بعد الاطلاع علي الدراسة القيمة اعلاه لناخذ نماذج من هذا الخطاب المازوم..وهو في الغالب خطاب ايدولجي سمج...يريد اعادة انتاج الازمة وغالبا في زمن ثورة المعلومات مايفقد انظمة الطاووس مصداقيتها ويزيد في توسيع الهوة بينها وبين الشعوب التي اضحت تتلقي الاخبار من اكثر من مصدر يمثل الثالوث الحاكم المتسبد الذى يطل في مطلع كل عيد ليخبر الشعب عن المدينة الفاضلة التي س يعيشون فيها وربط الحزام وغض الطرف عن الفساد..ثم رجل الدين الذى يسوق الانظمة دينيا...واخيرا المثقف النتهازي الذى يقوم بدور حائك الامبراطور خير قيام(قصة فرعون وقلة عقله في كتاب القراءة السودانية ) والان لناخذ نماذج قليلة من العراق القديم....سوريا....السودان....البورد 1-العراق القديم: عندما كانت الايام الاخيرة للطاووس شاهدنا الجماهير وءامة المساجد والصحاف..وفضائية الجزيرة يروجون لخطاب مازوم مرده(سينتحر التتار على اسوار بغداد) نعود لهذه الجملة بين الحاصرتين...هل انتحر الان اوقديما التتار على اسوار بغداد؟
2- بعد انشقاق عبدالحليم خدام من نظام البعث العلوي السوري...انبرى له الجميع وجعلوه سبب كل الرزائل والممارسات الوضيعة للنظام السوري داخل وخارج سوريا..ووصموه بالخيانة...وانه عرقل الديمقوراطية ايضا ولم يستح رئيس اتحاد الكتاب العرب ان يمجد بحمد الرئيس الدكتور الذى بلغ الحكم صبيا(عدل له الدستور) ينعت خدام بافظع النعوت...لاحظوا رئيس اتحاد الكتاب العرب وهذه طبعامؤسسات خربة تتبع لانظمة وليس للشعب...وتنتج الابداع الرسمي الميت الذى لا يمجد الحرية ولا الانسان السوري النبيل والان للنظر لمفردة خيانة في الخطاب البعثي المازوم؟ هل الانحياز للشعب او الاعتراف بجرائم النظام خيانة؟ 3- عندما نجح انقلاب الترابيين سنة 1989 وجاءو بكل من هب ودب من عربان وعجم للسودان واطلقو شعوبيتهم الزائفة المستنسخة من الفكر الماركسي(يا عمال/اسلاميين العالم اتحدوا) واعلنو حرب مقدسة ضد ابناء السودان في جنوب السودان وجبال النوبة..وصحافهم الرائد يونس الذى باع واشترى في انظمة الجوار..وتمت حروب ذات ممارسات وضيعة يستحي الشيطان نفسه عنها..كان العربان يهللون ويكبرون لمحاربة الكفر في السودان...ولكن مع مرور الزمن وانشقاق النظام واضحى الدين عضين وافرز حرب الفجور في دارفور وشرق السودان...اراد النظام ان يسوق خطابه المازوم..عن الحرب الدينية..وظن العربان في الخارج اللذين يستمدون وعيهم من ابواقهم الرسمية والمساجد ان دارفور بها مسيحيين.. ثم تطور هذا الخطاب العاجز بعد فشل في تسويق الاسلام في ازمة دارفور الي تسويق العروبة المفتعلة في السودان ولازالت تداعياته ممتدة حتي لان في تعثر المفاوضات في ابوجا 4- اما الخطاب المازوم في البورد وللاسف ممتد حتي 2006...لمجرد ان قمعت الشرطة المصرية المعتادة علي القمع وهو ممارسة منهجية ومستمرة في النظام العربي القديم من المنامة الي الرباط..ظهرت عناوين ذات بعد تاريخي وللاسف مزور لتبخيس المصريين والحط من قدرهم ..وامتدت الاساءة لكل مصر شعبا وحكومتا...برغم ان مصر تاوي 3مليون سوداني و23 الف لاجيء بالاضافة للذين تاجرات بهم المعارضة وماتو غرباء في طرقات المهندسين ثلاث الف..ولم يتناول احد الحدث بصورة موضوعية او علمية او يطرح الحلول الممكنة...لان الازمة لازالت قائمة وهؤلاء يعانون من مصاعب مالية الان ونتمني ان تظهر كتلة جديدة في الوطن العربي لتفصل العلم عن السياسة ..ليس الدين فقط...حتي تريحنا من السياسيين وادمانهم للفشل... ولازال هذا الخطاب المازوم مستمر في شكل العناوين الفاقعة والمخزية التي تزين الصفحة الاولي الان..ان سياسة الفعل ورد الفعل هو اكثر ما يميز الخطاب السياسي السوداني المازوم والعربي ايضا حتي اشعار اخر(الولولة والشجب ثم النوم مرةاخري لحين ظهور فاجعة اخرى) ...اما انعكاساته فهي سيظل يخيم مثلث الجهل والمرض والتخلف طالما نظن في وعينا المغييب ان عدونا هو امريكا واسرائيل...وليس انفسنا التي بين جنبينا...(وان الله لا يغيير ما بقوم حتي يغيرو ما بانفسهم)...ويرحم الله جون قرنق عندما قال التحرر من (شنو) وليس من (منو) *********** اذا اردت محاورة شخص ذكي... اخلو الي نفسي برنارد شو
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة