قالت لي القبطية ..

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 10:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جلال داوؤد(ابو جهينة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2004, 11:22 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قالت لي القبطية ..

    عطبرة ،، ذات فصل إعتمرتْ فيه المدينة ( كتاحة ) غير مألوفة ، لون أحمر قان و كأن كل تربة البطانة قد حلَقتْ في الجو لتمطر أهل المدينة بهذه الزخات الترابية.
    تنام في ( حوش ) البيت ، فتصحو و كأن ( بطانية ) من تراب قد إلتحفْتها أثناء نومك ، حتى أن أهل الدار ربما ميَزوك عن غيرك بصوتك ، حيث يبدو شكلك و كأنك تعمل في ( طاحونة ) طوال اليوم.
    يالها من ذكرى.
    القبطية ( أم سوسن ) جارتنا ، إمرأة مكتظة اللحم ، قصيرة القامة ، و لكنها لا تخلو من وسامة ، تربط شعرها بمنديل يسميه أهل مصر ( أُوِيه ).
    كثيرة الكلام ، مشحونة بعواطف متضاربة.
    فتارة هي رومانسية تتغنى بأغنيات أم كلثوم و تدندن بألحان عبدالوهاب.
    و تارة أخرى تصب جام غضبها على صنف الرجال و تصفهم بالخونة .
    و تارة تلعن النساء و تقول أنهم أس المصائب.
    إمرأة مترعة بالحياة و متروسة بالتجارب ، تنفث دخان سيجارة ( القولد ليف ) و أحيانا ( الكليوباترا ) ، و تسعل طول الوقت ، فنسمعها و نحن رقود على أسرتنا في الحوش نحدق في النجيمات البعيدة.
    نجوم عطبرة كنت أتخيلها و أنا صغير بأنها غير تلكم التي تسطع في سماء الدامر أو بربر أو الخرطوم ، أو حتى التميراب القريبة.
    مدينة في غيمة ، و غيمة في مدينة.
    ( أم سوسن ) كانت تعشق سمرتي و هدوئي. إمرأة في الأربعين و أنا صبي في الحادية عشرة من عمري. لا يكاد يمر يوم دون أن تراني.
    أصابتني حمى شديدة ذات مرة ، عرفت يومها أن هذه المرأة تحمل بين جنباتها قلبا كبيرا و تحبني كإبنها تماما ، كان أبي يقول لها ممازحا : خديه و أدينا بيتك الملِك بدالو .
    هرولت بي يومها للمستشفى و هي تقول ربما كان هذا مرض ( السحائي المخيف ) ، من بين فيح الحمى التي تجعلني أفتح عيني بصعوبة، كنت أرى اللهفة و الخوف في عينيها و هي تتحسس جبيني ، و أنا أطوق عنقها بكلتا يدي. لم تعط أسرتي فرصة حتى للذهاب معها .
    سألني الطبيب ممازحا و الذي طمأنها بأنها مجرد ( إنفلونزا ) : دي أمك ؟
    لم أرد على سؤاله ،، لم أجد كلماتا أعبر بها للطبيب عن تعلقي بها.
    ( أم سوسن ) ،، شخصية مهمة في الحى كله
    فهي تقرأ الفنجان لجاراتها ، و مستودع أسرارهن ، يستشرنها في كل أمورهن.
    أقبع إلى جوارها أنظر إلى لون بشرتها الذي يذكرني بعروسة حلاوة المولد.
    كنت مبهورا بها ،، و هي لا تنفك تقول أمام الكل بأنها تتفاءل بي.
    رائحتها مزيج من التبغ و رائحة صابون ( لايف بوى ).
    إن غبت عنها ، تأتي باحثة عني ، فيناديني أخي : الحلبية حقتك جات.
    فتسحبني من يدي لأجلس قربها في مطبخ منزل شقيقها المهندس بورشة المرمة.
    أرملة ، لا تزال تجتر الحب الذي كان.
    قالت لي ذات مرة و هي ترتشف فنجانا من القهوة ، و تقرصني في أذني : أوعك تحب ، و لو حبيت و فشلت ما تحاول تتذكرها تاني ، سامع يا سمارة ؟
    عيناها الواسعتان ، و وجهها المكتنز ، صورة لم تفارقني طوال حياتي ، و خاصة عندما أدخل معترك قصة حب صبيانية أيام المراهقة ، و التي أفرغنا أحلامها بين مشاهدة الأفلام الهندية ، و مطاردة بنات الكمبوني ، مرورا بحى ( السودنة ) و ( القيقر ) و ( شارع الرى ).
    فوزية ، جارتنا ، أحببناها نحن الثلاثة ، أنا و إثنين من أصدقائي ، كان كل واحد منا يحكي قصته مع محبوبته دون أن نذكر الإسم ، و دون أن ندري أن فوزية كانت بطلة كل قصصنا.
    كانت تملك مقدرة عجيبة على أن تجعل كل واحد منا يحس بأنه ( الأوحد ) الذي يتربع على عرش قلبها.
    كتبت فيها شعرا ، و أهديته لها مكتوبا على ورقة ضمختها بعطر( سوار دي باريس ) بعد أن سرقت زجاجتهامن غرفة أمي.
    قالت لي ممازحة : وديها للعطبراوي يغنيها.
    أصابتني بالإحباط.
    سمعت من زميلاتها أنها قرأتها لهن و نسبتها لنفسها.
    إذن تعليقها لم يكن جادا ، شعرت بالفخر .
    لا أدري من أين عرفتْ ( أم سوسن ) بقصتي مع فوزية ، نادتني ، فدخلت حيث تجلس في المطبخ ، نظرتْ إلي مطولا ، ثم قالت و هي تنفث دخان سيجارتها في وجهي : البت دي أبعد منها ، حتعذبك لو إتعلقت بيها.
    مرت السنوات ،، و الأحداث ،، و إنتقلنا من عطبرة إلى الخرطوم.
    ثم إبتلعتنا الغربة في جوفها.
    و خيال فوزية ،، يزورني من فترة لأخرى.
    باريس كانت المحطة الثانية بعد الرياض في محطات الغربة الكثيرة.
    أتسكع على رصيف جادة فوش الراقية.
    سمعت صوتا يناديني : يا أخ
    إلتفت ، فوجدت شابا سودانيا أنيقا بلحية قصيرة مقصوصة بعناية ، هندامه يدل على أنه ميسور الحال.
    تقدمت و سلمت عليه . صافحني بحرارة .
    تفوح منه رائحة عطر من نوع راق و غال.
    يعمل في تجارة الجلود .
    أصر على دعوتي في شقته التي يملكها في هذا الحى الأنيق.
    ما أن تدخل الشقة ، حتى تحس أنك في بيت بالسودان.
    الجدران مزينة بالبروش المزركشة ، و الأطباق .
    ( البنابر ) الأنيقة المنسوجة بخيوط النايلون موزعة بطريقة توحي بأن ست الدار لها لمسة فنان.
    ( الكليم ) المصنوع يدويا مفروش على أرضية الشقة ، صور ضخمة عن السودان تزين الجدران ، عدة أنواع من ( السبح حتى اللالوب ) تتدلى بجانب الصور .
    البيت يعبق برائحة الصندل ، و بقايا عطر ( الخُمرة ) لا يزال يراوح يده التي صافحني بها.
    غاب قليلا ثم عاد ( بصينية الشاى المنعنع ) ، و أطباق صغيرة أنيقة تحتوي على البسكويت و الغُريبة و الكعك ، ما أن تذوقت جزءا من الغُريبة ، حتى خيل إلى أنني أشم رائحة (الحلو مر) تعبق الجو عندما يقترب حلول شهر رمضان ، و دغدغتْ كياني ذكرى العيد في عطبرة و نحن نحشو جيوبنا بالحلويات و الكعك عندما نذهب للمعايدة و ننتظر في إلحاح ( العيدية ).
