دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 01:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ضياء الدين ميرغنى الطاهر(altahir_2&ضياء الدين ميرغني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2005, 01:27 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى (Re: altahir_2)

    الحزء الثانى:-

    كذلك فأن هناك فرقا بين اقامة علاقة تنسيق للمعارضة مع المؤتمر الشعبي وهي في حالة ركودها الراهنه واقامتها في حالة تبني استراتيجية تؤدي لانعاشها وتطويرها علي اساس برنامج مدروس وعملي محدد. فالمؤتمر الشعبي يملك قوة سياسية معتبره لاستناده الي نفس ظاهرة سطوة التدين الخام علي المجتمع الحضري التي يتغذي منها الجناح الحاكم للحركة الاسلاميه والعلاقة مع المؤتمر الشعبي في الحالة الاخيره ستسد الطريق نهائيا امام استعادة وحدة الحركه الاسلامويه وتضيف لوزن المعارضه دون خشية من المحاذير.
    بيد ان اهم الاثار الايجابية لصياغة مثل هذه الاستراتيجية العملية المدروسة علميا بالنسبة للعلاقات الحزبية السودانيه هو توطيد الصلة مع حزب الامه. يلاحظ في هذه المقال استخدامنا لمصطلح التجمع- حزب الامه احيانا في اشارة الي القناعة بأن القيادة المتميزة للصادق المهدي تضع هذا الحزب التاريخي علي طريق التحديث بما يرفع قابليته لاغناء استراتيجية من هذا النوع نظريا وعمليا. وفي هذه الحالة فأن امر العلاقة الرسميه مع التجمع اذا استمر بوضعه الراهن يغدو غير ذي موضوع لان دور حزب الامة القيادي في تنفيذها لن يتطلب ذلك. وبدلا من البيانات المشتركة مع الحزب التاريخي المماثل ( الاتحادي الديموقراطي ) وقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني والتنسيق المتقطع مع التجمع الوطني في المجال الطلابي والمجالات الاخري سيصبح العمل اليومي المتزايد المردود تدريجيا لاهتدائه بخريطة طريق واضحه تتيح الاستراتيجية السليمة رسمها، سمة العلاقة بين المستويات القيادية المختلفة لدي الطرفين.
    المدي الزمني للاستراتيجيه
    الالتزام بهذه الاستراتيجيه القائمة علي تسوية سياسية للمشاركة في حكومة وحدة وطنية وفق برنامج عملي يركز علي اصلاح ملموس للنظام التعليمي في علاقته بالاهداف العامه لاتعد الشعب السوداني بأي مكاسب انيه او تصاعد قريب في فعاليتها لانها تفترض مبدأيا مدي زمنيا طويلا لانجاز اهدافها يتجاوز الفترة الانتقاليه هو الوقت الذي يستغرقه بالضرورة تغيير عقلية المدرسين والدارسين وتغلغل الاشعاع الاستناري في اقسام مؤثرة من انحاء البلاد والمجتمع مدعوما بما يتيسر تحقيقه من تغييرات اجتماعية اقتصاديه في نطاق خطة اعادة الاعمار والتنميه. ولايعني هذا عدم السعي لتحقيق امكانية تفكيك النظام وفق خطة مشتركة بين اطراف المعارضه للانتخابات القادمه بعد ثلاث سنوات ترتكز علي الايجابيات لمصلحة هذه الخطه الكامنه في اتفاقيات ابوجا والشرق والقاهره وفي دخول اتفاقية السلام الشامل مرحلة التنفيذ.
    اما علي المدي الابعد فأن وضوح الطريق نحو مهمة بناء مجتمع ديموقراطي ينبثق عنه نظام سياسي ديموقراطي قابل للحياه سيشكل املا ملموسا بالنسبة لبؤر النخب السياسية والاجتماعية التحديثيه التي ظلت حيه مما سيبقيها عليه الي اخر الشوط بعكس الوضع الراهن حيث تصطدم جهودها المضنية بحائط اللامبالاه والسلبيه حتي من قبل القطاعات الشبابيه دون ان تجد هذه البؤر امامها تفسيرا لذلك وطريقا للتغلب التدريجي ثم الاسرع عليه مما يلقي بها في قاع الاحباط.
    المقصود هنا تحديدا ان الارادة البشرية قادرة علي التأثير في الواقع الموضوعي الي حد ما. اي ان نشاط منظمات المجتمع المدني السياسي ( الاحزاب الديموقراطية التكوين ) وغير السياسي ( الجمعيات الاهلية والنقابات ) يمكنه تقليص الفترة الزمنيه التي يفرضها الواقع التاريخي السوداني راهنا. اذا التزم النوعان بالخاصية التي تجعلهما ضمن توصيف المجتمع المدني وهي طوعية الانتماء مع التركيز الكلي علي لاحزبية الجمعيات الاهليه فأن ذلك يصب مباشرة في الهدف الجوهري للاستراتيجيه وهو تنمية حس المبادره والتفكير المستقل لدي الافراد والجماعات. واعتمادا علي حجم الجهد المبذول من نخب المجتمع المدني هذه ونوعيته يمكن ان تنطلق في المستقبل القريب ديناميكة دفع ذاتي تقصر المدي الزمني للاستراتيجيه مع ملاحظة ان مايستدعيه ذلك من وضع خطط تفصيلية مستوحاة منها كأفضل وسيلة لذلك هو مسئولية الاحزاب بينما تعتمد مساهمة المجتمع المدني غير السياسي علي امكانية تأثير اعضاء الاحزاب عليها في الاتجاه المطلوب دون المس بأستقلاليتها وطبيعة مهمات كل هيئة من هيئاتها. وفق هذه الرؤية، يكتسب التركيز علي قطاع معاهد اعداد المعلمين والمؤسسات التعليمية الثانوية والعاليه اهمية اكبر بكثير من اهميتها الحاليه للمعارضه كمنابر للتنافس المحدود الافاق مع السلطه. فالتركيز يستهدف هنا بالدرجة الاولي تجفيف منابع الفكر والممارسة التقليدية عن طريق العمل النقابي والسياسي والثقافي الملتزم بالديموقراطية والحوار وذلك لتدريب منتسبي هذا القطاع القيادي الاول للاستنارة والتحديث علي الانفتاح والعقلانيه كأولوية تؤدي حتما الي الظفر السياسي الدائم علي مؤيدي السلطة واحتياطيهم خارجها من دعاة اسلام الاستسلام للتخلف والركود. وكنموذج اخر للمسائل التي تبدو قليلة الاهمية وفق الرؤية التقليدية للعمل المعارض ويمكن ان تشكل تفصيلا مهما في برنامج مشتق من هذه الرؤية غير التقليديه، مسألة الزي العسكري للتلاميذ وزي تلميذات مرحلة الاساس. هناك منافذ كثيرة وسهلة لتنظيم حملات ضد مظاهر عديدة تشكل احد وسائل هيمنة التدين الخام المعادي لمقومات العقلانية في الاسلام والفكر العربي الاسلامي نفسه علي الاذهان والعواطف.
    تقصير المدي الزمني بتأسيس وتقوية فعل الديناميكية الاستناريه له مصدر اخر وهو حسن استثمار الاهتمام الدولي الثنائي ( الولايات المتحده ودول الغرب عموما ) والمتعدد الاطراف ( الامم المتحده والاتحاد الاوروبي ) بالازمة السودانية وقضاياها بما يحوله الي اهتمام ايجابي معياره الخضوع لاولويات الاجندة الوطنيه. فمن المعروف ان قضايا اصلاح النظام التعليمي خصوصا ونشر الديموقراطية بشكل عام تشكل احد دوافع الاهتمام الغربي والامريكي الاستثنائي بالمنطقتين العربية والاسلامية. الدافع المباشر لذلك هو الظهور القوي للاصولية الاسلاميه المعادية بالعنف الشمولي لكل مايمت للغرب بصله وغير المباشر هو تلاشي خطر القطب السوفيتي علي مصالحه في هاتين المنطقتين وغيرهما.
