ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل محمود احمد الامين(adil amin)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2006, 02:16 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36971

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء (Re: adil amin)

    الفـصل التاسع
    فتح نواف عينيه ونهض متلفتا حوله ، تذكر انه في اليمن وليس الامر حلماً .. كان اذان الظهر يتعالى من مسجد القرية ، وجد صالح قد جهز له ماء للاغتسال ، ووضع الطعام على منضدة .. اغتسل وتناول طعامه على عجل وخرج الى المسجد ، تلفت أهل القرية في فضول الى ضيف إبنهم صالح كانوا يحيوه في ود .. بعد الصلاه نهض حسن صاحب البقالة التي تشرف على الطريق وحيا نواف بحراره ، كان حسن من اوفر شباب القريه خلقاً واخلاقاً .. لقد لعب موسى دور كبير في حياته ، جعلته ممتن له ابد الدهر .. خرج حسن ونواف من المسجد واتجها الى البقاله ، جلس نواف مع حسن يتسامران .. تساءل نواف .
    - هل تعرف استاذ موسى كودي؟! صديق صالح ..
    نظر حسن ساهماً .. وقد اغرقت عيناه بالدمع ..
    - من هنا لايعرف موسى (الكونت)* .. هل ترى الطفلين اللذين يلعبان امام البيت هناك .. لولا مساعده موسى لما كانا .. ولتركت الزواج نهائياً
    نظر نواف الى الطفلين على البعد وحملق في وجه حسن في فضول واردف حسن .
    - انت تعرف الكبار وعنادهم ، عندنا وعندكم ، عندما يصرون على رآي عقيم .. كنت احب بنت خالي وقد وافق ابوانا في الماضي على زواجنا ولسبب ما بدات المشاحنات بين أبي وخالي ، وبدات ادفع الثمن على قاعدة الاباء يزرعون الحصرم والابناء يضرسونه عاند خالي ابي وزاد المهر المدفوع عشر الف ريال اخرى ، غضب ابي ونفض يده من الزواج وتسابا انفطر قلبي انذاك ، اظلمت الدنيا في عيني ، لم أجد ملاذ غير موسى .. غضب موسى غضباً شديداً عندما اعلمته بالخبر وكان يعرف قصة حبنا ويباركها .. أمرني ان احضر له جنبية وزي يمنى احضرتهم له وانا غارق في الدهشه ماذا يريد ان يفعل ؟! تزيا كما يفعل القبائل عندنا وفتح حقيبة واخرج منها عشره الف ريال وخرج وامرني ان اتبعه، اتجه نحو المبرز* الذي يجلس فيه خالي مع جماعته ودخل عليهم بزيه الغريب والقى عليه الغـترة كما تفعل القبائل عندنا وسلمه المبلغ في يده وردد " انا موسى شيخ شيوخ قبائل السودان .. طالبك تزوج ابني حسن بحجر الله " بهت خالي من المفاجئة وضج المجلس بالضحك .. انبسطت اسارير خالي واحتضن موسى وهو يضحك " قد قبلنا " .. ودخلت في اليوم الثاني على بنت خالي والدنيا لاتسعني من الفرحه .. تحول الامر الى نكته بفعل موسى الساحر ، يتداولها الناس في كل الناحيه .. كان زواجي حديث القريه ، الحفل الوحيد الذي جلس فيه موسى معنا كان دائماً ساخط على التظاهرات المسلحه واطلاق النار الذي يواكب الفرح ولايخلوا من ضحايا احياناً لاطلاق النار العشوائي لذلك يقاطع الافراح ويردد " الزواج حاله من حالات الفرح المقيم ودعوة لاستمرار الحياه ، فلماذا هذا السلاح الذي يغتال الناس والفرح .. انا لا احتمل سقوط قتلى حولي في معركه من غير معترك ، كاننا في افغانستان " للاسف هو نفسه راح ضحيه هذه العبثيه ..
    كان نواف يستمع في اهتمام الى حسن الحزين وبعينيه يتابع انبثاق التلاميذ من المدرسة الصغيره المبنيه بالحجر .. انطلق الطلاب تغص بهم طرقات القرية خرج سته شباب من مقتبل العمر من بوابه المدرسة الخالية واغلقها أحدهم خلفه وفارق زملائه وتقدم نحو البقاله بخطى واثقه .. نظر اليه حسن واشار الى نواف
    - هذا فؤاد بن الفتيني مدير المدرسه ومن اميز طلاب موسى ..
    تقدم فؤاد منهما وحيا الضيف الكريم بلباقه وعرف نفسه ..
    نظر نواف الى المدرسة الجميله ورد
    - مدرستـكم جميلة
    - نعم .. هدية من دولة الكويت .. نقوم بالتدريس فيها نحن سته معلمين من ابناء القرية .
    قاطعه حسن
    - انه يريد ان تحدثه عن استاذ موسى صديق صالح ..
    بان التأثر على وجه فؤاد
    - إن موسى كان اسطوره .. هو الذي قام بتدريسنا في المرحلة الاساسيه وكنا ثمانيه طلاب متفوقين وقد ظل يردد في مسامعنا انه يسعى لان نكون معلمين وصحيين لنحمل الرايه بعده كان زملائي مطيعين اما انا فكنت مكابر .. لاادري لماذا سيطر علي انذاك هاجس الزواج وارهقت ابي بالتذمر .. كان ابي قد زوج اخواني الثلاثه الكبار وباع معظم ثروته من البقر والارض وانت تعلم تدهور الاحوال بعد الازمة .. كان في الماضي الآباء يزوجون ابناءهم عن طيب خاطر وعن سعه في العيش .. إلا اني كنت اصر ان يزوجني ابي وحتى لو باع آخر بقرة حلوب نملكها كان ذلك بايعاز من اصدقائي الراسبين وغير المهتمين بالدراسه اللذين تزوجوا .. ظل ابي يشكو ني الى موسى ، ويطيب موسى خاطره ويردد دائماً " ابنك فؤاد عبقري ولكنه عنيد " عندما طفح الكيل اخذت بندقيه ابي الآليه ونزلت المدينه وبعتها بثمن بخس حتى احصل على مال يجعلني اسافر عندكم في المملـكة .. كان موسى يحذرني دائماً " لن تفلح ابداً .. إذا كان ابوك غاضب عليك فعليك أن تلحق بزملائك في معهد المعلمين في الحديده لقد سجلتكم هناك .. يا فؤاد الجياد الاصيله تظهرعند المنعطف لا تستمع الى كلام الفاشلين من الفاقد التربوي يريدون منك ان تكون مثلهم " ضربت بكل اقوال موسى عرض الحائط .. قبل ان اصل مدينه حرض الحدودية انقلبت السياره واصبت بكسر مضاعف في ساعدي الايسر وعرفت المعنى الحقيقي للالم وعدت أجرجر اذيال الخيبة الى القرية ، عدت ليلاً قادتني قدماي الى مسكن الاستاذ موسى .. وجدته غارقاً في كتاباته الغامضه على ضوء النيون ، نظر الي في جزع ورأي ساعدي الملفوف بالجبس والشاش الابيض .. نقدم مني وتفحص ساعدي كانت له خبره ايضاً في الطب ، كما قلت لك كان يحمل أكثر من رساله .. " ردد لاباس عليك عود الى الحديدة والحق بزملائك تجدهم في معهد المعلمين .. ارحل دون ان يراك احد الشامتين .. اما اباك فانا كفيل به لقد زارني وهو غاضب عليك قال لي كلاماً مزق قلبي جعلني اذهب معه الى المزارع واساعده في حصاد العلف .. هل تدرى ماذا قال ؟!.. قال فؤاد لنواف : هكذا موسى يحسسنا دائما بالعار والذنب بأسلوبه المتفرد .. فأجبته في انكسار
    - ماذا قال لك ابي ؟! "
    قال لي : ياموسى انت غريب .. وأصبحت انا غريب ، لم يعد لي ابناء وكل غريب للغريب نسيب
    انهرت باكياً لحظتها وتعهدت لموسى بان ارد لأبي كل امواله ، وكنت قد اشتريت دراجة نارية وتركتها في الحديدة بما تبقى من مال ابي
    - سأكمل دراستي واعمل على الدراجة النارية وسترانا كما تحب ياموسى العزيز
    انبسطت اساريره ردد ضاحكاً
    - من هم اعداءنا الثلاثة يا فؤاد ؟!
