الشاف و الطلح و اللون السمح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جلال داوؤد(ابو جهينة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-18-2003, 09:49 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشاف و الطلح و اللون السمح

    الرضية ( بت سمحة و راسية و رزينة ) و هذا الوصف منقول من ( سيرفر ) الحبوبة ، و كل الأسرة عملت للجملة دي قص و لصق في إذهانها ، و بقت جملة ( دي فولت ) عند كل زيارة من الأهل و الأحباب لمنزلهم ، لازم يقولوها بالأول و بعدين يخشوا في الموضوع.

    و بالفعل كانت الرضية تحمل كل الصفات اللازمة لست البيت ، إلا أنها كانت تعاني من عقدة تكمن في دواخلها و ملازماها ليل نهار كلما لامست أصابعها خصلات شعرها ( الأكرت ) القصير.

    كانت تنظر إلى الفتيات في سنها ، و تقل نسب الجمال فيهن بدرجة عالية مقارنة بها ، إلا أنها كانت تتحـــسس شــــعرها ثم تنقل أصابعها لخصلات شــــعر البنات الأخريات و تقول :

    يا ريت الشعر دة عندي.

    طيب يا الرضية مش كفاية عليك وشك السمح دة. بعدين الشعر الأكرت ممكن تقصيهو و ترتاحي من التسريح كل يوم.

    أول وصفة جربتها الرضية كانت وصفة من الحاجة ليلى الدلالية ( شفت ، تجيبي قفة مليانة من مخلفات الحمام ، و بعدين تلايقيهو بي مويه و تخليه ساعتين ثلاثة ، بعدين تتضرضري بيهو بالليل و تلفي راسك بي قطعة قديمة و الصباح تغسلي شعرك و تدهنيه بي زيت زيتون و النتيجة مضمونة ).

    تلك الليلة ، ضحك عليها أخوها و هي تلطخ رأسها بذلك المعجون الرهيب ، و قال يمازحها :
    أنا خايف شعرك الصباح نلقاهو ريش حمام.

    و لكن النتيجة لم تكن مرضية للرضية. و بقي الحال كما هو ، و ما زالت العقدة قائمة.
    جربت مجموعة زيوت ، أحضروها لها من السعودية ، و لكن لا حياة لمن تنادي.
    و أخيرا جاءها الحل الشافي من بنت جارتهم القادمة من دبى ،
    سألت بنت جارتهم : إنت شعرك دة كان أكعب من شعري ، حسع شايفاهو زي الحرير. يعني دة من تأثير الكريم دة ؟
    فقد أهدتها معجونا سحريا و حذرتها من إستعماله بطريقة خاطئة ، و عليها أن تقرأ التعليمات بدقة متناهية و أن تجرب أولا في جزء صغير من شعرها قبل التعميم ، لأن الإستعمال الخاطيء ممكن أن يأتي بنتائج عكسية.

    بشفقة قاتلة و محمومة إستعملت الرضية كامل محتويات علبة الكريم ، و صبرت تنتظر ، فأحست أولا بدغدغة كأن نمل السكر يمشي على فروة رأسها ، ثم أحست بخدر غير لذيذ ، ثم إنقلب الخدر إلى حرقة من الدرجة الثالثة سرعان ما تحول إلى حرقة كحرقة الجرح المدعوك بي ليمونة.
    ثم صرخت و هرولت إلى الماسورة ، و راحت تنظر إلى شعرها يتساقط رويدا رويدا أمام أعينها إلى أن تبقى على فروة الرأس شعيرات هنا و شعيرات هناك كبيوت متناثرة في طريق صحراوي.
    قالت ( رضينا بالهم ، حتى الهم ما راضينا بينا ). و لفترة طويلة ، ظلت الرضية تربط منديلا على رأسها طول اليوم و تنام به :
    مازحها أخوها : بقيتي تشبهي البت ديك الفي فيلم كونتا كونتي.

    ذكرتني قصة الرضية ، بتلك المصرية ، جارتنا في الرياض ، هي من بنات المنصورة ، شديدة بياض البشرة. و لكنها رغم ذلك ( تموت ) في السمار و السمر. طالعة نازلة تتغزل في ألواننا التي لوحتها الشمس.

    إيه اللون الكاكاوي دة ؟
    ثم تجضم بناتي و تقول : يا قميل إنت يا شوكولاطة .
    إبنتي الصغيرة كانت عندما تراها تضع كلتا يديها على جضيماتها خوفا من تجضيمها و كأنها تعاني من إلتهاب أسنان.
    كل العمارة كانوا من السودانيين ، عدا جارتنا المصرية.
    في يوم العمارة ( إتكندكت ) بدخان كثيف يحجب الرؤيا ، هرعت المصرية إلى مصدر الدخان، و يبدو أن خشب الدخان كان يخالطه ( كراع بنبر ) أو ( جضل شجرة نيم ). يومها عرفت المصرية أن هذا الخشب يعطي للبشرة لونا خاصا ، و أصرت على تجربته.
    ما بلاش يا أم محمد. خليكي في لونك دة.
    لازم أقربو . ( يعني أجربو ).

    و أعطوها كمية و شرحوا لها كيفية إستعماله و خاصة أنه لا توجد ( حفرة دخان ).

