ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل محمود احمد الامين(adil amin)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2006, 02:57 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36971

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء (Re: adil amin)

    الاخ العزيز حيدر بدوي
    تحية طيبة واجلال
    اشكرك على الزيارة... وواصل معنا هذا المسلسل المدبلج...

    الفـصل الثالث
    دلف المقدم فيصل من بوابة المستوصف الخاص واتجه راساً الى مكتب صديقه الدكتور محسن الذي قابله بابتسامة جعلته يطمئن على اوضاع المصاب بخير ، فقد نقله من قسم الحوادث بالمستــــشفى العام الى هذا المستوصف الحديث حتى يتأكد تماماً من سلامه الرجل ، جلس فيصل قباله صديقه الدكتور الذي ناوله ملف المصاب المجهول .. اخذ يقلب صور الأشعة والأوراق ثم ردها الى الدكتور محسن الذي ردد في ثقة
    - لاتوجد أي كسور .. فقط ارتجاج في المخ ادى الى فقدان مؤقت للذاكرة ، بعض الرضوض والكدمات نتيجة لاصتدامه بالاسفلت ..
    نظر الى صديقة في توجس
    - ماذا يعني فقدان ذاكرة مؤقت ؟!!
    - للأسف سيظل المصاب لفترة غير محدوده لايتذكر شئ يتعلق بالماضي حتى اسمه ايضاً .. لاحظ اننا لم نجد في مقـتنياته مايدل على هويته سوى انه قادم من اليمن ..
    استلقى فيصل على مسند الكرسي ساهماً ، لمعت الدموع في عينيه ، ثم اخذ قلم من مكتب الدكتور ، شطب كلمة مجهول وكتب عبدالرحمن فيصل المطيري على الملف ورده الى الدكتور الذي نظر الى صديقه في دهشة .. ردد فيصل
    - للضرورة احكام .. ان هذا الأنسان سيظل في كفالتي حتى تعود له الذاكرة طال الزمن اوقل .. ارجو ان تستخرج له تصريح بأن يخضع للعلاج في مستشفاكم لمده عام
    كان محسن يحب المقدم ويعرف انه صاحب ضمير حي وقد اكبر هذه البادرة الحميدة ..داس الدكتور محسن على الجرس جاءت الممرضه الهندية وطلب منها ان تذهب الى قسم جراحة العظام وتخبر الدكتور المختص ان يستخرج للمصاب تصريح للعلاج في وحدته لمده عام ..
    انصرفت الممرضه .. والتفت فيصل اليه متساءلاً
    - هل يمكن اخذ الرجل المصاب الى البيت الأن ؟!
    - سنعرف ذلك من تقرير الطبيب المختص فاذا كانت حالته الصحية قد تحسنت فيمكنه الذهاب معك ومعاودتـنا شهرياً لمتابعة حالته عن كثب
    تهللت اسارير فيصل .. اذا انقضى نصف المشوار اما اجرءات الشرطة فهو كفيل بها ..عادت الممرضه تحمل التقرير ، ناولته دكتور محسن الذي قرأة بعناية ووقع عليه وناوله لفيصل
    - المريض الأن بخير ويستطيع ان يذهب معك ويأخذ علاجه معه
    - خير البر عاجله
    نهض الرجلان وخرجا من المكتب الى قسم جراحة العظام .. كان صالح يجلس ساهماً عندما شاهد المقدم فيصل بملابسه الرسمية يأتي مع الدكتور اوجس خيفه واخذ ينظر اليهما في وجل الا ان ابتسامه ودودة منه طردت كل الهواجس من قلب صالح الطيب ، صافح فيصل صالح
    - انت من اليوم اسمك عبدالرحمن ، ستذهب لتقيم معي في البيت حتى اكتمال علاجك .. لاتحزن ستعود لك الذاكرة لاحقاً
    نظر صالح الى وجه الرجل الطيب الذي يبدو مألوفاً
    - اشكرك على كل ذلك .
    نظر صالح الى الدكتور محسن
    - لكن يادكتور عندما انام ارى اناس كنت اعرفهم ارى كل حياتي الماضيه وعندما استيقظ لااذكر الا النزر اليسير .
    - هذا صحيح ، لانك تعاني من صدمه شعوريه من جراء الحادث العنيف ، عندما تـنوم يتعطل الشعور وتخرج الذكريات من مخزون اللاشعور وقد يساعدك ذلك على استرداد ذاكرتك بصورة جيدة
    تنهد صالح بعمق وانبسطت اساريره ، نظر الى المقدم فيصل في ود
    - قدر الله وماشاء الله فعل
    * * *
    عندما حل عبدالرحمن ضيفاً على المقدم فيصل ، حلت البركه بالبيت كما قال فيصل نفسه لزوجتة فاطمة .. نجحت اعماله التجارية فالرجل له محلات لبيع العطور تمر بكساد شديد .. كان عمل صالح في غايه البساطة ، في الصباح يوصل البنات سمر وايمان الى المدرسة بالسيارة ثم يعود ليشذب حديقة المنزل التي احالتها انامله الذهبية الى ارم ذات العماد عندما يؤذن الظهر يصلي ويرجع الى المدرسة ليأتي بالبنات . ثم يرتاح في غرفتة الجميلة عند باب المنزل حتى العصر .. يصلي ويذهب ويفتح المحل الجديد للعطور الذي اصبح يدر ارباحاً كبيرة تفوق كل المحلات الأخرى التي يملــكها ابونواف وفي العاشرة مساءً يعود الى مسكنه الهادئ ومع المذياع تمتد سهرتة البريئة مع فيروز وام كلثوم والقلم والأوراق وعندما ينام يتداعى الماضي المشوش احياناً تكون ذكريات مفرحة واحياناً تصيبه بالانقباض
    لايمكن ان يعــيش الأنسان هكذا بدون ماض .. رغم ان الرجل الذي استضافه في بيته غايه في الـكرم والنبل .. صالح يجله كأبيه تماماً ويتفانى في خدمته وطاعته .. هذا التحول الجديد اسعد المقدم فيصل وانساه المنغصات التي يسببها له ابنه نواف .. لكن ماذا كان شعور نواف ؟!
    لم يستسغ رياض وجود هذا الغريب في بيت صديقة نواف وايضاً هناك ابعاد اخرى .. هناك إرهاصات صاهرة مرقوبه بين الأسرتين حيث يزمع المهندس مسفر تزويج ابنه بإحدى بنات صديقه فيصل ، لكنها لم تنضج بعد ، قد حز في نفس رياض ان يقوم عبدالرحمن بتوصيل البنات الى المدرسة .. ظل ينفث سمومه في اذن صديقه المسكين نواف وقد ساعد الأهمال الذي تعمده ابونواف له واهتمامه المطلق بالغريب في الأونه الأخيرة غيرة نواف .. شعر ان اباه يحب عبدالرحمن كأنه ابنه تماماً ويـباهي به في مجالسه ويأخذه لعـقـد الصفقات المهمه ويعطية الأموال ليوردها الى البنك .. كل هذة الأعمال كان يتهرب منها نواف واذا انجزها ينجزها بطريقة سيئة وظلت كلمة فاشل التي يطلقها عليه ابيه ترن باصداء مؤلمة في نفسه وتوغر صدره على عبدالرحمن لذلك يتعامل معه دائماً بتعالي وجلافة مصطنعة لاتشبه طباعه الحقيقية ابداً ..
    * * *
    دفع نواف باب المطبخ صباحاً كانت تجلس امه فاطمة على الطاولة تطعم الصغيرة نور .. كان الدمع يطفر من عينيه جلس على الكرسي قباله امه وردد في صوت خانع
    - امي اريد التحدث معـــك ..
    نظرت فاطمه الى ابنها المنهار في دهشة .. ليس من عادته ان ياتي اليها في الصباح هكذا .. ولكنها ايضاً لمست التغيرات التي حدثت في الأونه الأخيرة واشفقت على ابنها ، نظرت اليه في حب عميق ..
    - ماذا بك اليوم يا ابني .. لماذا لم تذهب الى المدرسة ؟
    - لااريد الذهاب الى المدرسة او الى أي مكانٍ
    بان الأمتعاض على وجه امه وحدقت في وجه ابنها الشاحب الذي يــبـدو عليه انه لم ينم طوال الليل وعيناه المقرحــتـان بالبكاء
    - ماذا بك اليوم يا بني ؟
    - - هل انا فاشل يا امي ؟‍‍!
    باغتها التساؤل ولم تستطع الإجابة ولزمت الصمت
    - اذأ انت ايضاً تعتقدين اني فاشل كما يعتقد ابي تماماً
    دفن نواف راسه بين ساعديه وجلس يبكي في نشيج مكتوم ، تركت فاطمة ابنتها نور المذهوله ، نهضت وجلست جوار ابنها واخذت تمسح على شعره في حنو بالغ
    - ماعاش من يقول عليك فاشل
    - انه ينعتـني بذلك ويردد دائماً امامي الحمدلله الذي ابدلني بخير منك يقصد عبدالرحمن اليمني
    نظرت نورالبريئة الى اخيها ثم الى امها عندما سمعت اسم عبدالرحمن ورددت في جزل
    - انا ايضاً احب عبدالرحمن يا ماما .. لانه دائماً يعطيني حلوى ..
    نظر نواف بحده الى شقيقــته الصغيرة وانتهرها فبكت وولت هاربة ، نظرت فاطمه الى ابنها في عتاب ممزوج بالشفقة ..أردف نواف
    - حتى هذه الصغيرة لا ترحمني !!!
    - انها طفله فمن باب اولى ان تحب من يحسن اليها وليس من يقسو عليها
    - دعك من هذا يا امي ، اتركينا في المهم ، لماذا يعاملني ابي هكذا ؟!
    - يا ابني ان أباك كان يريد منك ان توظف الحرية التي منحها لك بصورة ايجابية وقد حز في نفسه ان يجدك تنحدر من سئ الى اسوأ ..
    رفع نواف راسه ونظر الى امه في انكسار
    - ماهو الشئ الذي افعله ولايرضى ابي ؟!
    - دعك من ابيك سأخبرك عن الشئ الذي تفعله ولايرضيني ، انت اصبحت لاتذهب الى المدرسة وقد اخبرتــني زينب زوجه مدير المدرسة الشامله بأن زوجها اخبرها عنك وهو يخشى ان يخبر ابيك .. اذا كنت لاتذهب الى المدرسة .. فاين تذهب ؟!
    صعق نواف كأنما مسه تيار كهربائي واشاح بوجهه بعيداً وقد خشى ان تقرأ امه افكاره كان يذهب مع صديقه رياض الى مدن ( ارامكو) ليقابلان رجل اجنبي مريب يعطيهم مخدرات يروجاها خلسه بين الطلاب في الشامله
    - امي .. انها تـكذب .. فقط انا اكره المواد العلميه واحب ان ادرس ادبي وابي يريدني ان اكون طبيب
    - لماذا لم تخبر أباك بذلك ؟، انت حر في إختيار مستقبلك ،
    هذا عذر أقبح من الذنب ، أنظر إلى شقيقتك إيمان تجاوزتك في الدراسة .. ألا ترى أن أبيك يحبها أيضاً . إن أباك يحب النجاح .
    - لكن هذا اليمني لا يدرس ومع ذلك أبي يحبه .
    - يا بني إن أباك يشعر بالذنب حياله ، لانه السبب في أعاقته هكذا ، ماذا تعرف عنه أنت؟! إنه في مثل سنك ويبدو عليه إنه جاء من أجل هدف ما .. هذه قيمه اسمها التضحيه ولا تعرفها أنت ..هل تعتقد لو كان له مثل فرصتك هذه من راحة ورفاهية كان سيرسب في المدرسة ؟! أنا نفسي أرى فيه ذكاء وقاد.. إذهب أنت بنفسك وأجلس معه في المحل يعلمك التجارة بدلاً من التسكع مع رياض في الطرقات .
    شعر نواف بالألم العميق فبالرغم من كلمات أمه الموضوعيه فهي أمرأة حكيمه وتحب الحق ردد في تخاذل .
    - حتى أنت ياأمي لستِ في صفي .
    - يا بني كل أم في الدنيا تحب إبنها مهما كان .. لكن لا تتمنى له الفشل والضياع ،
    لم تفلح كلمات أمه الطيبه في إزالة الغل الذي في صدره بعد كل السموم التي ينفثها في صدره رياض ، نظر إلى أمه في يأس ..
    دوى نفير سيارة رياض في الخارج .. نهض نواف .. رياض هذا يسلب إرادته تماماً .. أستدار منصرفاً وهو يجز أسنانه وردد في نفسه .
    - سنرى من يبقى في هذا البيت أنا أم هو !!
    شيعت فاطمه إبنها بنظرات الحنان والأشفاق وهو منطلق خارجاً وقد تعاظم أحساسه بالتعاسة
    * * *
    كان يعمل بجد ونشاط في تشذيب الحديقة ، إن متعته الحقيقية هي العمل في الزراعة وقد أفلح الرجل الطيب في إختيار الشخص المناسب لفلاحة حديقته .. نزع قميصه المبتل بالعرق وطرحه على العشب تحت شجيرة الفل ذات الأزهار البيضاء وجلس يستظل بها .. أزاحت إيمان ستارة النافذة وأطلت من خلف الزجاج إلى الحديقة .. كان صالح يحس بأن شيء ما يختلج في صدره رفع عينيه ببطء حتى لا يحرجها ، فقد اعتاد على نظراتها من خلف الزجاج ومرآة السيارة ، كم هي جميلة هذه البنت !! إن روح صالح الشاعريه من بنى عذره كانت تهفو إلى حب جديد .. إذ لم يعد هناك ماض يتذكره .. إنه اليوم عبد الرحمن !! كان ينزف مشاعره ليلاً على الورق مع أنغام فيروز وأم كلثوم ويسترجع اليوم واللحظات الجميلة التي تجمعهما .. نظرت إلى عبد الرحمن الذي يجلس وقد أسلم جسده القوي البرونزي المبتل بالعرق لنسمات عابقة بأريج الشجيرة الظليلة التي يقبع تحتها .. ظلت الأجواء الساحرة التي تحيط به تمس شغاف قلبها ..إيمان كأبيها تحب البساطة والصدق والتضحية وأشياء أخرى ، كانت دموع عذبة تنساب من عينيها الواسعتـيـن المهدبتين .. أقـتربت منها شقيقـتها سمر وأطلت من النافذة حيث كانت روح أختها ساهمة بعد أن نادتها مراراً ولم تجب .
    - ماذا بك ؟!
    نظرت سمر من النافذة وشاهدته يجلس ساهماً وقد خيم على وجهه الحزن النبيل .. وأردفت
    - أراك قد تغيرت كثيراً هذه الأيام .
    نظرت إليها إيمان نظرة حالمة .
    - لقد تغيرنا كلنا منذ أن حل بيننا حتى أبي أراه سعيداً غير آبه لمنغصات نواف .. ونور الصغيرة أيضاً تحبه ..
    - لا أقصد ذلك .. أنت دائمة الجلوس خلف النافذة عندما يكون عبد الرحمن في الحديقة يوم الجمعة .
    - لا أدري !! إني أحس بشيء ما ينعش روحي .. هل تعتقدين أنه الحب ؟.
    - أنا لم أجربه لأُفتي فيه .. قد يكون شفقة على حالته أو تعاطف .
    - لا أعتقد . . أحياناً أراه يحمل وريقات ويكتب ، كم تمنيت أن أعرف ماذا يكتب .؟!
    - في الغالب شعر .. إن اليمنيين ميالين لكتابة الشعر بطبعهم .. أو خواطر وذكريات .
    - ذكريات !! لا أظن .. إنه إنسان بلا ماضي وهذا ما يحز في نفسي ، لابد أن تكون هناك نساء في حياته الماضية .
    - هذه حقيقة .
    - لقد صدق نزار قباني عندما قال :ـ
    " ما أصعب أن تهوى امرأة ياولدي ليس لها عنوان .. أو رجلاً بالطبع !! "
    ضحكت سمر على لمحات شقيقتها الذكية وأردفت
    - قد تعود له الذاكرة فجأة ونتحول نحن إلى حلم جميل كان يعيشه ويعود له الماضي الأليم الذي أراه على صفحة وجهه عندما يقودنا بالسيارة إلى المدرسة .
    - أنت حكيمه فعلاً يا أختي ولا أعرف ماذا يعجبك في رياض الطائش .
    بان الإمتعاض على وجه سمر لأنها معجبة به على علاته .
    _ إن رياض شاب متمرد وأنا يعجبني هذا النوع من الرجال الحلاقة الغربية التي يحلقها .. القمصان والفنائل المزينة بالعلم الإمريكي .
