاد أكثر من وشيجة تقرن بين مبادئها الوضعية المترتبة على محض الفطرة السليمة وبين المبادئ الأساسية للاسلام الذى ".. يوافقها فى خاماتها المبدئية ، ولكنه لا يُفصِّل نظاما ديموقراطيا محددا ويترك ذلك لظروف الزمان والمكان" (الصادق المهدى ؛ أحاديث الغربة ، ط1 ، دار القضايا ، بيروت 1976م ، ص 3. وقد كان للرجل فى ذلك ، دائماً ، من قوة السند وبهاء الحجة ما بوَّأه مكانة عليَّة بين أبرز مفكرى العقلانية الاسلامية فى المنطقة ، وذلك من حيث وعيه العميق بموضوعة (العقل) المركزية فى الاسلام الذى "يعطى الانسان مجال التفهم بعقله ، ومواصلة الهداية بجهد ، حاثاً على استخدام العقل فى خمسين آية .. وعلى التفكير فى 18 آية" (نفسه ، ص 33) ، ومن حيث إتقانه الرفيع لمنهج النظر فى النصوص "على ضوء البيئة ودوران المصلحة" ، وهو منهج من أنار الله بصائرهم من "قادة الفكر الاسلامى والمفسرين .. والفقهاء .. فعادوا إلى نصوص القرآن والسنة واستنبطوا منها .. الاحكام التفصيلية ، وراعوا فى ذلك تطورات البيئة من مجتمع المدينة إلى مجتمع عالمى يضم قارات ثلاثاً " (نفسه ، ص 28 ـ 29).

    إستصحاب (المصلحة العامة) ، فى الفقه ، دفعاً (للمضرة) بالأخص ، هو أحد المحاور المهمة التى اشتغل عليها هذا المفكر. فمن أفدح وجوه الخطأ ، عنده ، قياس "ضرورة الالتزام الدينى بالقيم الروحية والخلقية بالتزام مماثل .. فى المعاملات الاجتماعية والسياسية ، (لأن) الأمور الروحية .. والأمور الخلقية .. ثابتة ، والالتزام بها يحقق الفضيلة. أما المعاملات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فأمور متحرِّكة مع ظروف الزمان والمكان ، وتراعى فيها المنافع والمستجدات .. (و) محاولة إخضاع هذه الأمور المتحركة لأحكام ثابتة يحقق المضرة" (الصادق المهدى ؛ نداءات العصر ، ص 34 ـ 35).

    ولا يكتفى السيد الصادق بالتشديد فقط ، فى هذا السياق ، على عدم دعوة الاسلام إلى نظام حكم بعينه ، أو على عدم إلزامية النظم السياسية التى عرفها التاريخ الاسلامى ، بل يذهب إلى أبعد من ذلك بتشديده ، أيضاً ، على أن المبادئ السياسية للاسلام كالحرية والعدل والمساواة والشورى وغيرها "تطورت حتى ماثلتها النظم الديموقراطية الحديثة" التى وضعت من الضوابط لممارسة تلك المبادئ نفسها ما خلت منه التعاليم الاسلامية السياسية ولم يعالجه الاجتهاد ، الأمر الذى جعل (المبادئ) معلقة فى الهواء ، فأهملها حكام المسلمين أغلب تاريخهم السياسى. ويؤكد ، من ثمَّ ، أن استصحاب هذه الضوابط ، التى طابق فيها تطور الفكر الانسانى حقائق الوحى ، أصبح ضرورة ، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، على أن التقنين يبقى ممارسة بشرية ، وليس نمطاً ملزماً (الصادق المهدى ؛ تحديات التسعينات ، شركة النيل للصحافة والطباعة والنشر ، القاهرة ، ص 197). ويبدى الرجل كذلك قدراً كبيراً من الاستنارة باستناده إلى رأى الإمام الفخر الرازى فى انعقاد العصمة لجملة الأمة ، لكى يعقد السيادة للشعب ، ويجعل المرجعية لهيئاته المنتخبة انتخاباً حراً فى تقرير كل شئ ، بما فى ذلك فهـم (النصوص) غير القطعية ، وتحديد رأى الدين فى المستجدات (نفسه ، ص 193).

    (3)

    من نافلة القول أن السيد الصادق لا يقف وحده فى منبر الدفاع المجيد هذا عن قيمية ومعيارية الديموقراطية فى المحيطين العربى والاسلامى. ذلك أنه إذا كان الفكر السياسى الغربى قد عالج موضوعة (التعدد) ضمن المفهوم الوضعى (للديموقراطية الليبرالية) ، فإن كثيراً من المفكرين الاسلاميين المعاصرين يبدون تقديراً طليقاً لتلك المعالجات على قاعدة الحديث الشريف: "الحكمة ضالة المؤمن ، أنى وجدها فهو أحق الناس بها". فالشيخ محمد الغزالى ، مثلاً ، يشدِّد على أن "التفتح العقلى ضرورة .. فماذا يمنع الفقيه المسلم من قبول كل وسيلة أصيلة أو مستوردة لتحقيق الغايات التى قررها دينه ؟! إن النقل والاقتباس فى شئون الدنيا ، وفى المصالح المرسلة ، وفى الوسائل الحسنة ليس مباحا فقط ، بل قد يرتفع الآن الى مستوى الواجب" (محمد الغزالى ؛ دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين ، ص 182). ثم يعود ليسخر من حجة الانكفائيين: ".. شعرت بجزع عندما رأيت بعض الناس يصف (الديموقراطية) بالكفر ، فلما بحثت عمَّا عنده لكفالة الجماهير وكبح الاستبداد وجدت عبارات رجراجة يمكن القاؤها من منبر للوعظ" (نفسه ، ص 186). والدكتور سليم العوا يشدِّد ، من جانبه ، على الفهم الإسلامى الصحيح لقضية التعددية بقوله: "الاختلاف .. أمر قدره الله سبحانه وتعالى حتى صار سنة من سنن الكون .. فإن الاعتراف بالاختلاف والمغايرة له أصله الشرعى الثابت" (د. محمد سليم العوا ؛ ندوة مركز الدراسات الحضارية بالقاهرة حول التعددية السياسية ، أخبار اليوم 22/2/9. والسيد فهمى هويدى يقول إن الموقف الناكر للتعددية خاطىء من وجوه ثلاثة: شرعية ورسالية وسياسية (نفسه). والدكتور يوسف القرضاوى يقر بأن تدبير سياسة الدنيا إنما يندرج ضمن حدود "منطقة (العفو) التى سكت عنها الشارع رحمة بالناس ، وتركها مفتوحة لاجتهاد البشر وتقديرهم للمصلحة .. حيث لم ترد نصوص قطعية فى شأنها" (نفسه) ، بل يذهب إلى أكثر من هذا ، فيدمغ الآراء التى ترفض الاختلاف بين الناس بأنها ضربٌ من التَوجُّه ".. ضد فطرة الإنسان ، وضد منطق الإسلام ذاته الذى سجل القرآن الكريم فى صدده أن الله سبحانه وتعالى أراد الناس مختلفين لحكمة قدرها .. كانت المذاهب أحزابا فى الفقه ، وليس هناك ما يمنع أن تصبح الأحزاب مذاهب فى السياسة" (نفسه). والدكتورعبد الله النعيم يرى "أن الحاجة لتحمل تعدد الرأى بين المسلمين .. تجعل الليبرالية الاسلامية مهمة بالنسبة للحيوية الدينية .. بالاضافة إلى التطور السياسى أو الاجتماعى .. إن المنطق الدينى للتحمل .. يؤدى الى تقدير أفضل للتعددية كواقع حياة فى مجالات أخرى" (د. عبدالله النعيم ؛ ضمن "الديموقراطية فى السودان: البعد التاريخى والوضع الراهن وآفاق المستقبل" ، تحرير د. حيدر ابراهيم على ، مركز الدراسات السودانية ، القاهرة 1993م ، ص 242). والدكتور عبد الوهاب الأفندى يقول: "إذا كان هناك درس يستفاد من التجربة السودانية فهو أنه لا غنى للإسلاميين عن اتباع الأساليب الديموقراطية الحديثة ، ليس فقط فى إدارة شؤون البلاد ، بل وفى إدارة شؤون الاسلاميين أنفسهم .. التجارب الديموقراطية الحديثة مثلت نقلة نوعية فى ابتداع الوسائل العملية لتحقيق الأهداف التى ظلت المجتمعات الإنسانية تسعى لتحقيقها .. الحركات الإسلامية الحديثة قبلت هذه الفكرة نظرياً .. فحركة الأخوان المسلمين وغيرها شادت بناءها التنظيمى على أسس ديموقراطية .. (و) قبلت بواقع المشاركة الديموقراطية ، واعترف حسن البنا وغيره بأن النظام البرلمانى الدستورى هو الأقرب إلى روح الإسلام" (الوفاق ، 18/1/2000م).

    (4)

    غير أن السيد الصادق بدأ ينتقل ، فيما يلاحظ منذ حين ، من مجرَّد الاقتصار على المعالجة النظرية لقضية الديموقراطية فى حدودها المعيارية والقيمية ، على خلفية المبادئ والمثل السياسية والأخلاقية العامة التى جاء بها الاسلام ، ليتناولها ، بتركيز وكثافة أكثر ، فى أشكالها التطبيقية الملموسة ، وليعالج مسألة قدرتها على البقاء فى وجه مهدِّداتها. فعندما حاضر المسلمين النيجيريين ، على سبيل المثال ، فى كادونا ، العام الماضى ، حذرهم من مغبة التطبيق الانفعالى للشريعة على حساب وحدتهم الوطنية ، وتجربتهم الديموقراطية (الصحافى الدولى ، 22/7/2001م) ، مثلما حذر المسلمين فى السودان من "أن إكساب الدولة أية صبغة دينية من شأنه زيادة حـدَّة الاستقطاب والفعل المضاد" (الرأى العام ، 20/8/2001م). وما انفك يراكم ، مؤخراً ، اجتهاداته على هذا الصعيد ، عبر العديد من إصداراته ودراساته ومنبرياته. وفى هذا السياق جاءت ورقته الأخيرة المشار إليها.

    تؤكد الورقة على الضرورة الاستثنائية ، فى ظل الظروف الراهنة فى العالمين العربى والاسلامى ، لبناء (الدولة الديموقراطية الحديثة) ، كإنجاز حضارى ينبغى تحشيد الإرادة السياسية المطلوبة باتجاهه ، وتضيف: "إن لم تتوافر (هذه) الارادة السياسية لأسباب إيجابية كما ينبغى ، فلتتوافر للحيلولة دون فرض أجندات أهل الكهوف وأهل البروج علينا".