    - الجهل والمرض والتخلف
    - اذهب الأن اثلجت صدري
    وفعلاً مضت السنين تباعاً وتخرجنا من معهد المعلمين وتزوجنا بيسر بفضل المدرسة التي يقودها موسى وعم ابراهيم في القرية .. واصبحنا معلمين ولنا مرتبات من الدولة وتخرج اثنان من المعهد الصحي وعملا في الوحدة الصحية لاحقاً بعد وفاته المحزنة .. مات موسى ولم تمت اقواله المأثورة ( الخيل الأصيله تظهر عند المنعطف ) وفزنا بالسباق ..سباق المسافات الطويلة ..
    كان نواف كلما سمع هذه الأحاديث الغريـبة المفعمة بالحب والحسرة ، يحس بالرهبة .. هل كان موسى إنسان من لحم ودم ويمشي في الأسواق ام كان شيئاً آخر ؟!
    تعالى آذان العصر من المسجد نهض الشباب واتجهوا الى المسجد ، في الطريق همس فؤاد في اذن نواف هناك رجل ستقابله يجلس ساهماً عند ركن المسجد يتلو سورة الرحمن دائماً
    هذا الشخص هو مفتاح شخصية موسى .. انه عبدالكريم من اكثر الناس الذين كان يحبهم موسى .. فقد اعطى موسى الغرفة التي كان يسكن فيها جوار المدرسة وهي مغلقة الآن
    دخل الشباب المسجد وصلوا .. بعد الفراغ من الصلاة ، نظر نواف إلى حيث اشار فؤاد ، شاهد رجل ذو تقاطيع نبيله ونفس طيـبة يجلس منزوياً يتلو آيات بصوت رخيم هامس ، نهض نواف واتجه الى الرجل ، انبسطت اسارير الرجل وحيا الضيف الذي قبع جواره .. بدأ المصلين ينفضون من المسجد .. نظر نواف الى عبدالكريم وردد
    - هل ممكن رؤيه غرفة الأستاذ موسى صديق صالح ؟، قيل لي انك اغلقتها بعد موته بمافيها..
    لمعت الدموع في عيني الرجل وكساه الحزن النبيل وقد ادهشه ان يسأل زائر غريب عن موسى ..
    - هل تعرف الأستاذ موسى الكونت ؟!
    - اخبرني عنه صالح
    - اما انا وابراهيم فمن القلائل في القرية اللذين يعرفون السودانيــين من الداخل .. لقد تعايشت معهم عندكم في المملكة ، تعلمت منهم الكثير صرت اقرأ واكتب واهندس السيارات واشياء معنويه جميله قلما تجدها في مكان آخر .. وابراهيم يعرفهم بحكم معيشته الطويله في السودان .. كنت كثير المزاح وموسى يضحك دائماً ولايغضب على .. و لي ابن اسمه داؤود يدرس عند موسى . ارسل معه دائماً في الصباح الحليب والخبز الى موسى .. موسى يحب ابني حبا جما كان يجلس مع موسى يقرأ له سورة الرحمن ، ولاادري لماذا يتعلق موسى
    بهذه السورة بالذات في القرآن ، كان الدمع يطفر من عينيه ويردد " الرحمن عروس القرآن " ..
    الاتسمع هذة الأنغام السحرية التي تنبعث منها بتلاوه ابنك البديعه .. ليتني حولتها معزوفة بالـكمان السحري ..
    كنت الازم موسى دائماً .. المزاح الوحيد الذي يبغضة موسى ويتطاير الشرر من عينيه ، عندما اصوب مسدسي غير المحشو الى راسه ، يصرخ في وجهي مردداً ومتوعداً ..
