صحيفة سودانية تتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم

Quote: الذي يتصدى للعمل الصحفي في عالم اليوم ـ خاصة في عالمنا الإسلامي ـ يُفترض فيه أن يتحلى بقدر عالٍ من المسئولية التي تفرضها الأوضاع السيئة التي تعيشها الأمة في هذا الظرف، وقد أحاطت الأعداء من كل جانب تتربص بنا الدوائر وتريد لنا المهالك، ومسئولية الصحافة تتعدى مجرد التعريف بواقع الأمة ومخططات أعدائها؛ إلى بيان الطريق المؤدية إلى الخروج من هذا الواقع المزري، وهو دور تشترك فيه كل قطاعات الأمة، لكن الصحافة هي اللسان المعبر عن ذلك، والأداة الفاعلة في هذا المضمار، باعتبار أن من أولى وظائفها وأهم أدوارها: الإعلام والتعليم، ولعله من نافلة القول أن نذكر في هذا السياق أن ثغرة العمل الصحفي يجب ـ عرفا وقانونا ـ ألا يتسلل منها ما يؤذي الأمة أو يضعف من قدراتها ويوهن من عزيمتها، خاصة فيما يتعلق بجانبي العقيدة والأخلاق. وصحافة اليوم في عالمنا الإسلامي ـ إلا من رحم الله ـ تغلب عليها الغثائية والسطحية والانصراف إلى توافه الأمور من القضايا والمواضيع، وهذه مسئولية أولي الأمر الذين سمحوا بهذا الطوفان من الأذى المنبعث من بعض الصحف ـ إن لم يكن أغلبها ـ من أمثال التي تتناول ما يُسمى بالفن، وتحت ستاره تنشر الرذيلة وتُغري بالفتنة وتروّج للفساد. إلا أن صحيفة " الوفاق " السودانية قد اقترفت جريمة أكبر من ذلك كله يوم الخميس 21/4/2005م الموافق لـ 12 من ربيع الأول 1426هـ وفي ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تتعطل فيه المصالح الحكومية في السودان باعتباره عطلة رسمية؛ إذ نشرت الصحيفة مقالا من أحد المواقع النصرانية يتعرض فيه كاتبه بالإساءة والشتم لرسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وهذه زلة لا تُغتفر، وكبوة لا تُستدرك من القائمين على أمر الصحيفة، وعلى رأسهم صاحبها ورئيس تحريرها، فمجرد نشر مثل هذه الخطرفات والترويج لأحقاد أهل الكتاب تجاه نبينا صلى الله عليه وسلم؛ تمثل جريمة كاملة الأركان، تجلل بالسواد والعار كل مسئول في الصحيفة سمح أو تجاوز بتمرير هذه الأحقاد إلى القراء عبر الصحيفة. وقد انتفض الجمهور الكريم في السودان لهذه السقطة الشنيعة، والدرك السحيق الذي هبطت إليه الصحيفة بنشرها مثل هذه الحثالات؛ فخرجوا من بعد صلاة الجمعة من مسجد الخرطوم الكبير يحصبون مبنى الصحيفة بالحجارة، انتصارا لرسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، واحتجاجا على الجريمة النكراء من بعد أن بيّن لهم خطيب الجمعة أبعاد الفعل الخسيس والعمل الدنيئ، كما أن عددا كبيرا من خطباء الجمعة في ذلك اليوم رأت منهم جموع المصلين غضبة كبرى على الصحيفة المشئومة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ فلقد تطوع مجموعة من كبار علماء السودان ودعاته برفع عريضة إلى الجهات العدلية المختصة يشكون إليها رئيس تحرير الصحيفة، فقامت الجهات المختصة باعتقاله ومباشرة التحقيق معه لمخالفته القوانين السودانية التي تُجرم مثل هذه الأفعال الشنيعة. ويبقى أن هذه الصحيفة لم تكن هذه بأول سوءاتها، فبالإضافة إلى خطها الشيعي الواضح، وقعت في أعراض كثير من سلفنا من الصحابة رضوان الله عليهم. والسلطات التي أغلقت من قبل صحيفة " الوطن " السودانية بموجب قانون الطوارئ ـ الساري حتى الآن ـ ولأسباب سياسية معروفة، مطلوب منها خطوة أكثر حسما دفاعا عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.