    وهنا نشير الي ان الاعتراض علي اوجه السياسات الغربيه ولاسيما السياسات الامريكية الداعمة لاسرائيل مسئولية اخلاقية في المقام الاول. ومعني ذلك أن القوي المقتنعة نظريا وعمليا في سلوكها اليومي بالديموقراطيه هي وحدها صاحبة الحق الاخلاقي في الاعتراض والقادرة علي تفعيله ايضا. فالديموقراطية نظام يقوم في جوهره علي احترام ادمية الانسان كفرد ومجموع لذلك لايحق للانظمة والحركات والايدولوجيات اللاديموقراطية القائمة علي التضحية بحرية الانسان وكرامته وحقوقه المادية والمعنويه بأسم الدين والوطنية والقوميه و " لاصوت يعلو فوق صوت المعركه ضد الاستكبار والامبرياليه " ان تعترض علي سياسات تعتبرها لاانسانيه وحاطة من قيمة الحقوق الوطنية للبشر مهما حسنت نواياها وبلغت تضحيات بعض مجاميعها وافرادها. من ناحية اخري فأن هذه الحركات والانظمة تنتهي الي قتل روح المبادرة الشعبية والنخبويه التي تشكل المنبع الوحيد وغير الناضب للابداع العلمي والفني الخلاق تنمويا وحضاريا الذي لااساس غيره لاستقلال الارادة الوطنيه، مما يجعل الاوطان فريسة سهلة للاستهدافات الاجنبية التي تدعي مكافحتها.. وهذا ماتثبته حقيقة ان اكثر البلدان قدرة علي مجابهة السياسات الامريكيه الضارة بمصالحها الوطنيه بقوتها الذاتية وبأستقطاب الدعم الاقليمي والدولي حتي داخل امريكا نفسها، هي بلدان تحولت ديموقراطيا مثل فنزويلا في امريكا اللاتينيه ( هوجو شافيز ) وتركيا ( رجب اردوغان ) ثم المانيا التي خرجت منذ نصف قرن فقط من دمار لامثيل له بفضل تمسكها بالخيار الديموقراطي وتعاملها مع الولايات المتحدة، توافقا واختلافا، بما يخدم تركيز هذا الخيار وتعزيزه في تربتها حتي وقفت علي قدميها واضحت قوة اقتصادية وسياسية كبري تحسب امريكا نفسها لها الف حساب كما حدث خلال حرب العراق في 2003 . من ناحية اخري فان الانظمة الشمولية في شرق اوروبا والوطن العربي انهارت بسهوله في مرحلة معينه لان جبروتها العسكري كان مستندا الي مجتمع مدني محنط تحت وطأة الجبروت الامني والايدويولوجي الشمولي وعبادة الزعيم. اما حركات التطرف الديني فأن كونها قمة الشمولية الفكرية هو الذي يفسر النتائج العكسية لضرباتها الانتحاريه حيث مهدت الطريق لاستشراء النفوذ الامريكي في المنطقة العربية والاسلاميه وعرضت مئات الالاف من المسلمين الذين ارتبطت حياتهم بالغرب الي الضغوط الامنية والاداريه بل وسدت الطريق امام انتشار الاسلام في الغرب المنفتح للاديان غيرالمسيحيه. وحتي في دولة عربية مثل العراق تحولت حياة الاف السودانيين الذين عملوا وعاشوا فيها الي جحيم بعد ان تورط بعضهم في هذا النوع المنحرف والعقيم من الحركات الدينية السياسيه وعنفها العشوائي الاعمي بمسمي المقاومه.
    علي ذلك فأن قوي التغيير الديموقراطي والاستنارة السودانيه هي وحدها المؤهلة اخلاقيا وفعليا لمعارضة ومواجهة السياسات الامريكية والغربية التي تتطلب ذلك عربيا وافريقيا وعالمثالثيا, ومن باب اولي سودانيا لان الشرط الاولي لذلك هو ترتيب البيت الداخلي ديموقراطيا . هنا تقتضي الاولوية الوطنية الملحة ادارة العلاقة مع الغرب الاوروبي والامريكي وفق خطة تستهدف ترميم ثم بناء القوة الذاتية السودانيه اثبت التحليل والتجربة العملية ان نقطة ارتكازها هي اعادة بناء الانسان السوداني نفسه. ويعني ذلك تسخير هذه العلاقه لدعم الجهود المحلية الوطنية السودانيه الرامية لاحياء النظام التعليمي مع توسيع وتنشيط رديفه وهو قطاع المجتمع المدني بأشكاله المختلفه. فالغرب الاوروبي والامريكي يملك خبرات متراكمة منذ عصر التنوير والنهضه ساهمت فيها الحضارة العربية الاسلامية نفسها وامكانيات تقنية واقتصادية وسياسية كبيره بما فيها نفوذه في المؤسسات الدولية. ويمكن الاستفادة من كل ذلك انطلاقا من المصالح الوطنيه العليا وبالتعاون والتنسيق مع المنابر الاقليميه العربية والافريقيه والعالمثالثيه المتضررة من التقسيم الدولي الراهن للعمل الناتج عن سيطرة البلدان الرأسمالية وشركاتها العملاقه علي الاقتصاد العالمي . ولاشك ان ادارة العلاقة مع الغرب وفق هذه الخطه سيساهم كثيرا ايضا في تقليص المدة الزمنية اللازمة لتطبيق استراتيجية التجمع- حزب الامه والمعارضة عموما. وكل خطوة تخطوها البلاد علي هذا الطريق وسواه للخروج من قاع انحدارها الحالي بأستنبات وتنمية الوعي الديمقراطي وتربته الاستناريه هي خطوة علي طريق بناء القوة الذاتية السودانية الخيره التي تعتبر الشرط الوحيد للتعامل الندي ولكن الوثيق في عالم اليوم المتشابك المصالح بكباره وصغاره، اخذا وعطاء.
    ملحق
    هذه المجموعة من الافكار ظلت متداولة في بعض اوساط الحزب القيادية منذ بضع سنوات غير ان مقدرتنا علي بلورتها نهائيا وطرحها للنقاش في الاوساط الفكرية والسياسية السودانيه تأثرت بالعوامل التي ادت الي تقليص وزن ودور حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني من القمة التي كان قد وصل اليها عبر عدة قمم اصغر في النصف الاول من الثمانينيات بقيادته للحملة ضد قوانين شريعة سبتمبر . يشهد علي ذلك استهدافه وحده من بين الاحزاب السودانية بمحاكمة بنفس قوانين اعدام محمود محمد طه في عام 1984. السبب الاول للتقلص خصوصية انقساماته ضمن موجة الانقسامات في الحزبية السودانية عموما. هذه تعكس حالة التأزم نتيجة فقدان الاتجاه في الصراع مع الدكتاتوربة الثالثه بعمقها في حالة هزال القوي الحديثه كما اوضحت سابقا. كما ان الاسباب لدينا لاتقتصر علي العوامل الذاتية المتعلقة بتكوين البعث الفكري والتنظيمي اللاديموقراطي كجزء من حركة اليسار ، وانما تتصل ايضا بعوامل عراقية وسوريه ناتجة عن انه كان حتي عام 1997 عضوا في المنظومة البعثية العربية التي تضم البعث العراقي ودولته ( 68- 2003) في منافسة مع المنظومة البعثية التي تضم البعث السوري ودولته ( 63- ....). نعيد هنا تأكيد احترامنا لوجهة نظر الرفاق الذين اختاروا المضي في العلاقة مع قيادتي صدام والاسد لان العوامل المشار اليها لاتتعلق بالنزاهة الشخصيه او تنتقص من الدور النضالي الذي لعبوه في تاريخ الحزب ويلعبونه في الحياة العامه الان وفق تقديراتهم للامور وانما بكون الدولتين البعثيتين نشأتا في ظروف تاريخية اواسط القرن الماضي جعلت منهما لاحقا نموذجا لازمة الديموقراطية السياسية في الحركات والانظمة الحديثة. فالدور الريادي التاريخي الذي قام به هذا النوع من الانظمه والحركات في مناهضة الاشكال الاستعمارية المستحدثة الامريكية موقظة شعوب العالم الثالث علي حقوقها ومطالبها الانسانيه وفي ابراز قضية الديموقراطية الاجتماعيه الي درجة فرضت تغييرات في النظام الرأسمالي نفسه، اتضح جليا فيما بعد خطورة ارتباطه بأفتقارها الي الية تصحيح داخلي تتولي تعديل المسارات الخاطئه قبل وقوع الكوارث. وكما اثبت تطور الاحداث الفعلية منذ العقد الثامن فأن النماذج الاشتراكية والشيوعيه الاوروبيه ليست مستعصية علي