    - هل تعتقدي هذا المسخ والتشبه بالإمريكان حضارة ..إين الحب الحقيقي الطاهر ؟!
    - لا أعتقد أن الحب هو مصدر السعادة الوحيد في رحلة الحياة القصيرة ، المتعة كل شيء
    - أما أنا فأرى سعادتي كلها مجسدة في هذا القادم من الجنوب ويجلس وحيدأً في الحديقة .. الحب أسمى عاطفة في الوجود .
    - رغم أن الطريق مسدود .
    - منذ متى كان الطريق مفتوح للنساء .. أريد أن أعيش الحب وأصنع له أجنحة من خيالي تحلق بي حيث لا أمنيات ولا كائنات تمر ..
    - وااه .. من أين هذا التعبير الفاتن ؟!
    - كتبته لي صديقتي السودانية رانيه ، مقاطع من أغنية سودانية أم أنك تعتقدي أن أغاني السودانيين هي المامبو السوداني فقط .
    - إن رانيه تكتب الشعر إيضاً .
    - ليتها تعيرني موهبتها لإجاري هذا القابع هناك وفي قلبي شعراً ..
    كان الحديث يدور عنه سجالاً عند النافذة .. وهو جالس يتمزق .. بنت الرجل إيمان ، تباً لهذه الذاكرة المعطوبه ..التي تقف حائلاً أمامه .. عندما ينام ليلاً يرى نساء ورجال وأشياء أخرى .. هل كان متزوجاً في الماضي ؟!
    نهض من مكانه وسار في تـثاقل والتقط قميصه من على العشب وأرتداه واختفت عضلاته المفتولة وصدره العارى.. أغلقت البنتان الستارة .. أتجه صالح إلى غرفته ، فتح الباب وأغلقه خلفه وجلس مع أوراقه العجيـبة يكتب مطلع قصيدة
    بطاقات*
    أروى التباكي بما بين ماض من المجد
    وما بين سيف الطقوس
    تأكل أشراقها كل ذات أصيل
    بمعلقة من ذهب
    لايمان تلك القلوب التي وقفت تستخير السؤال
    سبيلاً إلى لجة الوصل أو عتمات الذهول
    وحول الجواب تطوف العيون
    بإزهارها الفاتنة .

    تجئ بملئ خيالاتها المترعات ما بين
    خافي الظنون وحكمتها المعلنة
    تضئ السهام إذا أنطلقت أو تظل
    يظل الخباء خفوتاً يضاء ولا يتقد
    من عيون السكون رياح الظنون بدت بادية
    الرنا حيطة ترقب اللحظة التائهة
    والنفاذ يورق فاطمة الصمت كل عبور
    وما زال في النفس شيء أبى أن يبوح

    هي ذي باندفاع المشوق تهيئ أشياءها للرحيل
    منى لهفة تمتطي عبق الفرح كي تعبر
    أفق الزغاريد عما قريب إلى غاية الإنتظار
    ومن خلفها ترتقي الدعوات لترسم
    باقات ذكرى على حائط الذاكرة .
    طوى الأوراق ودسها تحت الوسادة واستلقى ساهماً يحملق في السقف وأغمض عينيه التي انساب منها الدمع المرّ .. اليوم عطلة الجمعة ، سيرتاح قليلاً ويغتسل ثم يذهب إلى الصلاة في المسجد المجاور ...
    * * *
    *بطاقات : قصيدة الشاعر اليمني ( ياسين الزكري ) ـ صحيفة الثوري العدد ( 1543) 1/10/98م
                  

العنوان الكاتب Date
ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-06-06, 09:20 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-07-06, 03:03 AM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء Haydar Badawi Sadig01-07-06, 05:42 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-08-06, 02:57 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء عمر ادريس محمد01-08-06, 04:15 PM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-09-06, 02:15 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-10-06, 02:28 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-11-06, 09:05 AM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء محسن عبدالقادر01-11-06, 12:22 PM
      Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-12-06, 02:50 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-13-06, 09:54 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-14-06, 02:16 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-14-06, 04:26 AM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:22 AM
      Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:24 AM
        Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:25 AM
          Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:27 AM
            Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:46 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin03-31-06, 08:36 AM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien04-01-06, 02:34 AM
      Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin04-01-06, 08:25 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de