    يقصد الكاتب "بأهل الكهوف" تيارات الغلو الاسلامية المتشددة ، والتى تنطلق من اجتهاد منكفئ ، ويقصد "بأهل البروج" قوى الهيمنة الغربية التى صارت بلدانها هدفاً لهجمات تلك التيارات ، وصارت تزداد يأساً ، بإزاء ذلك ، من إمكانية تكرار (التجربة الكمالية) ، وأيضاً من جدوى مواصلة الاعتماد على حلفائها القدامى فى الشرق العربى والاسلامى ، بدولهم الأوتقراطية التى تفاقم من احتقان الأوضاع ، بحكم طبيعتها المركبة على تركيز السلطات لا تفويضها ، فأصبحت تعدهم ، هم أنفسهم ، مصدر الخطر عليها. والتياران يمثلان ، حسب الورقة ، قوتين فى جبهة سداسية تحاصر ، حالياً ، الدولة الأوتقراطية السائدة فى المنطقة ، وذلك إلى جانب القوى الأربع الأخرى ، وهى: (1) قوى حصار "الليبراليين العلمانيين" المتأثرين بالغرب من خلال التعليم الحديث ، والاعلام العالمى ، والاتصال بالعالم ، وزيادة الدخول (2) قوى حصار "الصحويين الاسلاميين" الذين صالحوا الشورى والديموقراطية ، على حدِّ تعبير الورقة (3) قوى حصار "الشعوب" التى عبرت عن حيويتها التحركات الشعبية فى جنوب لبنان وفلسطين وإيران وباكستان واليمن والسـودان وأندونيسيا ، بإزاء التطورات الاستراتيجية فى الشرق الأوسط (فلسطين) ، ومنطقة الخليج (العراق) ، وجنوب آسيا (أفغانستان) ، والقرن الأفريقى (السودان) ، والتى فضحت العجز التام الذى يعانى منه النظام العربى والاسلامى الرسمى. (4) قوى الحصار "الدولى" من خلال إعلان الأمم المتحدة الالتزام بالديموقراطية مع بداية الألفية الثالثة ، وإعلان المنظمات الاقليمية ، كالاتحاد الأوربى والاتحاد الأفريقى ، عن مواقف منحازة للديموقراطية باعتبارها أساساً لشرعية الحكم ، وكذلك من خلال (إتفاقية كوتونو) بين الاتحاد الأوربى ومجموعة دول أفريقيا والكاريبى والمحيط الهادى ، والشراكة الجديدة من أجل التنمية فى أفريقيا (النيباد) ، ومؤخراً إعلان القمة الفرانكفونية ببيروت فى أكتوبر الماضى ضرورة اعتبار الديموقراطية والفرانكفونية والتطور وحدة لا تتجزأ.

    هكذا ، ومن خلال هذا الرسم التخطيطى (للحصار السداسى) الذى يطبق على الدولة الأوتقراطية فى العالمين العربى والاسلامى ، تعمد الورقة إلى تفكيك وإعادة تركيب المشهد العام لأهم مآلات الصراع فى هذه المنطقة كما يتصورها الكاتب فى المرحلة القادمة من جهتين أساسيتين:

    فمن الجهة الأولى: يسحب (أهل البروج) دعمهم المبذول حتى الآن لهذه الدولة الأوتقراطية ، فيتحتم فناؤها ، وإحلال الدولة الديموقراطية محلها ، وذلك تحت سنابك عمليات قصديَّة تتحالف فيها أربع قوى أساسية من قوى الحصار: الليبراليون والصحويون والشارع وضغط المجتمع الدولى.

    ومن الجهة الثانية: يتراجع (أهل الكهوف) ، وتذوى حركتهم ، حين يفقدون ، بانهيار الدولة الأوتقراطية ، الأساس الوحيد الذى أكسبهم شعبيتهم بلا استحقاق ، حيث تتيح الحرية فى الدولة الديموقراطية نقض حجتهم بالحجة الاسلامية المستنيرة ، بدلاً من الاجراءات الأمنية المتبعة ضدهم بلا جدوى.

    (5)

    على الرغم من المتعة الذهنية التى توفرها قراءة هذه الورقة القيِّمة ، إلا أننى وددت لو أن السيد الصادق واصل فيها طرح السؤال المقلق عن قدرة النظام الديموقراطى فى بلادنا على حماية نفسه ، وحماية الحراك السياسى الاقتصادى الاجتماعى الذى يجرى تحت مظلته ، ليس فقط فى وجه مهدِّداته الداخلية (أهل الكهوف حسب الورقة) ، بل والخارجية أيضاً. فالديموقراطية أسلوب وإطار ، وأخشى أن التركيز على مستقبلها فى العالمين العربى والاسلامى ، من جانب واحد ، قد أورث الورقة غموضاً غير مرغوب فيه بصمتها عن مشهد المآلات المحتملة لهذا الحراك ، حتى بافتراض فناء الدولة الأوتقراطية وتأسيس الدولة الديموقراطية ، وذلك فى جبهة الخطوط المتقاطعة بين مصالح (شعوب) المنطقة وبين حكومات الغرب الرأسمالى الراعية لمصالح الاحتكارات العملاقة متعدية الجنسية ، أى (أهل الأبراج) أو (أهل الهيمنة) الذين سيساعد تخليهم عن دعم الدولة الأوتقراطية على فنائها ، حسب الفرضية الأساسية للورقة ، والذين لا يتوفر حتى الآن ما يشير إلى أنهم ، وبمجرَّد تحقق هذا الفناء ، سوف يتخلون عن أجندتهم التى دفعت بهم فى السابق إلى دعم الأتوقراطية!