الاصلاح تماما حيث شهدت كافة هذه النماذج تحولات ديموقراطية بتفاعلات ضاغطة داخليا وخارجيا سواء وهي في السلطة او بعد الاطاحة بها. اما في الوطن العربي فيبدو ان ضعف صلته بعصرالتنوير والنهضة الغربي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر بتياراته الفلسفية والفكرية المستنيره الذي انتج فيما بعد مجتمعات سياسية ديموقراطية، جعل الانظمة والحركات التقليدية العربية اكثر تقليدية من غيرها وتلك الحديثة مستعصية علي الاصلاح الي درجة العودة الي نظام توارث الحكم ( سوريا، العراق، مصر، ليبيا ) والتشبث بأحتكاره حد التراجع المهين عندما يصبح العدو علي الابواب في المعارك الخارجية التي تتورط فيها بسوء التقدير او تغطية لاخفاقاتها. بالنسبة لمنتسبي حزب البعث ( العربي الاشتراكي ) السوداني ومعهم رفاق من اليمن والاردن والجزائر وغيرها كانت التجربة خير برهان علي الاستعصاء اذ قوبلت نداءات ومحاولات الاصلاح بالصمت وطلب التأجيل ثم التشكيك في الدوافع. بذلك اغلق باب الحوار الداخلي مع هؤلاء الذين قرروا ان الخروج علي خط الدولة البعثية العراقية – السوريه والقيادتين القوميتين المرتبطتين بهما ( يفترض انهما اعلي قيادتين في المنظومة البعثيه ) يعادل ضرورة انقاذ الاوطان نفسها من التفتت الداخلي الذي يجعلها جاذبة للتدخل الخارجي وبالتالي انقاذ الحزب نفسه في اعين الشعوب والتاريخ.
    السبب الثاني لتقلص وزن البعث السوداني هو التمويل. هنا ايضا نجد التعقيد الاستثنائي بالمقارنة للاحزاب السودانية الاخري التي تعاني مشكلة مشابهه لان المسألة لدينا ناجمة عن انعدام الخبرة البعثية في التمويل المحلي ( مشاريع تجاريه، تبرعات كبيره من افراد ) والذاتي ( اشتراكات العضويه ) . نعيد للاذهان هنا ان معالجة موضوع التمويل السوري- العراقي للاحزاب البعثية بالمداراة كان خطأ شاركنا فيه جميعا كقيادات بعثيه اذ ان المبادرة بطرحه للنقاش الصريح والمفتوح خلال الفترات الديموقراطيه كان ضروريا كنوع من ممارسة الشفافيه واحترام الرأي العام بشرح الاسس التي تجعله بديهيا ومقبولا لدي البعثيين ولكنه ليس كذلك لدي غيرهم وهي : وحدة الحزب في السودان وخارجه، في السلطة وخارجها والاحتياطات المغروسة في التربية الحزبية لتلافي سوء استخدام التمويل. وسواء قبل القارئ تقدير هذه الورقه بأن توفر التمويل السهل لم يصبح مصدر ترهل نضالي او فساد الا في حالات نادره وعندما تفاقمت الازمة المعيشية في السودان الي درجتها القصوي او لم يقبله، فأن انقطاع صلة البعث السوداني ببغداد كان ورطة حقيقيه بالنسبة له لانعدام موارد تكفل استمرار العمل بالحد الادني حتي يتم اكتساب الخبرة اللازمة لتوليدها. وتزامن ذلك بالطبع مع احتياجات مالية استثتائيه في فترة الانقسامات ازاء اطراف كان وضعها مختلفا من هذه الناحيه ولكن الضرر الاهم الذي الحقته الازمة المالية هي انها حرمت البعث السوداني من فرصة المساهمة في اغناء الفكر السياسي السوداني والعربي بأكثر مما فعل حتي الان وترقية تجربته واغنائها بتفاعل اوسع واكثر حميمية مع القوي والتيارات الاخري ومع حركة الواقع اليومي. يتعلق الامر علي سبيل المثال بوجود ثلاث مؤلفات علي الاقل بأحجام متفاوتة بين الكبير والمتوسط لم نجد وسيلة لطبعها منذ سنوات هذا غير الدراسات والمقالات التي تعذر توزيعها الا في دوائر ضيقة حتي للعضوبة الحزبيه. والمؤكد ان اكثر هذه المؤلفات والمواد اثارة للشعور بالتقصير الممزوج بالالم لدينا هو المتعلق بالمراجعة النقدية لتجربة البعث – في – السودان والعراق وخارجهما من كافة جوانبها وهي التي تجاوزت في مترتباتهاالعملية انقطاع الصلة بالمركز العراقي وعدم الاستجابة لعرض الالتحاق بالمركز السوري، الي اصدار اعتذار علني للشعب العراقي. ففي اول ممارسة سياسية عربية من نوعها علي حد علمنا اصدر البعثيون السودانيون بيانا وزع علي مجموعة كبيرة من المثقفين والناشطين العراقيين ونشر في عدة صحف عربيه تحملوا فيه بوضوح نصيبهم من المسئولية عن معاناة العراق والعراقيين التي تجل عن الوصف ( 3 حروب وحصار استمر 13 عاما ) تحت قيادة صدام حسين لحزب البعث العربي الاشتراكي.
