كــــل يــــوم آيــــة

Quote: يقول الله تعالى : " وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب. قالوا أولم تكُ تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا ومادعاء الكافرين إلا في ضلال" أيها الأحبة : إن مجرد ذكر النار (أجارنا الله وإياكم منها) أمر تتفطر منه الأكباد وتهلع له القلوب ، ولكنها حق لامفر منه. وقد كرر الله تعالى ذكرها في كتابه الكريم وأخبرنا عن أنواع عذابها رحمةً بنا لنزداد خوفاً وحذراً منها. وإن في ذكرها لأكبر رادع وزاجر عن الوقوع في المعاصي والآثام ، فليس لمعصية بعدها النار لذة ، وليس لمتعة عاقبتها جهنم طعم. وانظر إلى هذا المشهد لأهل النار وتأمل مقدار اليأس الذي بلغ بهم وهم يتوسلون إلى خزنة جهنم بأن يدعوا ربهم أن يخفف عنهم ولو يوماً واحداً من العذاب ، مجرد تخفيف وليوم واحد فقط ولكن هيهات ! هيهات ! يأتيهم التوبيخ من الملائكة ألم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا أي الملائكة: فادعو أي أننا لن نجتريء على ذلك فادعوا أنتم ومادعاء الكافرين إلا في ظلال. ولكنهم قد أيسوا من الإجابة فقد دعوا ربهم وقالوا: ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين ، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ، قال اخسؤا فيها ولاتكلمون. ياله من توبيخ عظيم وزجر أليم . ثم أنهم قد استجدوا بمالك خازن جهنم لعل وعسى ولكن هيهات هيهات : ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ، لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون. جاء في الحديث أنهم يدعون ثم يمكثون لايجيبهم مالك إلا بعد ألف سنة ويجيبهم: إنكم ماكثون ... لاإله إلا الله .. والله أنهم ليتمنون وقتها أنهم ماارتكبوا معصية واحدة ومامشوا في إثم وأنهم قضوا أعمارهم سجدا لله لايرفعون رؤسهم .. ولكن غرهم الهوى والشيطان وحب الدنيا ونسيان الآخرة . أيها الأحبة : إن مقام النار لشديد وإن عذابها لايطاق وإنها لبئس المهاد ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته. جاء في الحديث : إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ، مايرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً. رواه مسلم . يقول ابن الجوزي في وصف أهل النار: لو رأيتهم في الحميم يسرحون ، وعلى الزمهرير يُطرحون، فحزنهم دائم فما يفرحون ، ومقامهم محتوم فمايبرحون ، عليها ملائكة غلاظ شداد ، توبيخهم أشد من العذاب . ياحسرتهم لغضب الخالق ، يامحنتهم لعظم البوائق ، يافضيحتهم بين الخلائق ، أين كسبهم للحطام ؟ أين سعيهم للآثام ؟ كأنه كان أضغاث أحلام . ثم أحرقت تلك الأجساد وكلما أحرقت تعاد. فالحذر الحذر أيها الأخ الحبيب فليس بيننا وبين الله نسب . فقد حكم أن يعذب من عصاه كائناً من كان. والعمل العمل قبل فوات الآوان. فاليوم عمل ولاحساب وغداً حساب ولاعمل. اللهم نجنا من النار واعذنا من دار الخزي والبوار وأسكنا برحمتك دار المتقين الأبرار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك ياأرحم الراحمين . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..