    " يا أبو داؤود يا مدبر لا تمزح بالحديد إنه أعمى " كنت أضحك حينها ونشتبك حتى ينتزع مني المسدس ويلقيه في سطح الحجرة .. المزاح من طبعي مع كل أهل القرية .. إلا أن الشيء الوحيد الذي كان قضاءاً وقدراً ولم يكن مزح هو تلك الطلقة اللعينة التي انطلقت من فوهة مسدسي ليلاً وأنا أنظفه لتغتال إبني النائم داؤود .. ذهلت لحظتها . إنشلت حواسي وجاءت أمه تولول وتصب على رأسي لعناتها واني لم أسمع كلام موسى ..أسودت الدنيا أمام ناظري آن ذاك لم يهن علي موت طفلي بهذا الخطأ الفادح ولكن بأي وجهه سأقابل موسى في الصباح وقد انتشر الخبر وسرى سريان النار في الهشيم ووصل موسى بطريقة مغلوطة ، تحاملت على نفسي في الصباح بعد دفن ابني في المقبرة .. وذهبت احمل العوش والحليب الى موسى .. كان موسى عندما يغضب من احدما يغلق حجرتة ثلاثة ايام ويقبع في الظلام ولانعرف اذا كان حياً اوميتاً حتى يذوي غضبه .. طرقت الباب وقد تداعى اليَّ انينه وبكاؤه على داؤود من الداخل .. .. لم يفتح لي الباب وسبني واغلظ في القول ، فأقم الأحساس بالتعاسة لم يصدق ابداً ان الأمر لم يكن مزاحاً .. ضاقت بي السبل .. هربت من القرية وسافرت الى الجنوب وفي عدن مكثت شهراً حتى يذوي غضبه عليَّ واشتريت له العطور وشرائط ابوبكر سالم التي يحبها وعدت الى القرية تحت جناح الظلام .. احمل له المفاجأه .. اوجست خيفه . اعتدت عند زيارتي الليليه له ان اجد النور مضاءً وموسى يقرأ في كتبه العجيبة انه دائماً يقرأ .. هذا الظلام الحالك الذي يحيط بالغرفة اسقط قلبي بين ارجلي .. هل رحل موسى غاضباً مني ؟!؟ وقفت امام الباب وصرت انادي عليه بأعلى صوتي سرى صوتي الى القرية جاء الرجال وعرفوني واخبروني بأن موسى مات لم اصدقهم .. اعتقدته مزاح ثقيل .. ولكن الحزن المخيم عليهم كان حقيقي .. انهرت عند الباب اذرف الدمع سخياً لسبب واحد انه رحل وهو غير راض عني .. ومنذ ذلك الحين أُغلقت الغرفة وبها كل اشياء موسى ..
    - هل بالامكان أخذي الى هناك ؟!
    - على الرحب والسعة ..
    نهض الرجلان وخرجا من المسجد الى مسكن موسى في غرفة تقع خلف المدرسة عند اطراف القرية . فتح عبدالكريم القفل الذي كان يعلوه الصدأ ، دفع الباب ، احدث صريراً مزعجاً جعل نواف يشعر بالقشعريرة ودخلا اخذ نواف يتأمل الغرفة والغبار الذي يكسو كل شئ آله التسجيل سوداء اللون . رفعها نواف وقرأ في الورقة الملصقة بها (طاحونه الأنين) .. كرتون به شرائط كاسيت مكتوب عليه ايضاً تعبير غريب (بواعث الشجن) .. بانت الدهشة على نواف ، نظر عبدالكريم مردداً
    - انه كان يطلق الأسماء على كل ما حوله .. هذة الغرفة اسماها (بيت العنكبوت) وآله الكمان يطلق عليها (زورق الألحان) .. كان يطلق على الذين يحبهم (العصافير) والذين يبغضهم وهم قله (الخفافيش) ويطلق على نفسه اسماء لاتقل غرابه (النخيل المسافر) او النسر المتشرد.. اسس فريق كرة قدم في القرية واسماه المريخ ..
    ردد نواف في نفسه مبتسماً ..
    - " كان موسى من انصار القبيله الحمراء ، كأبي تماماً .. "

    كانت الصحف والمجلات تملا كل مكان (الشورى) (الوحدوي) والعديد من الدوريات المحلية واللندنيه (القدس) (الحياة) (الوسط) .. فتح عبدالكريم الطاقة الوحيدة .تسللت اضواء شمس الأصيل المشربة الحمره والقت بظلالها على ملابس قليله في المشجب وآله كمان معلقة على الجانب الآخر .. وادوات طبخ وفرشه صلاة .. رسومات جميله على الحائط الأبيض تعج بالنخيل واقوال مأثورة على جنبات الغرفة الأربعة ..