    (إنتهى)


    للأستفسار أو طلب معلومات يرجى مراسلتنا على العنوان التالى
    [email protected]

    ©جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع صحيفة الراي العام 2001
    Copyright © 2001 AL RAYAAM NEWSPAPER. All rights reserved

    Sammy Sosa.

    ___
    Justice For All.
                  

العنوان الكاتب Date
كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا jini11-26-02, 12:39 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا adil amin11-26-02, 01:10 PM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا othman mohmmadien12-17-02, 11:37 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Tariiq11-26-02, 01:23 PM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Abdel Aati11-26-02, 02:08 PM
      Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد11-26-02, 06:23 PM
        Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد11-26-02, 11:45 PM
          Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد11-27-02, 12:03 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا atbarawi11-27-02, 03:50 PM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد11-27-02, 08:18 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا البحيراوي11-27-02, 10:34 PM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد11-27-02, 10:50 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا atbarawi11-28-02, 01:21 PM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا degna11-28-02, 02:10 PM
      Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد11-28-02, 08:09 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا atbarawi11-29-02, 00:56 AM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد11-29-02, 03:44 AM
      Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا ابو يسرا11-30-02, 03:22 PM
        Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا امبدويات11-30-02, 06:20 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Alsawi11-30-02, 08:04 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا jini12-01-02, 01:08 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا jini12-01-02, 01:46 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا jini12-01-02, 01:48 AM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا رباح الصادق05-23-03, 01:15 AM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا رباح الصادق05-23-03, 01:27 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا omdurmani12-01-02, 02:10 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا 7aganya12-01-02, 06:41 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Alsawi12-01-02, 09:02 AM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد12-17-02, 05:48 AM
      Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Al-Masafaa12-17-02, 12:51 PM
        Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد12-17-02, 06:06 PM
          Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Al-Masafaa12-18-02, 12:20 PM
            Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد12-18-02, 05:14 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا atbarawi12-19-02, 01:36 AM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد12-19-02, 02:06 AM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد12-19-02, 02:09 AM
      Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Al-Masafaa12-20-02, 06:09 AM
        Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد12-24-02, 02:07 AM
          Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا شرير والبرتقاله03-03-03, 02:03 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا serenader03-05-03, 05:59 AM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Abdel Aati05-22-03, 09:56 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا رباح الصادق05-22-03, 11:59 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا رباح الصادق05-23-03, 00:01 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا رباح الصادق05-23-03, 00:03 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا رباح الصادق05-23-03, 00:05 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Bushra Elfadil05-23-03, 05:03 PM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا jini05-23-03, 08:01 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا رباح الصادق05-23-03, 07:06 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا فجراوى05-23-03, 07:33 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Bushra Elfadil05-23-03, 08:50 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا فجراوى05-24-03, 08:20 AM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا Abdel Aati05-24-03, 11:00 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا رباح الصادق05-24-03, 09:46 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا فجراوى05-24-03, 11:04 PM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد05-24-03, 11:31 PM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا awadnasa05-25-03, 01:25 AM
    Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا مارد05-25-03, 06:34 AM
  Re: كمال الجزولي على أعتاب السلاطين مادحا فجراوى05-26-03, 07:11 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de