    رغم كل ذلك فأن البعثيين السودانيين مرتاحون نفسيا وضميريا الان وهم يخوضون معركة الاستنارة والديموقراطيه مغ الاخرين بهذا القيد الثقيل الذي يحصر مساهمتهم في حدود دنيا بالمقارنة لطموحاتهم وحاجة البلاد. فالنقد الذاتي الشامل سودانيا وعربيا وعلي رؤوس الاشهاد كان بمثابة تصالح مع النفس والتاريخ والمستقبل وهم واثقون من ان الشرائح القادرة في المجتمع الذي اختاروا خدمة قضاياه العامه ديموقراطيا ستساعدهم بكل الوسائل الممكنة علي اداء هذه المهمه كما فعل بعض الاصدقاء الحريصين علي دعم التطورات الايجابية في الحزبية السودانيه.

    (عدل بواسطة altahir_2 on 12-09-2005, 05:06 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-10-05, 01:26 PM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-10-05, 01:27 PM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-11-05, 09:01 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى بشري الطيب05-11-05, 09:12 AM
    Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى معتز تروتسكى05-11-05, 09:25 AM
      Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-11-05, 09:45 AM
    Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-11-05, 09:38 AM
      Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى هاشم نوريت05-11-05, 09:54 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-11-05, 12:35 PM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-11-05, 03:53 PM
    Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى عبداللطيف خليل محمد على05-12-05, 02:29 AM
      Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-12-05, 06:11 AM
        Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى ناذر محمد الخليفة05-12-05, 07:53 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-12-05, 08:21 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-15-05, 08:52 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-18-05, 05:18 AM
    Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-18-05, 05:32 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-19-05, 04:46 AM
    Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى ناذر محمد الخليفة05-19-05, 07:48 AM
    Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى ناذر محمد الخليفة05-19-05, 07:49 AM
      Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-20-05, 05:47 AM
        Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى ناذر محمد الخليفة05-22-05, 04:27 AM
          Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى A.Razek Althalib05-22-05, 05:48 AM
            Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-24-05, 07:54 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_205-26-05, 05:55 AM
  لم تفاجأنا التطورات !!! altahir_206-02-05, 09:06 PM
    Re: لم تفاجأنا التطورات !!! altahir_206-03-05, 10:03 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_206-03-05, 10:20 AM
    Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_206-03-05, 11:20 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_206-03-05, 11:49 AM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_206-08-05, 03:01 PM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_207-12-05, 07:31 PM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_208-16-05, 02:32 PM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى altahir_202-19-06, 08:17 PM
  Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى lana mahdi02-20-06, 01:34 AM
    Re: دعوة للمناقشة لكل المهتمين بالشان السياسى السودانى من الامين العام لحزب البعث السودانى صلاح شعيب09-01-06, 09:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de