    إزدحمتْ ذكريات كثيرة و حديث مضيفي لا ينقطع .
    شعرت معه بإلفة و دفء( الترحاب ) الصادق.
    دخلت زوجته و تحيتها تسبقها ، وقفت لأصافحها ، أبقتْ يدي في يديها لبرهة حسبتها ساعات ، أحدق فيها و هي تنظر إلى في دهشة.
    كانت فوزية بلحمها و دمها.
    كم هو صغير هذا الكون ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    لم أسمع ماذا يقول زوجها ، و لكن لا بد أنه كان يعرِفني عليها.
    نظرت إلى فوزية ،، كانت أجمل من ذي قبل ، غير أن وزنها قد زاد عما كانت عليه.
    لم أجرؤ على النظر إليها ثانية ، و لكنني كنت أحس بنظراتها تلسع جانب وجهي.
    لم تتحدث كثيرا ،، غير أنها رحبت بي في دارها بصوت خفيض.
    أنظر إلى زوجها ، و هو يتكلم ، و أنا لا أفهم كلمة واحدة مما يقول ، فقد كان شريط أيامنا الخوالي يمر أمامي ،،،، يوم أن دعوتها للسينما هي و شقيقها الصغير ،، عندماحاولت أن أتجرأ و ألمس يدها ، فسحبتها و هي ترمقني بنظرة تحذير ،، و ليلة عرس شقيقتها حيث تشاجرت ،، بدافع الغيرة ، مع قريبها ( المدلل ) الآتي من الخرطوم و هو يلازمها كظلها ،،، و يوم ودعتها و نحن ننتقل من عطبرة إلى الخرطوم ،، فقد سمحتْ لي لأول مرة أن أضع يدها الصغيرة بين يدي و أنا أحاول أن أقلد الممثل عماد حمدي في إحدى أفلامه الرومانسية ،، و آخر كلماتها بأنها لن تنساني طوال حياتها ....
    كل هذا مر أمام عيني ،، و زوجها يواصل حفاوته بي و سعادته لرؤية سوداني في هذه المنطقة.
    وقفت مستأذنا ،، أصر الزوج على أن أحضر للعشاء. وعدته بالحضور و أنا أضمر غير ذلك ،، فقد كانت رؤية فوزية ،، كنافذه مشرعة تنطلق عبرها ريح مزمجرة تعصف بي و منذرة بإجتياحي .
    طفا خيال ( أم سوسن ) فجأة على سطح ذاكرتي و أنا أسرع الخطى دونما هدف ، إسترجعتُ كلامها ونصيحتها. هزني شوق جارف لها و لجلوسي معها و لثرثرتها و لأيام الصبا.
    وطفرتْ دمعة عجلى مسحتها قبل أن تنزلق.