    تلك الليلة و العمارة صامتة ، سمعنا طرق الباب بعنف ، فتحنا فإذا بإبنة المصرية ، نفسها قايم و عيونها تذرف دمعا بفعل الدخان و هي مذعورة :

    إلحأ يا عمو ، ماما إتحرأت. ( إلحق يا عمو ماما إتحرقت ).

    فهرولنا إلى شقتهم ، فوجدناها كزعيم الهنود الحمر تلتحف بلحاف و هي تروح جيئة و ذهابا و زوجها يرغي و يزبد :
    مين اللي شارت عليها بالشورة المهببة دي ؟
    يا عم هي اللي أصرت.

    صار لونها كقطعة قماش ملونة كانت منقوعة في الكلوروكس.
    من يومها و هي تقول : البياض ولا بلاش.

    تعرج بي الذاكرة ، لزميل الدراسة و رفيق الصبا أبو القاسم ، عندما عاد من روسيا بشهادة الماجستير في الهندسة ، و معه زوجته الروسية ناتاشا و التي كانت أمه تناديها ( يا نتَاشة ). ففي إعتقادها الجازم أن الروسية نتشت إبنها منها.
    الروسية كانت من نوع فريد ، فقد كانت معجبة أيما إعجاب بالشعب السوداني ، و خاصة عاداتنا السودانية عند النساء.
    يقول أبو القاسم أنه لما تزوجها في مدينة ( كييف ) الروسية ، إجتمع نفر قليل من السودانيين ، و بينهم فتاة سودانية ، أطلقت زغرودة من نوع ( صفارة الإسعاف ) فجفلت العروس و صديقاتها الروسيات و هربن إلى خارج الشقة ، و ظنوا أن الهنود الحمر قد غزوا روسيا. و أفهموها بأن هذه صيحة تعبر فرح و بهجة عارمة.

    أول يوم جربت فيه ناتشا الزغرودة كان في باص أبو رجيلة الذي أصرت على إستعماله كنوع من التراث الشعبي السوداني. يومها أبو القاسم نسي كل فلوسه في البيت و كان موقفا محرجا شاركته فيه ناتاشا ، و لكن بأريحية سودانية دفع أحدهم حق التذكرتين فما كان من ناتاشا إلا أن أطلقت زغرودة تردد صداها بين جنبات الباص ، فقال إحدي الجنوبيات
    ( دة سنو دة ، الكواجات كمان إندهم جن كلكلي ، دة حقو ودوهو مستشفى توالي ).
    نزل بها أبو القاسم قبل أن يصل وجهته.
    دة كلو كوم ، و يوم أن سمعت الثكلي عند موت عمة أبو القاسم ، لأول مرة تســـمع كلمة و ووووب علي ، فأعجبتها الكلمة و سألت أبو القاسم فأفهمها أن الجملة تعني بأن التي تقول ذلك تقوله كناية عن ألمها لفقد عزيز و أن مصابها كبير.
    تلك الليلة كانت ناتاشا تعمل بروفة طوال الليل : ووووب ألي ... و هي تخبط على رأسها و تتحزم بعمة أبو القاسم.
    ذلك الصباح ، أبو القاسم خرج في مشوار ، و جاءهم خبر بموت الصديق صاحب الدكان في ناصية بيت أبو القاســم و هو من أهل الجزيرة ، و جاء الناس من كل صوب و حدب و من الجزيرة ، و المفاجأة كانت ناتاشا ، متحزمة بي توب جيران و في نص النسوان :

    ووووب ألى يا السديق
                  

العنوان الكاتب Date
الشاف و الطلح و اللون السمح ابو جهينة06-18-03, 09:49 AM
  Re: الشاف و الطلح و اللون السمح بت قضيم06-18-03, 01:16 PM
    Re: الشاف و الطلح و اللون السمح shiry06-18-03, 01:32 PM
  Re: الشاف و الطلح و اللون السمح عبدالأله زمراوي06-18-03, 01:56 PM
    Re: الشاف و الطلح و اللون السمح ابو جهينة06-18-03, 02:49 PM
  Re: الشاف و الطلح و اللون السمح Ahlalawad06-18-03, 03:14 PM
    Re: الشاف و الطلح و اللون السمح ابو جهينة06-18-03, 03:31 PM
  Re: الشاف و الطلح و اللون السمح ود الشيخ06-18-03, 03:47 PM
    Re: الشاف و الطلح و اللون السمح ابو جهينة06-18-03, 04:08 PM
  Re: الشاف و الطلح و اللون السمح Tabaldina06-18-03, 04:48 PM
    Re: الشاف و الطلح و اللون السمح Elkhawad06-18-03, 04:51 PM
      Re: الشاف و الطلح و اللون السمح garjah06-18-03, 05:54 PM
  Re: الشاف و الطلح و اللون السمح الرشيد أحمد القاسم06-18-03, 05:59 PM
    Re: الشاف و الطلح و اللون السمح abuguta06-18-03, 08:43 PM
      Re: الشاف و الطلح و اللون السمح Tumadir06-18-03, 08:51 PM
        Re: الشاف و الطلح و اللون السمح HOPELESS06-18-03, 11:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de