مــن أســرار القــرآن

جزاك الله خيرا على ذكرك سبب نزول آية ومن الناس من يعبد الله على حرف

أما من معانيها وأسأل الله توفيقا ونورا ، فبالنظر الى ان الحرف هو الطرف ، مثل حرف الكتاب حافته وكذا حرف الجبل ، فان مثل هذا العابد كالذي على حافة يشك و لا يدري أتهوي به أم أنه يبقى أعلى الجبل ناجيا مما هو أسفله ، وهذا القلق العبادي لأن الايمان لم يلامس القلب ملامسة كاملة تسكن فيه وتظهر على جميع جوارح هذا الجسد بالتسليم والخضوع الكامل لله قولا وعملا وظاهرا وباطنا ، انطلاقا من آية أخرى فيها أن محياي لله رب العالمين بل كل أمري له ، ولم يصب اليقين قلب هذا العابد على حرف ، اما لعدم تفكر أو تأمل كاف واما لقلة علم ومجالسة للعلماء واما لعدم أخذه بأسباب قوة الايمان ، وقد يكون في قلب هذا العابد مرض دنيوي ، فكثير منا يركب موجة الدين ما لم تعارض مصالحه وما لم تخالف هواه في شئ يريد فعله ، وعند بروز مصلحة دنيوية فانه يقوم بتغليبها على ما أتى به الشارع ويبني شرعا جديدا يفعل فيه ما يريد مستخفيا بدثار وهمي يدعوه بالنية أساس العمل أو ان الضرورة تبيح هذا المحظور ، أو بأي غطاء يشير عليه ابليسه بأن يلبسه وكأنه لباس التقوى وحله الأوحد
هذه النوعية من العباد هي على حرف
فتكمل الآية أنه فان أصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب على وجهه .. الى آخر الآية
والله تعالى أعلى وأعلم ، وان أخطأت فصوبوني اخوة الدين

أختم باشارة أن الحرف هنا غير الحرف الذي ورد في الصحيحين ، وعن ابن عباس أيضا يا أخ ياسر - سبحان الله - وذلك في حديث النبي حين قال
أقرأني جبريل على حرف
الى آخر الحديث ، وهو أحد أحاديث السبعة أحرف ، وربما نأتي لها لاحقا في بوست منفصل ، أو ابدأه ونواصلك فيه
جزيتم خيرا أجمعون ولكم التحايا وعذرا للاطالة