    - التاريخ لن يخلد سوى اولئك المنتجين والمبرزين الذين يخلفون وراءهم أعمالاً كبيرة وجليله تكون شواهد حية على حجم عطائهم وسخاء ماقدموا من أجل اوطانهم وشعوبهم وأممهم 1*
    - امدد يديك الى الأحرار متخذاً منهم ملاذك من رق تعانيه
    ماتوا لاجلك ثم انبث من دمهم جيلاً تؤججه الذكرى وتذكية 2*
    - " التأمل السابق للموت هو التأمل السابق للحرية 3*
    - إن جدي كان كشجرة السيال .. حادة الأشواك صغيرة الأوراق .. تصارع الموت لانها لاتسرف في الحياة 4*
    - إن الغوص في تفاصيل الحياة اليومية لايجعل الأنسان يتخذ موقفاً من الحياة5*
    كان نواف يتأمل هذا المتحف العجيب في انبهار وسكينه وردد في نفسه " لأبد ان هناك شفرة تفسر هذا اللغز .. هذا الرجل الذي يعيش بين الأوراق والكتب والمعاني السامية " .. كان عبدالكريم يحدق من النافذة ونواف يقلب الأوراق بحثاً عن الشفرة المرجوه.. اخيراً وجدها !!
    نوته مدرسية خضراء اللون .. اخذ يقلبها وقرأ (الدرب الأخضر)وفي الصفحة الأولى صعقتة عباره (كل زول بيحمل رساله امنيه صادقة بعيد مداها .. التاريخ بيحسب كل خطواته المشاها) .. احس نواف ان في هذة الكراسة المدرسية يكمن مفتاح اللغز ، دسها في جيب جلبابه الواسع ونادى عبدالكريم الذي التفت بغته ..
    - هيا بنا ننصرف الآن
    اغلق عبدالكريم النافذة وخرج الرجلان ، اوصد عبدالكريم الغرفة وسار نحو القرية وعند بيت ابراهيم تفارقا .. دخل نواف البيت ليجد ابراهيم قد وصل ، وصالح ونفر غفير من اهل القرية ، جلس نواف السعيد الى جوار صديقه صالح الأكثر سعاده وهو يرى اجرءات زواجه تتم امامه بكل يسر .. استمر السمر والأحاديث الممتعة وتبادل الأشعار ..
    اذن سيتم الزواج غداً وسيعود نواف ادراجه . تحسس الدفتر في جيبه وابتسم في ظفر ، انفض المجلس مع آذان العشاء وذهب نواف وصالح الى غرفة الضيافة التي رتبتها رحاب وعطرتها بأريج الفل.. كان هناك كم هائل من الهدايا قوارير من العسل والسمن البلدي الفاخر .. اثلج ذلك صدر نواف .. هذا العسل الفاخر مرغوب هناك وسيسعد ابيه .. تعشيا معاً واستأذن صالح صديقه في الانصراف نظر اليه نواف باسماً
    - من لقى احبابه .. نسي اصحابه
    ضحك صالح وغمز صديقة
    - العقبى لك ..
    وجد نواف نفسه وحيداً مرة اخرى ، أُضيئ النور تلقائياً من مولد الكهرباء الذي يملكه ابراهيم .. ظل هديره المنتظم يتداعى الى اذني نواف .. اطفأ المصباح الغازي .. نظر الى جدران الغرفة الأنيقة والمزخرفة بصورة مدهشة كأنه يراها لاول مرة .. اشجار النخيل .. لمح توقيع موسى الذي تجلل بصماته .. الاحياء والاشياء في القرية هذة رسومات موسى ايضاً .. شعر ببرودة تسري في جسده هل من المكن ان تكون روحه الوفيه ترفرف في هذا المكان ؟.. اغلق نواف الباب واستلقى على الفراش الوثير واخرج الدفتر وبدأ يقلب صفحاته وقرأ ( الدرب الأخضر ) إهداء " الى من يجعل الحب ديدنه في الحياة "

    *****************
                  

العنوان الكاتب Date
ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-06-06, 09:20 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-07-06, 03:03 AM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء Haydar Badawi Sadig01-07-06, 05:42 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-08-06, 02:57 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء عمر ادريس محمد01-08-06, 04:15 PM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-09-06, 02:15 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-10-06, 02:28 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-11-06, 09:05 AM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء محسن عبدالقادر01-11-06, 12:22 PM
      Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-12-06, 02:50 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-13-06, 09:54 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-14-06, 02:16 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin01-14-06, 04:26 AM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:22 AM
      Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:24 AM
        Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:25 AM
          Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:27 AM
            Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien03-07-06, 11:46 AM
  Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin03-31-06, 08:36 AM
    Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء othman mohmmadien04-01-06, 02:34 AM
      Re: ابداع حر:موسي كودي...الذي صعد الى السماء adil amin04-01-06, 08:25 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de