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 01-18-2004, 11:48 AM)
    (عدل بواسطة ابو جهينة on 01-18-2004, 03:11 PM)
    (عدل بواسطة ابو جهينة on 01-18-2004, 04:30 PM)
    (عدل بواسطة ابو جهينة on 01-18-2004, 04:37 PM)
    (عدل بواسطة ابو جهينة on 01-18-2004, 04:43 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-18-04, 11:22 AM
  Re: قالت لي القبطية .. haleem01-18-04, 12:51 PM
  Re: قالت لي القبطية .. maia01-18-04, 01:03 PM
    Re: قالت لي القبطية .. ترهاقا01-18-04, 02:18 PM
      Re: قالت لي القبطية .. خالد عويس01-18-04, 02:28 PM
  Re: قالت لي القبطية .. ود العجمى01-18-04, 02:37 PM
    Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-18-04, 03:01 PM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-18-04, 03:03 PM
        Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-18-04, 03:04 PM
          Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-18-04, 03:06 PM
            Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-18-04, 03:08 PM
        Re: قالت لي القبطية .. شتات01-18-04, 03:41 PM
  Re: قالت لي القبطية .. ودقاسم01-18-04, 03:25 PM
    Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-18-04, 03:32 PM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-18-04, 04:15 PM
        Re: قالت لي القبطية .. خالد عويس01-18-04, 04:54 PM
          Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-18-04, 05:03 PM
  Re: قالت لي القبطية .. elnjma01-18-04, 05:37 PM
    Re: قالت لي القبطية .. معتصم دفع الله01-18-04, 10:50 PM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-19-04, 10:03 AM
        Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-19-04, 10:07 AM
          Re: قالت لي القبطية .. shiry01-19-04, 10:28 AM
            Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-19-04, 10:32 AM
              Re: قالت لي القبطية .. شتات01-19-04, 01:09 PM
                Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-19-04, 03:12 PM
  Re: قالت لي القبطية .. Yasir Elsharif01-19-04, 03:58 PM
    Re: قالت لي القبطية .. garjah01-19-04, 04:20 PM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-19-04, 04:31 PM
        Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-19-04, 04:36 PM
      Re: قالت لي القبطية .. abuguta01-19-04, 04:52 PM
        Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-19-04, 05:09 PM
  Re: قالت لي القبطية .. الجندرية01-19-04, 05:07 PM
    Re: قالت لي القبطية .. tmbis01-19-04, 06:21 PM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-20-04, 09:37 AM
        Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-20-04, 09:40 AM
          Re: قالت لي القبطية .. Tumadir01-20-04, 11:31 AM
            Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-20-04, 11:58 AM
              Re: قالت لي القبطية .. انور الطيب01-20-04, 05:38 PM
  Re: قالت لي القبطية .. maia01-20-04, 09:41 PM
    Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-21-04, 09:55 AM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-21-04, 10:03 AM
  Re: قالت لي القبطية .. Tabaldina01-21-04, 10:44 AM
    Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-21-04, 11:11 AM
    Re: قالت لي القبطية .. hamid hajer01-21-04, 11:34 AM
    Re: قالت لي القبطية .. hamid hajer01-21-04, 11:35 AM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-21-04, 11:53 AM
    Re: قالت لي القبطية .. انا بنت النيل01-21-04, 12:03 PM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-21-04, 01:24 PM
        Re: قالت لي القبطية .. WAD ELGAALI#401-21-04, 06:05 PM
          Re: قالت لي القبطية .. عشة بت فاطنة01-21-04, 10:34 PM
  Re: قالت لي القبطية .. mekki01-22-04, 12:27 PM
    Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-23-04, 01:51 PM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-23-04, 01:53 PM
        Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-23-04, 01:54 PM
  Re: قالت لي القبطية .. DKEEN01-23-04, 08:42 PM
    Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة01-24-04, 09:09 AM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة03-10-04, 01:02 PM
        Re: قالت لي القبطية .. انا بنت النيل03-13-04, 00:21 AM
  Re: قالت لي القبطية .. مريم بنت الحسين03-13-04, 00:36 AM
    Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة03-13-04, 08:51 AM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة03-13-04, 08:55 AM
  Re: قالت لي القبطية .. مريم بنت الحسين03-13-04, 02:04 PM
    Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة03-13-04, 04:34 PM
  Re: قالت لي القبطية .. مريم بنت الحسين03-13-04, 04:50 PM
    Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة03-13-04, 05:03 PM
  Re: قالت لي القبطية .. حسن الجزولي03-13-04, 05:00 PM
  Re: قالت لي القبطية .. حسن الجزولي03-14-04, 07:39 PM
    Re: قالت لي القبطية .. Yahya Fadlalla03-14-04, 09:16 PM
      Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة03-15-04, 08:47 AM
        Re: قالت لي القبطية .. ابو جهينة03-15-04, 08:51 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de